انضمّ علاء الدين رمضان، الكندي من أصل لبناني (من مواليد 1992) إلى قافلة الأبطال الشباب الذين وجدوا وأهلهم الأمان والسلام في دول الاغتراب، فكان هذه المرة ضحية جديدة لمافيات المصارعة والرهانات في كندا، الذين لم يرق لهم كثيراً إحراز علاء لقب البطولة في "البوكسينغ" خمس سنوات، وفوزه في خمس جولات ليتبقى أمامه جولة سادسة فقط تمّ قتله قبل خوضها.
وفي تفاصيل الحادثة، أنه وفي الساعة العاشرة والنصف تقريباً من ليل يوم الأربعاء الواقع في 24 سبتمبر (أيلول) ، وصل بلاغ إلى مركز شرطة "فانكوفر" يؤكد سماع إطلاق نار في المنطقة القريبة من "برادوود مول"، الواقعة في مدينة "بورنابي" الكندية في مقاطعة "بريتش كولومبيا". وعلى الفور، توجهت دورية الشرطة التي تتألّف من 6 سيارات، بالإضافة إلى سيارتي إسعاف وإطفاء. وعلى أثر الحادثة، تمّ إغلاق جميع الطرقات والشوارع المؤدية إلى مكان الحادث، حيث تمّ العثور على جثة الشاب علاء الدين رمضان على الأرض أمام سيارته من نوع "إنفينيتي" سوداء اللون، وكان ينوي الدخول إليها للعودة إلى منزله لتناول وجبته المفضلة التي طلب من والدته إعدادها وهي السمك.
وفيما يتعلّق بالتحقيقات الأولية للحادثة، فقد أكّدت (جنيفر باوند) وهي مسؤولة قسم الشرطة في المنطقة التي وقع فيها الحادث "أن المغدور علاء الدين رمضان كان مستهدفاً شخصياً في حادث إطلاق النار، وأنه يملك سجلاً مدنياً نظيفاً لا غبار عليه على الإطلاق، ولا يوجد فيه أي مخالفة من أي نوع كانت".
شهود عيان
أما شهود عيان في مكان الجريمة، فقد أشاروا إلى أنهم رأوا 3 رجال تبدو عليهم ملامح فارسية ، وتظهر لياقتهم البدنية قوية جداً وهناك ظهور واضح لعضلاتهم ويرتدون ملابس داكنة اللون، قد تتراوح قامتهم ما بين 182 و183 سنتيمتراً، وأنهم كانوا يقودون سيارة فضية اللون، انطلقت بهم بسرعة فائقة بعد إطلاق الرصاص على الشاب المغدور من سلاح يظنون أنه حربي.
وحتى كتابة هذه السطور، تمّ إلقاء القبض على إيرانيين وقد اعترفا بالجريمة، ولا يزال الثالث طليقاً بانتظار إلقاء القبض عليه من قِبل الشرطة.
أما إد لوفيت، وهو أحد سكان العمارة المجاورة لمكان الجريمة، فقد قال في حديث له للشرطة أنه "سمع صدى دوي 3 طلقات نارية عند الساعة العاشرة تقريباً، وبعد دقائق قليلة سمع صوت صفارات سيارات، فقرر الخروج إلى الشارع للتحقق من الأمر فوجد شاباً ممدداً على الأرض قرب سيارته ، فظن ّ أنه توفي جراء حادث سير، وعندما اقترب من الجثة وجد أنها لم تتعرّض للدهس وكانت سيارة الضحية في وضعية التوقف".
أما جيري كينغ (شاهد عيان آخر) فقد أكد في شهادته أمام الشرطة أنه " سمع إطلاق النار وصوت سيارات الإسعاف والشرطة وقرر الخروج من شقته لاكتشاف ماذا يحصل، فوجد أن جريمة قتل قد وقعت".
تلقي التهديدات بشكل مستمر
وفي حديث مع عمّة الضحية، الزميلة زلفا رمضان أكدت لـ "سيدتي" أن "الضحية كان دائماً يتلقى التهديدات بضرورة الخسارة ولم يكن يتقبّل يوماً هذه الفكرة، فكيف يخسر وهو البطل الذي أحبّ رياضة "البوكسينغ" منذ صغره، أي عندما كان يبلغ الثالثة عشر من العمر".
وأضافت:
قضى أخي حسن (والد المغدور) 40 عاماً من حياته مغترباً في كندا، وهو يملك سلسلة من المطاعم هناك يديرها هرباً من الحرب اللبنانية التي جعلت أعداداً كبيرة من اللبنانيين يهاجرون بحثاً عن لقمة العيش، حتى أن أولاده الخمسة (4 فتيات والمغدور) نادراً ما يأتون إلى لبنان، لأنهم يخشون كثيراً الأحوال السياسية والأمنية ... وشاءت الصدفة أن يأتي أخي حسن إلى لبنان منذ أيام قليلة للاطمئنان إلى والدتي التي كانت في حال صحية حرجة جداً، وقد تلقى خبر مقتل ابنه الوحيد هنا،ولا أنسى عندما قال لي " أتيت إلى لبنان خوفاً من أن تفارق والدتي الحياة قبل أن أراها ففارقني ولدي من دون أن أراه".
"وعلى الفور، عندما تبلّغ خبر مقتل ابنه قدّم موعد حجزه، ليسافر في الليلة نفسها علّه يرى علاء ولو لمرة أخيرة، بعد أن لم تكتب له رؤيته بثياب التخرّج حاملاً شهادة إدارة الأعمال التي قضى سنتين يواظب على دراستها".
وتضيف زلفا والحزن والأسى في صوتها:
" انتظروه حتى الانتهاء من تمارينه الرياضية في النادي الرياضي، وعند الساعة العاشرة والنصف تقريباً، ما إن همّ علاء بركوب سيارته، حتى أطلقت عليه ثلاث رصاصات من سيارة مرّت أمامه أصابت رأسه وصدره، وقتل على الفور".
وتضيف زلفا "أن والدة علاء دلال سعد تعيش حالة انهيار تام، فهي حرصت على تنشئة ابنها على العادات والتقاليد اللبنانية، وإن في بلاد الاغتراب. ولكن، للأسف، شاء القدر أن يغادر ولدها الوحيد على أيدي قتلى غرباء نالوا من ابنها البطل".
وتختم عمّة الضحية حديثها قائلة:
" علاء ابن بلدة برجا (إقليم الخروب) زار قريته مرّة واحدة في حياته في العام 2006، وشاء القدر أيضاً أن يخرج منها هرباً على إحدى البواخر خلال حرب تموز 2006.
المرحوم كان رياضياً بامتياز وحنوناً إلى أقصى الحدود على شقيقاته الأربع اللواتي لم يخشين شيئاً في الحياة ما دام شقيقهنّ بطلاً ويستطيع حمايتهن والدفاع عنهن".
كان علاء مرشحاً للفوز في المباراة السادسة قبل قتله.