"فيديو" مقتل سيلين مفبرك... مَن قتلها؟

17 صور

كثرت التساؤلات والتحليلات في لبنان لدرجة فاقت الخيال والتصوّر فيما يتعلّق بقضية مقتل الطفلة سيلين راكان (4 سنوات)، خاصة وأن التحقيقات الجارية حتى هذه اللحظة تدلّ إلى أن العاملة الأثيوبية (بوزاي)، التي تعمل منذ 4 سنوات لدى العائلة ، هي التي قامت بخنق الطفلة لأنها رأتها تسرق!
ما يهمنا من كل هذه المتاهات هو ألا يذهب دم سيلين هدراً، وأن يحاسب كل من له يدّ في مقتلها إن كان قريباً منها أو بعيداً.
وفور انتشار مقاطع "الفيديو" التي صوّرتها كاميرات المراقبة في منزل ياسر راكان،أظهرت مراجعة التسجيلات عدم دقّتها، لدرجة أنها بدت وكأنها تركيب لمشاهد منوّعة ومختلفة، وكأي مشاهد ذكي قادر على التمييز بعد مراقبة "الفيديو" المزعوم ليوم الحادث تظهر الوقائع التالية:


* في الصورة رقم 1 :
الساعة 11,57: مشهد الخادمة تقطع الكهرباء وهي ترتدي قميصاً أزرق ، أمام طاولة المطبخ التي كما هو واضح مليئة بأدوات الطعام .

* في الصورة رقم 2:
الساعة 12,23 : عند تفقد الخادمة سيلين في سريرها بدت ترتدي قميصاً أخضر.

* في الصورة رقم 3:
الساعة 12,55 : ظهرت الخادمة في المطبخ تُبدّل عداد الكهرباء بالقميص الأزرق ، فيما طاولة المطبخ فارغة من أي شيء، ومن ثم دخلت إلى غرفة سيلين بالقميص الأخضر.

* في الصورة رقم 4:
بدا السرير في كل المشاهد في "الفيديو" التي سبقت حمل الخادمة لسيلين ملاصقاً للحائط تماماً، كما بدا لدى خروج ودخول سيلين إلى الغرفة.
ولكننا نلاحظ بوضوح أنه لحظة دخول الخادمة وحملها للطفلة، قد تبدلت معالم غرفة النوم كلياً ، حيث انتقل السرير من جانب الحائط ليبدو قريباً من السرير الآخر الذي كانت سيلين تنام عليه، مع تبدّل الأغراض الموجودة عليه كذلك.

* في الصورة رقم 5:
الخادمة تحمل سيلين، ولكنّ السريرين قريبان من بعضهما كثيراً، وقد كانا قبل لحظات بعيدين تماماً!!

فبركة "الفيديو"
من الواضح، ومما لا يقبل الشكّ أبداً، أن مقاطع "الفيديو" التي أظهرها الوالد قائلاً إن مصدرها هو كاميرات المراقبة المنتشرة في كافة أرجاء المنزل، مفبركة وغير صحيحة أبداً، فهل يكون الوالد متورطاً لسبب أو آخر بمقتل طفلته!
وهنا، تبرز الأسئلة التالية التي لن تنتهي إلا بكشف الحقيقة كاملة؟
- لماذا يتمسّك الوالد بهذه التسجيلات المفبركة؟
- لماذا رفض الوالد تشريح جثة الطفلة، مبرراً ذلك أن العاملة "بوزاي" قد اعترفت بارتكابها لجريمتها، فلماذا التشريح؟
- لماذا هذه البرودة واللامبالاة التي تظهر على وجه الوالد في جميع لقاءاته وكأن التي ماتت ليست طفلته من لحمه ودمّه؟
- من الغريب كيف أنه يمتلك هذا الكمّ الهائل من هدوء الأعصاب والصبر والقوة حتى يقضي وقتاً طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعي وينعى طفلته ويتشارك الآراء والأفكار؟
- التصريح الوحيد الذي صدر من جانب الوالدة المفجوعة يفيد بتعلق "بوزاي" الشديد بسيلين والعكس صحيح، وأن العاملة كانت دائماً تردّد للوالدة أنها "أحلى أم" مما يثير الاستغراب... وكأنها تعلم أمراً ما ترفض البوح به!
- كيف وصلت الفتاة إلى مستشفى الزهراء ميتة، وما هو سبب الموت؟ وأين الحق العام؟
- تبدو فرضية الاختناق بالوسادة بعيدة تماماً عن سبب مقتلها، فمن الذي قام بقتلها ولماذا؟ هل لأنها شاهدت أمراً غريباً جعلها تبدو منزعجة ومن أجل إسكاتها قام الفاعل بفعلته (ربما لم يكن يعلم بأنها سوف تتوفى) وقد يكون أجبر على إغلاق فمها بطريقة ما... مما أدّى إلى عدم تنفسها ووفاتها!
- الخادمة لم تكن وحدها في المنزل، فهناك من كان معها يعطيها التعليمات، ولماذا لم نشاهد بالفيديو "المزعوم" إلى أين دخلت سيلين، ومن أين خرجت؟
- هل لفتاة بعمر سيلين أن تدرك معنى السرقة؟!

كبش محرقة!
التحقيقات مستمرة إلى حين كشف الحقيقة، على أمل معرفة الحقيقة الكاملة، وألا تنتهي قضية سيلين مثلما انتهى غيرها من القضايا في الأدراج وفي النسيان، فهذه القضية يجب ألا تطوى وتمرّ مرور الكرام .

علم الاجتماع: هناك أمر خفيّ
وفي اتصال لـ "سيدتي نت" مع الاختصاصي في علم الاجتماع والانتروبولوجيا الدكتور بسّام الهاشم، أكّد أن " انتشار التسجيلات التي الواضح أنها مفبركة ومركّبة دليل واضح على أن هناك أمراً مخفياً، وأن هناك من يسعى الى إخفاء حقيقة الجريمة التي ارتكبت بهدف حرف التحقيق عن مساره الطبيعي.
ما هو مدعاة للتساؤل إحجام الوالد عن المضي في التحقيق قدماً حتى تبديد هذا الغموض وإزالة كل التباس حول ما حصل فعلاً".
وأضاف:
" من يشاهد الوالد في إطلالته الإعلامية يلحظ القدرة الكبيرة التي يتمـتّع بها إن كان من خلال برودة أعصابه أو هدوئه الذي يثير الريبة والجدل، مع العلم أن أي والد في مكانه عادة ما يكون أميل إلى الانهيار منه إلى التوازن ورباطة الجأش لفقدانه ابنته الوحيدة.
ومن خلال تحليل شخصية الوالد ، من الملاحظ أن هدوءه خارج عن المألوف كما أن ابتسامته عادية جداً، وهو مطمئن تماماً على وضعه، والحقيقة أن في الربط بين هذه الإطلالة وبين ملابسات القضية هناك ما يربك المنطق"!