تُحدثني عن الحرية وما الحرية سوى كلمة نسجت حولها القيود كخيوط العنكبوت، فالحرية تكون حين يصبح قرارك بيدك وحدك، حين تصبح قادراً على تلبية جميع احتياجاتك بمفردك، حين تستغني برب الناس عن كل الناس، حين تقضي على بقايا الخوف بداخلك، حين تتحرر من غرائزك، ووجود البشرية من حولك قيد يحول دون حريتك حتى لو كان منسوجاً من حرير المودة، فالأهل قيد والأصدقاء قيد والحبيب قيد وفلذة الكبد أشد قيد، والحرية ليست في التفرد بقدر ما هي في أن تبقى منفرداً.
هذا دوماً لسان حال المراهقات اللواتي ينشدن الحرية ويغريهن الشعور بالتحرر من كل قيد لاسيما قيد الفكر، فكم من فكرة سلبية أثرت على صاحبتها؟ وكم من أفكار مشوشة عكرت صفو المزاج وأثرت على التحصيل الدراسي لمن يحملها؟ لذلك فمن الضروري في هذه المرحلة العمرية أن تعمد الفتيات لجلسات تأمل تصفي أذهانهن وتنعش مشاعرهن المضطربة أحياناً.
دكتور الطاقة الحيوية محمد وهدان يخبرنا عن بعض ميزات هذه الجلسات في السطور التالية:
بداية يخبرنا الدكتور محمد عن حقيقة التأمل وجماله قائلاً: إن معظم الأشياء الجميلة في الحياة هي التي تتناول المشاعر، ولكن المشاعر التي يمتلكها الناس تختلف من شخص لآخر، فشعوري بالاسترخاء قد يختلف عن شعورك أنت به، وبكاؤك غير بكائي، وفرحك مختلف عن فرحي، والمشاعر لديك تختلف عن مشاعري، والتأمل في حقيقة الأمر مشاعر داخلية في الإنسان قد يعرفها البعض بأنها شعور بالسلام الداخلي، ويعرف البعض التأمل بأنه أسلوب لتغيير السلوك تجاه الحياة، وهذا الأسلوب والتغيير ينشأ من داخل قرارة الإنسان، وفي ما يلي بعض التساؤلات التي يطرحها التأمل لنجيب عليها عملياً.
• ماهية التأمل وكيفيته
التأمل من الطرق العملية لتهدئة الأفكار الداخلية للسماح لنا بالشعور بحقيقتنا الطبيعية، فالجلوس لمدة قصيرة تتراوح ما بين "20-30 دقيقة" دون التلفاز أو المذياع أو الجريدة أو المجلة أو التحدث مع آخرين ثم الاستماع لأفكارك في الداخل أمر مفيد جداً.
• فوائد التأمل
ويخبرنا الدكتور وهدان حول فوائد التأمل في النقاط التالية:
- شعور بالسلام الداخلي.
- شعور بالانسجام بين الروح العقل والجسد .
- ترتيب الأفكار وتسلسل الأولويات .
- الطمأنينة والهدوء .
- الترفع عن سفاسف الأفكار .
- اكتشاف المعاني العميقة للذات .
- اكتشاف رسالتك في الحياة .
- ترتيب الطاقة الداخلية .
- فهم المعاني العميقة للعلاقات مع البيئة والآخرين.