تُعدّ أمراض القلب والشرايين السبب الأول لوفاة النساء في العالم. لذا، وحرصاً على العناية بصحتهن،
دعت مؤسسة "يدنا - مركز صحة قلب المرأة"، التي ترأسها السيدة اللبنانية الأولى السابقة وفاء سليمان، إلى ندوة توعوية حول طرق الوقاية، والكشف المبكر، والعلاج الأولي لتحسين صحّة شرايين قلب المرأة.
"سيدتي نت" حضر الندوة، وحاور البروفسور في طب القلب في "مستشفى أوتيل ديو دو فرانس" أنطوان سركيس، على النحو الآتي:
- هل من إحصائيات تشير إلى عدد المصابات بأمراض القلب والشرايين؟
كان الاعتقاد سائداً، في ما مضى، أن المرأة محمية من أمراض القلب بفضل هرموناتها، وأن هذه الأمراض هي ذكورية بامتياز! ولكنّ الدراسات الجديدة تؤكد أن أمراض القلب والشرايين تقتل النساء 9 مرات إضافيّة، بالمقارنة مع سرطان الثدي، وأن نسبة 26% من النساء اللواتي أصبن بنوبة قلبية أولى مثبتة في سن الـ45 فما فوق، يتوفين في خلال سنة واحدة،
مقارنة مع 19% من الرجال، وذلك بحسب نتائج "جمعية القلب الأميركية" لسنة 2013.
كما أن 64% من النساء، اللواتي يتوفين بشكل مفاجئ بسبب أمراض الأوعية الدموية القلبية، لم يُظهرن أية أعراض سابقة.
من هنا، ضرورة إيلاء صحة قلب المرأة الاهتمام الكافي، وفي وقت مبكر.
- ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب؟ وهل هي مشتركة بين النساء والرجال؟
تبدأ مشكلات الشرايين بالظهور، وتزداد بشكل مضطرد لدى النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية، ولا سيما بعد تخطّي سن الـ55، أي بفارق 10 سنوات عن سنّ بدء مشكلات القلب لدى الرجال بالظهور.
وانطلاقاً من هذه المرحلة، تتعادل معدلات الإصابة بالمرض، وتصبح الأسباب مشتركة، وهي: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدّل السكر في الدم، والتدخين بأشكاله، وارتفاع مستوى "الكوليسترول" في الدم مقارنة مع "الكوليسترول" الحميد، والبدانة وخصوصاً في محيط الخصر، وقلّة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الضغط النفسي، الذي يعدّ عامل خطر، لكن غير رئيس.
- ما هي الفحوص، التي يجب أن تخضع لها النساء بعد سن الـ45، والمتعلّقة بالقلب؟
لقد أثبتت البحوث والتجارب العلمية أن الوقاية أدّت إلى تراجع نسبة الوفيات لدى الرجال، من جرّاء أمراض القلب والشرايين. لذا، يجب التركيز على نشر الوعي لدى النساء بضرورة الوقاية لأن أمراض القلب والشرايين هي السبب الرئيس للوفيات بينهن.
والوقاية تقضي بالتخلّص من الأسباب المؤدية لأمراض القلب، والتي سبق الإشارة إليها للتخفيف من المرض وحوادث الوفاة وحماية الأسرة والمجتمع معاً.
أما فحوص الكشف المبكر، فتبدأ بفحوص دم مخبرية وفحص سريري. وإذا تبيّن أن المرأة تعاني من ارتفاع في نسبة "الكوليسترول"، أو الضغط، أو السكري، فعليها أن تخضع لفحوص أكثر تطوراً، مثل:
• قياس معدّل الكالسيوم في الشريان التاجي، وهو الفحص الذي يشير إلى نسبة التكلّس في الشرايين.
• الأشعة السينية للصدر.
• التخطيط الكهربائي للقلب.
• مسح بالموجات فوق الصوتية للشريان السباتي.
- ما هي الخدمات، التي يقدّمها مركز "صحّة قلب المرأة"؟
يوفّر المركز، بالتعاون مع أطباء اختصاصيين من "الجامعة الأميركية في بيروت"، وكلية الطب في "جامعة القديس يوسف"، الفحوص آنفة الذكر، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للإقلاع عن التدخين، ونصائح للحميات الغذائية، والتثقيف، والتشخيص والعلاج الأولي.
إن المرأة التي تحافظ على صحّة قلبها، وتتبع نمط حياة صحياً وسليماً، فهي تحافظ أيضاً على صحّة جميع أفراد عائلتها!
شاهدي أيضاً: