أصبح الكثير من الأزواج يخافون أو يقلقون عندما تضع زوجاتهم مولوداً؛ لأنه يتوجب عليهم إما تجهيز هدية وإما انتظار ماذا تطلبه الزوجة بعد «أربعين النفاس» لتقديمه لها، فبعض الزوجات يشترطن هدايا معينة، ولا يهم كيف يؤمنها الطرف الآخر، المهم هو التباهي أمام أسرهن وصديقاتهن، وبالمقابل هناك زوجات لا يشترطن ويقبلن بأي هدية تقدم لهن.
«سيِّدتي» التقت زوجات تحدثن عن أهمية تقديم هدية بعد الولادة، وأزواج ذكروا هداياهم التي قدموها لزوجاتهم، وكان هذا التحقيق:
هديتي منزل ورحلة إلى أوروبا
تقول سارة التميمي: «أسرتي تمتاز بمكانتها في المجتمع، ولدينا عادة بعد أن تنتهي المرأة من النفاس، وقبل أن تعود إلى منزلها مرة أخرى أن يقيم لها زوجها حفلاً كبيراً في إحدى القاعات، التي تجهز خصيصاً للأم والمولود حسب نوعه، سواء كان ولداً أو بنتاً بزينة وترتيبات معينة، ثم أزف أنا والطفل برفقة زوجي، وبعد ذلك يعلن زوجي عن نوع الهدية التي سيقدمها لي أمام الجميع... وفي ولادة ابنتي لم أطلب من زوجي هدية، ولكن كانت هديته ثمينة وجميلة، حيث انتهى من بناء منزلنا وأهداني مفاتيحه بعد أن أثثه بالكامل وكتبه باسمي. أما لمناسبة ولادة ابني فكان قد أعد رحلة لعدد من الدول الأوروبية، وقضينا أياماً لا تنسى».
طلبت رحلة إلى أوروبا
أما سمر الحصان «معلمة» فترى أن كل امرأة يجب أن تطلب هدية بعد ولادتها، وهذا من حقها، خاصة أول ولادة، وتقول: «في أول ولادة لطفلتي طلبت من زوجي أن يأخذني جولة إلى أوروبا، وكانت ممتعة للغاية، وحاول زوجي تحقيق رغبتي، ولا أخفيكم أنه استدان المال، وبعد عودتنا بدأ بتسديده، لكننا استمتعنا، وبعدها أنجبت طفلين، لكنني لم أطلب هدية محددة، فأحضر لي زوجي ساعة من إحدى الماركات المشهورة، وآخر ولادة أحضر خاتماً من الألماس، وهو من اختاره، ولم أطلب الهدية إلا المرة الأولى».
باقة ورد
وتقول المذيعة فاطمة العلي: «أنا أم لثلاثة أبناء، وكل طفل كنت أنجبه كان زوجي يحضر لي باقة ورد، ومع كل طفل يغير لي لون الباقة. ولأنني أحب وأعشق الورود وأفضلها على باقي الهدايا مهما كانت ثمينة كان زوجي يتفنن باختيارها، فكانت هدية غالية جداً بالنسبة لي وسهلة الوجود بالنسبة له».
مبلغ مالي
فيما تؤكد ألماس العازمي «ربة بيت» على أثر الهدية في نفس المرأة مهما كانت، وتقول: «أنا أم لطفلة واحدة، وبعد ولادتي لم أطلب هدية معينة من زوجي، لكنه أحضر لي صندوقاً صغيراً به ورد مجفف، وداخله ظرف به مبلغ مالي، وكم أسعدتني فكرته، وطلب مني أن أختار الهدية التي أراها مناسبة؛ لأنه يخشى أن يحضر هدية معينة وأنا أرغب بشراء شيء آخر، ومفاجأته أعجبتني، ولو لم يحضر لي هدية لا أعتقد أنني كنت سأطلبها منه».
رحلة إلى دولة عربية
ويرى متعب المطيري «معلم» أن الهدية مهما كانت بسيطة فإنها تدخل الفرحة إلى قلب الزوجة، خاصة بعد تعب الحمل والولادة والحالة النفسية التي تصاحب بعض النساء بعد وضعهن المولود، ويقول: «ما إن أعلم بحمل زوجتي أبدأ أرتب وضعي من جديد، وأحاول أن أجمع مبلغاً من راتبي على مدى 9 أشهر؛ حتى أقدم لها شيئاً جميلاً تتذكره، وهديتي تختلف من مولود لآخر، فمثلاً عندما أنجبت أول مولود ذهبنا إلى إحدى الدول العربية المجاورة، وكانت تقول دائماً إنها تود زيارتها، وما إن انتهت من فترة النفاس رتبت جميع الأمور وأخبرتها عن مفاجأتي لها، ورأيت مدى الرضا والفرحة بالهدية التي جهزتها».
ذهب وعطور
كما يرى الفنان هاني ناظر أن هدية ما بعد الولادة لها أثر كبير في نفسية الزوجة، ويقول: «أنجبت زوجتي أبنائي الثلاثة، وفي كل مرة كنت أقدم شيئاً قبل الولادة يتعلق بتزيين الغرفة، وزوجتي لديها موهبة الحرفة؛ إذ أوفر لها المواد والألوان والأقمشة، وهي تصنع لحافاً خاصاً للسرير يحمل اسم وحرف الابن الجديد المتفق على تسميته، أما بعد الولادة فتكون مفاجأتي لها دوماً، حيث أكتب عبارة «أغلى صرخة اليوم» على كارت، وأضيفه لهديتي التي تكون عبارة عن طقم، أو قطع مميزة من الذهب، بالإضافة إلى مجموعة من العطور وباقة ورد».
خاتم ألماس
فيما يرى يوسف الناصر «موظف في أحد القطاعات الخاصة» أن هدية بعد النفاس أمر مكلف على الزوج، ولا ضرورة لها، ويقول: «هي نوع من التباهي المرهق علينا، وعادة أنا لا أختار هدية لزوجتي عند ولادتها؛ لأنها تفضل أن تختار هديتها، وأحياناً لا أستطيع تأمينها بعد انتهائها من النفاس مباشرة، وأحضرها بعد عدة أشهر من ولادتها، وطلباتها تختلف، ففي ولادتها الأولى طلبت خاتماً من الألماس شاهدته لدى صديقتها، والولادة الثانية طلبت أن أقترض لتذهب إلى دبي كشقيقتها، وفي ولادتها الأخيرة طلبت أن تقيم لعدة أيام في فندق حددته بالرياض، وفي كل ولادة طبعاً أتحمل ديوناً من أجل تأمين الهدية التي تحددها، وتريد أن تتباهى بها أمام أسرتها وصديقاتها».
ذهب وباقة ورد
ويقول الفنان مرزوق الغامدي: «أنا كزوج أحب أن أنتقي الهدية التي أريد أن أقدمها لزوجتي، وأفاجئها بها بعد ولادتها، ولكن أفضل الهدايا التي لا تطلب ولا تشترط، وأكره التباهي أمام الأهل أو الصديقات من قبل الزوجة؛ لأن ذلك من وجهة نظري تجاوز للحدود، وفقدان للخصوصية بين الاثنين، وأنا كنت أهدي زوجتي هدايا مختلفة بحسب الظروف في وقت ولادة كل مولود لنا، وأغلب الهدايا كانت قطعاً مختلفة من الذهب، أما في الآونة الأخيرة فكانت عبارة عن باقة ورد؛ لأنني شعرت بأنها تحب الورد وتفضله على الهدايا الأخرى، وبصراحة هي لا تشترط أو تطلب شيئاً معيناً».
هاتف محمول
أما عبدالرحمن الغنيم «موظف استقبال في أحد المستشفيات الخاصة» فيقول: «الهدية مهمة في أي وقت، ولها الأثر الطيب في حال كان الزوج مقتدراً، وأجمل شيء أن تقدم دون طلب من الطرف الآخر، وأنا اعتدت أن أقدم هديتي مباشرة بعد الولادة، وعندما تكون في المستشفى، وهي عبارة عن باقة ورد، ومتى ما تسهلت الأمور لدي لو بعد أشهر أشتري لها هاتفاً محمولاً صدر حديثاً، وأحياناً قطعة من الذهب، وتختلف الهدايا والظروف من ولادة إلى أخرى».
فهد الشهري «موظف في أحد القطاعات الخاصة» يقول: «لم يرزقنا الله بعد زواجنا بالأطفال، وبعد ثلاثة أعوام حملت زوجتي، ورغم علمها بظروفي المادية إلا أنها اشترطت بعد إنجابها الطفل الأول أن أقدم لها هدية مثلما فعل زوج شقيقتها، وطلبت مني تغيير أثاث المنزل، ورغم إيماني بأهمية الهدية إلا أنها كانت مكلفة جداً، ولم أستطع أن أقدمها، واضطررت أن أقترض مبلغاً من المال حتى ألبي رغبتها، ثم أسدد ديني».
الرأي الاجتماعي
الأخصائية الاجتماعية منال أحمد، من كلية العلوم تقول: «من العادات التي لازالت باقية هي هدية بعد النفاس، وأعتقد أنها تمثل الشيء الكثير للمرأة، فجميع المراحل التي مرت بها من حمل وولادة وتعب بعد الولادة ستزول بهدية، حتى لو كانت بسيطة من قبل الزوج، وعادة الهدية لها أثر جميل في نفس كل فرد، وعلى كل زوج أن يفكر ماذا سيقدم لزوجته بعد أن تضع مولودها وتنتهي من فترة النفاس، لكن أنصح النساء بألا يحرصن على الهدايا الغالية من أجل التباهي أمام الآخرين بالهدية، ويتناسين أنهن بهذا سوف يضغطن على الزوج بما لا طاقة له به، وحينها تحدث الكثير من المشاكل».