امتلأ حرم كلية البنات في جامعة الأمير سلطان بطالبات العلم والعمل، واحتشد العديد من الزائرين والإعلاميين والرعاة المشاركين بالمعرض السابع للمهنة والتوظيف تحت مسمى "معرض المهنة"، والذي شاركت فيه 35 جهة توظيفية ما بين بنوك وبرامج ونظم معلومات وخدمات صحية ومنظمات غير ربحية ومؤسسات تعليمية وقطاع خاص.
ووسط هذا الالتحام ما بين شركات وطالبات الوظيفة افتتحت الأستاذة المشاركة بكلية الحقوق والباحثة الأميرة حصة بنت سلمان آل سعود حفل افتتاح "معرض المهنة" الذي بدأت أولى فقراته بقراءة القرآن الكريم، وعرض فيلم قصير عن جامعة الأمير سلطان واستضافتها لمعرض المهنة، وأكدت الأميرة حصة بنت سلمان من خلال كلمتها التي بدأتها قائلة: "يشرفني أن أقف بينكم اليوم لأشارككم يوم المهنة كمواطنة يهمها مستقبل هذا الوطن الغالي وبناته، وأشعر بالفخر لما أرى أمامي كل يوم من نماذج للمرأة السعودية التي تدعو للتفاؤل، والمدعومة باستراتيجيات هذه الدولة، هذا الدعم الذي يقف وراءه خادم الحرمين الشريفين باهتمامه المتزايد والملحوظ، والذي يهدف إلى مواكبة الدول المتقدمة في جعل المرأة حقاً نصف المجتمع على المستوى العلمي والمهني، وها نحن اليوم نشهد في جامعة الأمير سلطان هذا الصرح العلمي الذي أصبحنا نفاخر به عالمياً اتجاهاً قوياً لإبراز شخصية وتفرد طالباته من خلال إيجاد فرص عمل وتأهيلهن بما يناسب احتياجات سوق العمل لضمان مشاركة أفضل في البناء الاقتصادي وكل المجالات مع تفرد المملكة العربية السعودية بالدين الإسلامي وكل ما هو إيجابي في ثقافتنا العربية، ولدينا بالمملكة أمثلة عديدة للمرأة السعودية التي أثبتت جدارتها في المواقع المختلفة في بلدنا وخارجها".
وأضافت: "ما أحوج وطننا إلى إبداع المرأة وعقلها المدبر الذي يدير الأزمات كل يوم بشكل عفوي وسلمي، والآن أصبح بشكل واقعي وعملي، وأصبحت جزءاً من الوطن لا غنى عنها، كما أن جامعتنا التي تحوي هذا المعرض الضخم "معرض المهنة" توجه رسائل عديدة لمجتمعنا والعالم الخارجي حول المرأة السعودية ودورها في الشراكات الوطنية التي تؤكد على تحقيق أساسيات اقتصاد السوق في الوقت الحالي وإيجاد بيئة مهنية تسمح للجميع بتحقيق طموحاتهم في إطار المسؤولية الاجتماعية، فأنا شخصياً لدي تحيز تجاه تحسين وضع الأسرة بالمفهوم التقليدي أو أسرة تحت صرح علمي أو تربوي أو خيري تتكاتف فيه جهود المرأة والرجل السعوديين بشرف وأخوة ومحبة في الله ثم الوطن، وذلك بهدف خدمة الإنسان التي تشكل المرأة دائماً نواتها المركزية؛ لأن المرأة بطبيعتها هي الأم وأساس البيت في العالم كله، وصانعة الخيمة في بيئتنا البدوية الأصيلة".
وبعد أن ألقت الأميرة حصة كلمتها، ورداً على استفسار "سيِّدتي" حول المعوقات التي لا زالت عالقة في طريق الطالبات والخريجات، والتي تقلل من فرص توظيفهم، أجابت: "أنا كباحثة في مجال حقوق الإنسان في المقام الأول وفي حقوق المرأة والطفل أرجو من جميع الأسر تحفيز بناتهم وتشجيعهن على الخوض في كافة المجالات، فنحن مازال لدينا عدم وعي بأهمية دور المرأة وتوظيفها في كافة المجالات المختلفة، وقبل أن تأخذ الطالبة الخطوة الأولى في طريقها لاختيار مجالها المحبب يجب أن تحصل على كامل الدعم من الأسرة إعطائها المعلومات وتشجيعها حتى تخترق كافة الآفاق طالما في حدود الدين والتقاليد المسموحة، فسيدات اليوم يستمتعن بما لم تستطع سيدات الأمس الاستمتاع به، وفي ظل دعم خادم الحرمين الشريفين للمرأة وتكريمها على إبداعاتها المختلفة فعلى بناتنا اليوم استغلال هذا بالوقوف على أرجلهن لخدمة مجتمعهن في مجالاتهن التي تحقق لهن طموحاتهن، فسابقاً كان يقف أمام الخريجات الكثير من العوائق، ومنها: عدم وجود فرص توظيفية للسيدات، أما الآن فالفرص مكفولة للجميع في كافه التخصصات والمجالات".
ثم ألقت عميدة كلية البنات الدكتورة ريمه اليحيا كلمتها التي أشعلت الحماس داخل جميع الحاضرين، حيث قالت: "كلية البنات في هذه الجامعة ذات الصرح الكبير والشامخ كلية تتجه إليها الطالبات المتميزات الراغبات في الحصول على برنامج تعليمي متميز، فمن خلال أجواء الجامعة المحفزة والبرامج التدريبية المشجعة للطالبات نخرج سنوياً مئات الطالبات المتفوقات اللواتي لابد أن تفتح أمامهن الأبواب بدون طرقها، ومن فضل الله وكماله أنه أنعم على هذه الجامعة أن تربط النظري والعملي سوياً من خلال إقامة معرض المهنة على مدار ست سنوات سابقة لنحتفل معكم سوياً بالسنة السابعة، وذلك لعرض الفرص الوظيفية أمام الطالبات لانتقاء ما يناسب مجالاتهن واهتماماتهن قبل الولوج في العمل، بالإضافة إلى تعريف الطالبات عن قرب على مجموعة من الشركات والمراكز التي تهتم بتوظيف الكوادر النسائية، وتعطي لهن الفرصة في ذلك، بالإضافة إلى ورش العمل التي ستصاحب معرض المهنة على مدار يومين، والتي من خلالها ستصقل الطالبات والخريجات مهاراتهن، وسيُعزز لديهن مفهوم القيادة الوطنية والريادة، كما سيتم تدريبهن على تحمل الضغوط في بيئة العمل، وبالتالي سيتحول لديهن الكلام النظري إلى تطبيق فعلي من خلال ورش العمل".
كما ألقت مديرة مكتب خدمة المجتمع والعلاقات الدولية في كلية البنات والمنظمة للمعرض آلاء المشعان كلمتها التي قالت فيها: "نحن من خلال هذا المعرض نهدف إلى كسر الحاجز النفسي بين طالبي العمل والشركات في إطار عملي وبعيد عن الضغوطات، لذلك قمنا باستقطاب العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية لإحداث ذلك التفاعل بين طالب العمل والمؤسسة ذاتها، إضافة إلى أن هذا المعرض به العديد من ورش العمل التي ستجعل طالبات العمل يتعلمن مهارات جديدة، مثل: كيفية كتابة السيرة الذاتية، وكيفية اجتياز المقابلات الشخصية، وكيفية استخدام برنامج linked in" "في الحصول على أفضل الفرص الوظيفية".
كما أعلنت في نهاية الحفل الأميرة حصة عن تبرعها لجامعة الأمير سلطان باسم والدها ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ قدره مليون ريال سعودي وفاء لعمها المرحوم الأمير سلطان.
المزيد مع "سيدتي" في العدد المقبل 1760