رغم الخوف والقلق.. سكان جدَّة سعداء بالبرد

6 صور
أكد خبراء مختصون في التغيُّر المناخي أنَّ الحالة الجويَّة التي تمرُّ بها المملكة شبيهة بحالة الموجة الباردة في عام 2008م، التي تسببت في إتلاف كميات كبيرة من المحاصيل الزراعيَّة نتيجة الصقيع، خاصة في مناطق وسط وشمال المملكة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنَّ السبب الرئيس وراء تأخر دخول فصل الشتاء في المملكة والدول الخليجيَّة والعربيَّة، يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة في المحيط الهادئ والقطب الشمالي، ما أسهم في حدوث تذبذبات سلبيَّة انحدرت منها كتل هوائيَّة باردة، أثرت على شبه الجزيرة العربيَّة.

الدفاع المدني يطمئن سكان جدَّة
وحول موجة البرد هذه الأيام سألنا ممثل الدفاع المدني، سعيد فرحان، عن الخطة الاستعداديَّة لمواجهة أي خطر محتمل جراء أمطار قد تسبب سيولاً في المدينة، فقال: بداية لا بد أن نوضح للجميع أنَّ هناك غرفة لإدارة جدَّة يشترك بها مندوبون من كل قطاعات وأجهزة مدينة جدَّة؛ من أجل التنسيق فيما بينها وإدارة الأزمات، وكل ما يتعلق بسلامة السكان.
ومن جانب آخر، نحن كدفاع مدني لدينا خطة عمل تسبق هطول الأمطار، وأثناء حدوثها وبعد انتهائها، وهي خطة معتمدة، نبدأ بتنفيذها فور وصول أي معلومات من هيئة الأرصاد الجوية، وهناك دعم من المناطق والمدن القريبة والمجاورة في وقت الحاجة.
كما أنَّ وزارة الدفاع المدني تتولى مهمَّة إنذار السكان في حال توقع حدوث أي أمطار شديدة، أو في حال زيادة سرعة الرياح، ويتم ذلك من خلال الرسائل النصيَّة على أجهزة الهاتف، وفي قنوات التلفزيون والمواقع الاجتماعيَّة.
وأضاف: على الرغم من شدَّة البرودة واستمرار ارتفاع سرعة الرياح في مدينة جدَّة خلال الأيام المقبلة، إلا أنَّنا لم نتلق أي تحذير أو توقع لهطول أمطار شديدة على مدينة جدَّة خلال الأيام المقبلة، أو حتى انتهاء المنخفضات الجويَّة الحاصلة في شمال المملكة.

استعداد أجهزة المملكة المختلفة
وحول مدى تأثر المملكة والإمارات بشكل خاص، والخليج ككل بتلك المنخفضات الجويَّة، سألنا الناطق الإعلامي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة، الأستاذ حسين القحطاني، فقال: كوننا في فصل الشتاء، ولأنَّ الطقس في المملكة يتأثر بالموجات الباردة والمنخفضات الجويَّة، بحكم موقعها الجغرافي، فسوف تؤثر تلك المنخفضات الحاصلة في العالم حالياً على أجواء المملكة، وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة، التي قد تصل في المناطق الشماليَّة إلى الصفر، وقد تتجاوز ذلك.
وأضاف القحطاني: إنَّ من صميم عمل هيئة الأرصاد وحماية البيئة، التخطيط بينها وبين 16 جهة أمنيَّة وصحيَّة في المملكة؛ لتمرير معلومات الطقس وتوقعاته، بحيث يتم عمل الخطط والتجهيزات اللازمة من خلال برامج التوعية للمجتمع، وإرشاده نحو طرق السلامة وإبلاغه بأماكن الخطر، والسيطرة الميدانيَّة على الأوضاع حسب مهمَّة كل جهة وعملها، وكذلك تجهيز كل ما يلزم من أجل حماية وسلامة الجميع في كل الأماكن، خاصة في الطرقات والشوارع وأماكن العمل.
كما أنَّ موقع هيئة الأرصاد يحوي كل المعلومات والتحذيرات المبكرة للأمطار والرياح، وتقلبات الجو واختلاف درجات الحرارة، ويمكن للجميع الوصول إليه من خلال موقع هيئة الأرصاد الإلكتروني.
صحة جدَّة تتخذ الاحتياطات اللازمة
عبد الرحمن الصحفي، المتحدث باسم صحة جدَّة، أكد على عدم وجود أي تحذيرات لهطول الأمطار في جدَّة، وأضاف: نحن على تواصل دائم مع أجهزة جدَّة الأمنيَّة في حال وجود تحذيرات لا قدر الله، كما لدينا غرفة عمليات وإدارة أزمات على مدار الساعة، من أجل السيطرة على الأوضاع في حال حدوثها، سواء حدوث غبار أو تقلبات في الجو أو أي طارئ يؤثر في صحة السكان.
قلق من حدوث أمطار
جمال سليم، مهندس وأب لطفلين، حدّثنا عن قلقه من الجو العام قائلاً: منذ أن رأينا المنخفضات الجويَّة في الدول المجاورة، أصبحت قلقاً على ابنيّ لدى ذهابهما إلى المدرسة، خاصة أنَّني لا أستطيع منعهما بسبب الاختبارات الدراسيَّة الحالية، وكل قلقي بسبب الخوف من هطول الأمطار في مدينة جدَّة، وما تعرضنا له من سيول في السابق قد تحول بيني وبين وصولي إليهما، أما فيما عدا ذلك فالأجواء جميلة والبرودة لطيفة في مدينة جدَّة.
طلاب سعداء
أحمد الشيخ (16 عاماً) طالب بإحدى مدارس جدَّة، يخبرنا عن سعادته بالأجواء الباردة قائلاً: نحن في مدينة جدَّة نعاني من رطوبة الجو طوال السنة، ونرتدي دائماً الملابس الخفيفة، أما اليوم فلقد ارتديت ملابس شتويَّة كنت قد اشتريتها بالأمس، وأنا سعيد بهذا الجو البارد، خاصة أنَّ في مدينة جدَّة تكون البرودة مقبولة، وليست شديدة كما في بلاد الشام، وما نشاهده من صور للثلوج والعواصف الباردة.
تأقلم أهالي المنطقة الشماليَّة
السيدة أم عبد الله، ربة منزل وأم، تخبرنا عن تأقلمهم مع الأجواء الباردة وتقول: نحن أهالي المناطق الشماليَّة في المملكة، اعتدنا على درجات الحرارة المنخفضة وشدَّة البرودة، ودائماً نحن مستعدون من حيث الملابس الشتويَّة وأجهزة التدفئة، ولا نشعر بأي قلق كبير بسبب الأجواء، فهذا حالنا دائماً في كل فصل شتاء.