يعتقد الكثيرون أن مرحلة الملاطفة، التي تسبق اللقاء الحميم يجب أن تكون على صورة نمطية "رومانسية" للزوجين، بحيث تستطيع أن تحفز الجسم، وفي بعض الأحيان يحدث نوع من القلق وعدم الارتياح إذا ما تغيرت الطريقة سواء لدى الرجل أو المرأة. والحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون أن هذه المرحلة لا تعد مجرد مرحلة انتقالية بين النشاط العادي والعلاقة الحميمة بين الزوجين فهي مرحلة لها أهمية كبرى في تحقيق الرضا العاطفي والتقارب الحميم بين الزوجين، ولذلك يحرص المختصون على تحسين الأداء الحميم في مرحلة المداعبة مع التدريب على جعلها أكثر تشويقاً للطرفين.
وقد تكون إحدى الطرق المساعدة على تخفيف حدة القلق والتوتر لدى الزوجين مما يواجهانه في حياتهما الزوجية اليومية وتكون فترة تقارب للمشاعر حتى ولو لم تتم العلاقة الحميمة بجميع مراحلها، وهذه الحقيقة مهم أن يعرفها الأزواج وبخاصة لدى النساء ونجد هذه الصورة من المعاناة لدى بعض الأشخاص، الذين مضى وقت طويل على زواجهما ما قد يدخل العلاقة الحميمة في نمط أداء الواجب أو من منطلق التعود ويفقدها البريق والمتعة للطرفين.
الحالة:
السيدة عبير ح. تقول أنها متزوجة منذ ما يقرب العشرين عاماً من رجل يكبرها بعدة سنوات وهي في الثامنة والأربعين من العمر ولديها أحفاد ولكنها أبداً لم تهمل الزوج وتعطيه كل حقوقه لدرجة أنها أصبحت تعرف ما يريد من نظرته، وكانت العلاقة الحميمة مستمرة وبصورة شبه منتظمة بمعدل مرة كل أسبوع وأحياناً كل أسبوعين، وذلك نتيجة انغماسه الشديد في العمل، فقرأت عن بعض الأمور، التي يمكن القيام بها لتحسين العلاقة الحميمة على الرغم من أن الزوج لم يشتكي أو حتى يلمح، ولكنها اعتقدت أن هذه الأمور تسعد الرجال إذا بادرت الزوجة بها، ومن تلك النصائح كيفية إطالة مرحلة المداعبة عن طريق المساج والتدليك للجسم، وهو أمر لم تكن تعرفه من قبل.
وتضيف على الرغم من أنني قاربت على الخمسين من العمر إلا أنني حريصة على إرضاء زوجي وتحقيق الراحة النفسية والجسدية له فهو رجل طيب وزوج مثالي، ما حدث أنني بدأت في تنفيذ ما قرأت حرفياً ولكني فوجئت من ردة فعل زوجي فقد شعر بالتعجب وسألني هل أنا مقصر معك؟ هل العلاقة الحميمة أصبحت مملة إلى هذه الدرجة؟ وحاولت أن أشرح له الأمر ولكنه شعر بأنني جرحت رجولته وبدأ يتحاشى العلاقة متحججاً بأنه مجهد، وهنا أسأل عن حقيقة ما قرأت عن التودد والمداعبة قبل العلاقة الحميمة وهل لها أضرار أم فوائد؟ وهل ما قمت به يعتبر خطأ وكيف يمكن أن أعالج الخلل، الذي سببته في العلاقة مع زوجي الذي أحبه وأتمنى أن أكون عامل يجلب له السعادة في الحياة دائماً؟
الإجابة:
الأخت الفاضلة، شكراً لأنك تطرقت لموضوع قلما يتحدث عنه الأزواج، ونادراً ما يركز عليه المختصون وذلك للاعتقاد الخاطئ أن هذه المرحلة هي مجرد تهيئة لعملية ما قبل العلاقة الحميمة، والحقيقة أنها تعتبر من أهم مراحل العلاقة، حيث يقوم الجسم بالتغيرات الفسيولوجية الطبيعية للتهيئة لإكمال هذه الدائرة من التفاعلات الهرمونية والفسيولوجية بما فيها من تهيئة القلب والدورة الدموية والتنفس، لدى كلا الطرفين وتتواصل العملية بإتمام العلاقة الحميمة، وبعدها تكتمل الدائرة بمرحلة عودة الجسم تدريجياً لما كان عليه مع تحسين الحالة المزاجية للزوجين.
كما أن مرحلة الملاطفة النفسية والجسدية يمكن أن تكون مرحلة بديلة مؤقتة في بعض الحالات التي تعاني من اضطرابات عند الرجل سواء لأسباب عضوية أو حتى نفسية حيث تعمل على تحفيز إفراز بعض الهرمونات التي تساعد على إتمام العلاقة الحميمة، وتعد تلك المرحلة من أهم المراحل، التي يتم استخدامها لعلاج حالات تشنج الأعضاء التناسلية لدى النساء وبخاصة المتزوجات حديثاً، ما يساعدهن على التغلب على المخاوف وما يصاحبها من تصلب في العضلات في منطقة الحوض وأسفل البطن ويتم ذلك بمساعدة الزوج في معظم الأحيان.
ووجد أيضاً أن معظم الأشخاص المتزوجين منذ فترة طويلة يميلون إلى الارتياح لمعدلات وطرق محددة في العلاقة الحميمة مع مرور الزمن، وبخاصة إذا ما صاحب ذلك الإصابة ببعض الأمراض العضوية المزمنة غير المعدية، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والذي يحدث أكثر مع مراحل ما بعد الخمسين من العمر لدى الرجال أو حتى النساء، ولا ننسى دور الاكتئاب كمرض مسئول عن الكثير من حالات تغير القدرة وضعف الرغبة وخاصة عند النساء.
وبالنسبة لزوجك أعتقد أنه فوجئ بالتغيير ليس لأنه لا يرغب به، وإنما لكونه لم يعتد على مثل هذه الأساليب من الإثارة، ما قد يجعله يجد صعوبة في التكيف السريع معها فأنت لا تعرفين إن كان هو يشعر بالتغير في قدرته أم لا ولذلك بدأ يتحاشى مثل هذه اللقاءات خوفاً من أن يترك أي انطباع لديك، الشيء الأهم هنا أن المناقشة والمصارحة بأسلوب هادئ وبدون اتهامات يعتبر الأسلوب الأفضل لحل مثل هذه الخلافات الطارئة واحتواء الموضوع قبل أن يتحول إلى مشكلة، خاصة وأنه لم يشكو من علاقتكما معاً من قبل كما ذكرت.
نصيحة:
التناغم بين الزوجين من أهم عناصر تحقيق الرضا والإشباع العاطفي والحميم بينهما ولا يعني أن ما نقرأه أو نعرفه عن تحسين أو تطوير الأداء أن يكون شاملاً للجميع إلا إذا اتفق الطرفان على مثل هذه الأمر، حتى لا يتسبب التغيير المفاجئ في الأداء الحميم إلى حدوث آثار سلبية يصعب التكيف معها.