صمّمت أول قطعة ملابس وهي في السادسة من عمرها، وكانت لدمية الـ"باربي". منذ ذلك الوقت بدأ شغفها بالموضة وبدأت تسعى بعزم وإصرار إلى تطوير موهبتها وتجسيد أفكارها في عالم الأزياء. وانطلاقاً من فلسفتها الخاصة بأن المثالية تكمن في اللامثالية، خطت مصمّمة الأزياء اللبنانية نور الحاج خطوات جريئة وفريدة في تصميم الملابس النسائية...
في حوار خاص لـ"سيدتي نت"، تخبرنا نور الحاج عن بداياتها في عالم تصميم الأزياء وعن مشاريعها المستقبلية...
بدأ شغفك بالموضة منذ الطفولة، ماذا تخبريننا عن هذه البداية المبكرة؟
عندما كنت في السادسة من عمري، أهداني والداي لعبة على الكومبيوتر، تقوم فكرتها على تصميم ملابس لدمية الـ"باربي"، لوناً وشكلاً، ثمّ طباعتها على ورق. لاحقاً، وبعد مرور سنة، اشتريت آلة لنسج ملابس الدُمى، وبدأت أصمّم وأنسج ملابس لها. ولغاية اليوم، لا أزال أملك هذه الآلة الصغيرة في مشغلي. أما الآن، فقد أدركت أنّ لعبة الـ"باربي" بما تجسّده من مفهوم الأنوثة، تسيء إلى المرأة بشكل أو بآخر. لكنني مسرورة لأنها كانت بداية دخولي إلى عالم تصميم الأزياء.
برأيك، ماهي المواصفات الواجب توفّرها في مصمّم الأزياء الناجح؟
المثابرة والدعم. لا شكّ في أنّ الموهبة شرط لازم، غير أنها تحتاج الى الكثير من الوقت كي نطوّرها وتلفت انتباه من حولنا. لذا، فإن الدعم المعنويّ مفيد جداً، وأنا أتحدّث عن تجربة شخصيّة، فلولا دعم المقرّبين مني وتشجعيهم لي لكنت استسلمت للصعوبات التي واجهتها.
وسط هذا الصخب في عالم الأزياء وكثرة المصممين، أين تجدين نفسك؟
ليس هناك أي مُشكلة في أن يأخذ الناس تصميم الأزياء كهواية. بالنسبة إلي، تصميم الأزياء هو مهنة حقيقية ذات أهداف ورسائل عميقة، أعبّر من خلالها عن نظرتي الى العالم وإلى علاقات الأشخاص في ما بينهم.
ماهو الفرق بين العمل في أوروبا والتصميم للأوروبين وبين العمل في الوطن العربي والتصميم للنساء الشرقيات؟
أحياناً، ننسى أنّ الملابس هي مجرد ملابس، ونفكّر في الموسم، والصيحات الرائجة، والزمن. والحقيقة هي أن الناس يختارون ملابسهم بما يتناسب مع طقس بلدهم. أما أنا، فحين أبدأ بتصميم أي من مجموعاتي، لا أفكّر بشعب معيّن أو فئة معيّنة، بل أحاول أن أكون أكثر إبداعاً وأن أتلاعب بالموضة دون أن أتقيّد بقواعدها.
كلّ من يعمل في مجال الموضة يسعى إلى تحقيق المثالية، فيما تمتلكين نظريّة خاصّة؛ أخبرينا عنها؟
أحرص بشكل كبير على ألا تبدو تصاميمي مثاليّة، وهذا برأيي شكل من أشكال المثالية، حيث أُركّز على عدم التماثل، وعلى الأقمشة غير المنتظمة، كما على النهايات غير الكاملة؛ فمنظوري الجمالي متأصّل في فكر يابانيّ يُدعى " Wabi Sabi"، يُعزّز فكرتي عن أنّ المثالية تكمن في الأشياء غير المثالية. وأعتقد أنّ مدينة بيروت التي ترعرت فيها تُجسّد هذه الفكرة، حيث لا شيء مكتمل في هذه المدنية، وهي قيد العمل والبناء بشكل دائم، لكنها في الوقت ذاته رائعة جداً.
تصاميمك مختلفة، ومتفردة، فما الذي يميّزها برأيك؟
البساطة، وعدم التماثل، بالإضافة الى أنها قطع عمليّة يسهل ارتداؤها.
هل تذكرين أوّل قطعة قمت بتصميمها، ولمن كانت؟
نعم، أذكر أنها كانت عام 2006 حين اندلعت الحرب في بيروت واضطررنا للانتقال إلى الجبل. هناك، علّمتني والدتي حياكة الملابس، خصوصاً أن الوقت كان مملاً ويمرّ بشكل بطيء جداً، فبدأت أمضي الساعات وأنا أنسج الشالات لجميع من حولي. وتلك الشالات هي أوّل قطع صممتها.
ماهي الموادّ التي تفضّلين استعمالها في مجموعاتك؟
دائماً أبحث عن الأقمشة ذات الملمس المميّز والخاصّ، وتلك التي تشكل حركة جميلة بعد أن تتحوّل إلى ملابس.
ماهي النصيحة التي تستطيعين تقديمها للنساء العربيات بشأن أساليبهنّ في الموضة؟
بالطبع هناك أسلوب خاص بكل إنسان وأنا أحترم جميع الأشخاص وأذواقهم. ولكني أؤمن بأن طريقة اختيار الملابس تعكس شخصية صاحبها. كما أعتقد بأن الأزياء التي نختارها يجب أن تشعرنا بالراحة عند ارتدائها، وهذا ما يجعل إطلالتنا أنيقة ومتناسقة.
ماهي خططك المستقبلية؟
على الصعيد المهني، أخطّط لدخول السوقين الأوروبية والآسيوية، وأن أستمرّ في تطوير ما أقدّمه للموضة من مساهمات وأفكار.
بإمكانكم التعرّف أكثر على تصاميم نور الحاج لدى محلات Santiago في بيروت، وعلى موقع lebelik.com، كما على موقعها الخاصّ nourhage.com