العمل في شركة أو مؤسسة حكومية أو منظمة كبيرة يعبر عن بيئة كاملة متكاملة فيها عدد كبير من الناس، وكما تختلف طبائع البشر من بيئة إلى أخرى يختلف الحال في كل بيئة عمل، فطبائع الزملاء والمدراء والعاملين تؤثر وتتأثر بغيرها نفسياً وسلوكياً، وهذا التأثر له مسبباته وأيدولوجيته الفكرية، لكن القليل منا من يدركون كيفية التعامل مع مواقف الآخرين أو يحتارون في كيفية التصرف السليم معهم، لذلك يعيشون ضحية لأشخاص كانوا يتوقعون أنهم مصدر للخير ويكونون أعداء أو أصحاب مصالح أو ذوي قلوب سوداء.
في الموضوع التالي باستشارة المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش نطلعك على ثلاثة أصناف من الشخصيات التي سوف تواجهيها في عملك لتتعاملي معها بالطريقة الملائمة بما يحقق مصلحتك ويجنبك الصدام المؤذي:
1. الصنف الأول: المظلوم المغلوب على أمره
يشعر أصحاب هذه الشخصية بأنهم أتوا للحياة ظلماً وأنهم يعيشون في مجتمع ظالم لا يعرف الرحمة، وكل أمر يقع في الحياة ولو كان من القدر البحت الذي ليس للبشر تصرف فيه يعتبر أحدهم أنه هو المقصود به أو أن هناك من يسعى لتدميره واستغلاله، لذلك هذه الشخصية محبطة جداً عند التعامل معها، وإن حصل واضطر المرء لمشاركة صاحبها في أمر ما فيجب عدم الاستماع لكل ما يقوله؛ لأن نظرته السوداوية للحياة والتشاؤمية تخلق في نفس المتلقي الكثير من مشاعر العداء الوهمي للآخرين دون ذنب اقترفوه، والأفضل عدم مجالسته إن أمكن إلا وقت الحاجة فقط .
2. الصنف الثاني: المزاجي المتحول
أصحاب هذه الشخصية هم أُناس معتادون على الحيلة، ويعيشون على التقلّب السلوكي، وبين لحظة وأخرى تجد أحدهم يتغير للحصول على كل مصالحه الشخصية دون اكتراث لمشاعر الآخرين، وينطبق عليهم القول "أنا ومن بعدي الطوفان"، فالأنانية التي يعيشون بها تسبب الكثير من المشاعر السلبية لدى المتعاملين معهم، وهم يملكون ذكاء حاداً يمكنهم من خلاله تغيير مسار الأمور لصالحهم، ولكن الخسارة الكبرى في حياتهم أنه لا يوجد قلب يحبهم أو إنسان يحترمهم، لذلك هم دوماً يعيشون دون أصدقاء، وعند التعامل مع أحدهم يجب توخي الحذر قدر المستطاع لكي لا نقع ضحية لألاعيبه وحيله.
3. الصنف الثالث: الناجحون المميزون
يعتبر الإنسان الناجح مصدر إلهام وقبلة نور تضيء وتجربة راقية يمكن الاحتذاء بها، ولكن أعداء النجاح كثر، لذلك عندما تقابل أحد هؤلاء الرموز في حياتك فإنك تشعر بالتفاؤل والشحن المعنوي لطاقتك والإقبال على الحياة بقوة من أجل أن تصبح مثله، وعليك البحث في سير العظماء والناجحين الذين يكسبونك الرقي في تعاملك وتألقك، وخير من تتدبر سيرته العطرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن تبعه من عظماء العالم سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم، ويجب عدم الاكتفاء بنهج أو طريقة معينة لكي لا تكون منغلقاً على واقعك، فالحياة متسارعة وتتطلب منا التغيير والبحث عن كل جديد لمواكبة النجاح الذي لا يعرف بلداً أو لوناً معيناً أو فكراً محدداً.