كل من يخطط لزيارة فرنسا، يضع في أجندة رحلته، تذوق الخبز الفرنسي من مخابز عالمية، إلى جانب زيارة برج إيفل، والتسكع في شارع الشانزليزيه، وليس غريباً أن يأتي الخبز في المقدمة.
لم يتوقع جبريل بوردان -سينغالي في الثالثة والثلاثين من العمر- ويعمل في مخبز في الدائرة 18 بباريس، أن تثار حوله هذه الضجة الإعلامية، عندما فاز بالجائزة الكبرى في مسابقة أفضل خباز فرنسي لعام 2015، وهي مسابقة سنوية شارك فيها هذا العام 231 خبازاً فرنسيّاً، وجرى العرف الفرنسي بأن يكون الفائز بالجائزة الكبرى لمسابقة أفضل خباز هو الممول الرسمي للرئيس الفرنسي بالخبز يومياً، ولمدة عام كامل، وهذا ما يعد شرفاً كبيراً للفائز.
اللجنة
المسابقة تخص رغيف «الباغيت» الفرنسي الشهير والمصنّف مفخرة وطنية فرنسية، فهو رغيف فرنسي أصيل، طوله بين 55 و65 سنتيمتراً، ووزنه بين 250 و300 غرام، والملح يكون فيه بنسبة 18 غراماً للكيلوغرام الواحد من العجين.
وقد تكونت لجنة التحكيم من 15 عضواً من بينهم كبير الطباخين في قصر «الإليزيه»، ومقاييس الجودة المعتمدة هي شكل الرغيف الخارجي ومذاقه ونكهته ومكوّناته ورائحته ولونه. يقول جبريل: «المتعارف عليه في الذهن الشعبي الفرنسي، أن تحضير هذا الخبز ليس أمراً هيناً ومتاحاً أن يبرع غير الفرنسيين في إعداده، لذلك فإن فوز سينغالي بالجائزة الكبرى لأفضل خباز فرنسي صنع الحدث».
4000 أورو
أصبح «جبريل» نجماً في فرنسا بأكملها، فهذه المسابقة السنوية تحظى بشعبيّة كبيرة وبشهرة واسعة وبمتابعة إعلامية شاملة. وجبريل الفائز بالجائزة الكبرى جاء فرنسا مهاجراً مع والديه، وسكن في الضواحي الباريسية البائسة، ولكنه كان جدياً في دراسته ومنضبطاً في عمله.
وسيتم تسليم الجائزة في حفل رسمي ببلدية باريس، وتتمثل في شهادة تقدير، ومبلغ 4000 أورو واعتماد الفائز؛ لكي يصبح الممول الرسمي لقصر الإليزيه بالخبز كل صباح.
يأكلون خبزنا
فاز بالمرتبة الثانية في هذه المسابقة السنوية التونسي سامي بوعتور، وهو خباز وصاحب مخبز في الدائرة الثالثة عشرة بباريس. وكان التونسي رضا خذر قد فاز بنفس هذه الجائزة عام2013.
ومن أطرف التعليقات على هذا الفوز للسينغالي جبريل ما كتبه صحفي فرنسي قائلاً: «من غرائب الدهر أن الفرنسيين العنصريين الذين يرددون بأن الأجانب المهاجرين «يأكلون خبز الفرنسيين». (والمقصود أنهم يأخذون مكانهم في الشغل والعمل)، فإنهم هم الذين يصنعون أفضل أنواع الخبز الذي يأكله الفرنسيون.