طفلة في جسد يافعة!

طفلة في جسد يافعة!

مهما فكرت بمنطقية عالية، ومهما أصبحت أكبر سنة بعد سنة، ومهما قاومت التيارات القوية، هناك بين حنايا داخلي طفلة صغيرة، لم يتجاوز عمرها السنة، تبكي إذا وبَّخها الآخرون، تحنّ للخروج للعب بالأرجوحة ليحرك شعرها النسيم، تحلم متى سوف تتعلم المشي على قدميها، تشتاق لأن تضحك عاليًا وتلهو مع رفيقاتها، تتذكر حينما تنام المواقف التي جعلتها تشهق مرارًا وتكرارًا وتبكي مليًّا... تنتظر الصباح لكي ترى أمها وتبتسم، تتمنى أن تنعم بنوم هادئ من غير أن يوقظها الجوع في منتصف الليل، فقدت جزءًا منها، فقد انكسرت لعبتها وتحطمت ولا يمكن إصلاحها...

ورغم ذلك تبتسم حينما يقدم الآخرون لها الحلوى حتى دون أن تتعرف عليهم... تنظر إلى السماء، وحينها تتحرك روح البراءة في داخلها، ويراودها التحليق عاليًا، ولمس ضوء القمر، والجلوس على النجوم، تحتاج لحضن دافئ، ويد تشد على كتفيها، ولمسة تمرر على رأسها، وهمس يحبها، لتشعر بالأمان، بالحنان، بالدفء، بالحب، بالسعادة والفرح، هكذا أنا... طفلة في جسد يافعة.

ظروف تقهر... وظلم يسود... وأمل يظهر، طفلتي الغالية اكبري معي، لا تجعليني أضعف، طفلتي سأغذيك قدر الإمكان لتكبري معي، طفلتي اصبري... لن أتركك وحيدة... ولن أترك نفسي، سنُترك معًا لإله يرحمنا... يحمينا... يحقق مرادنا.

 

مسكن الشرود

 إلا أنت

لم أرَ بحياتي امرأة

تُستثنى من النساء إلا أنت

وأبصرت حقيقة مشاعري

خلف القضبانِ إلا أنت

وأودعت قلبها في شراييني

واستلهمت جنون حبها

وثورة عصيانها

من ثورة خواطري إلا أنت

لم أرَ في حياتي امرأة تحبني قدرك

وصوتًا يتخلخل أوساطي

ويبعث الراحة والسكينة والطمأنينة لدورة كياني

 إلا أنت...

أحمد نيمر - اليمن

 

فارسي الحنون

بين شفتيّ وشفتيك كلمات وأشجان أعذب من الألحان، تتسارع الدقات في القلب الصغير لتزف موعد لقاء جميل، تنحني الزهور خجلاً من الموعد القريب، فتتنفس القطرات وتخرج أحلى العبير، كله يتراقص على الدقات، معلنًا قدومك النبيل، وحتى الفراشات غيَّرت ألوانها، ولبست حلة العيد، وتلألأت النجوم في سماء الغيوم؛ لتنذر بانقشاع الهموم... كله في انتظار وقدوم المقدام، صاحب القلب والنبض، فارس الضحكة، ذي الوجه الحنون... ماحي الألم بنظرة عين، فتراقصت فرحًا... وسبقته قبل مجيئه بيوم... إنه فارسي الحنون، ذو القلب الصافي... أنتظرك

فلا تتأخر عني يومًا.

شيرين فؤاد

 

 حياتي فقط

تدور بي الأرض... تركض بي الأيام... تدق الساعة ببطء... تعصف بي الأفكار...

ما بين همسات جنون واكتمال العقل إحساس لا يخيب، ونفس لا تعرف الانحناء، عاصفة تحتويني، ترسم في السماء صورة تشبه ذاتي، تتغير كلما ركضت نحوها،

كلما حاولت أن أفهم تفاصيل حياتها، ها هو عهد الأمنيات اقترب، وقد كسبت الحياة

بخطوات وخطوات أكبر.

أتهور أكثر، وكذلك في أغلى اللحظات أكبر وأفرح حين تجمعني من جديد بمن أحب...

هدى كريم - السعودية

 

 

 نظرة على الواقع

هناك من يحب ويخاف أن يعترف بأنه محب أو محبوب، مع أن الحب هو القوة الحقيقية الوحيدة في هذه الحياة. لماذا مطلوب مني دومًا أن أكون مجرد هيكل جميل صامت لا وجود لكيانه، وإحساسه إلا عندما يؤذن له؟ لماذا مطلوب مني دائمًا أن أكون مثالية، مع أنه لا يوجد بشر مثاليون في هذه الحياة؟ لماذا دائمًا يُطلب مني أن أكون جارية أكثر من أن أكون إنسانة؟! لماذا دائمًا يطلب مني أن أسير خلف القطيع حتى لو كان هذا القطيع ضعيفًا أو تائهًا؟ لماذا مطلوب مني أن أسمع ما يقال باهتمام، وأن أطبقه بإتقان شديد، وهم يخوفون من الحب والمحبة، فعندها تشعر بأنك غريب عن كل ما يحيط بك، عندها تشعر بأن قيمك لا أساس لها؛ لأنهم لم يربوك على كيفية الاختيار... على الحرية!

ما الذي يحدث للبشر؟! لماذا يناقضون أنفسهم دائمًا؟ لماذا يعيشون في التخبط ويقبلون به ويعشقونه؟ فأين التمرد؟! أين الثورة؟ وأين القوة الموجودة في داخل كلٍّ منا؟! ولماذا نحن دائمًا صامتون، ونرفع شعار الصمت أبلغ لغة من الكلام؟ والهروب من الواقع والعيش في ملجأ الأحلام السعيدة والبعيدة التي نخاف من تحقيقها؟ ولماذا القلق يسيطر على حياتنا؟! ولماذا الألم يكسرنا؟! ولماذا نخاف من حقيقتنا ونستسلم لصراعنا الداخلي ونتركه يتغلب علينا وعلى أحلامنا وكل ما نتمنى؟!

نورا أحمد - اليمن

 

 

 ابتسامتك

أحب ابتسامتك البسيطة، تلك الابتسامة التي تضحك فيها عيناك فقط، أما شفتاك فإنهما تبقيان على طبيعتهما، تاركين عينيك لتبتسمان وحدهما، أحبك عندما تمنح العصافير حبات الصباح تضعها على يديك، فتطير إليك وهي تغرد شاكرة لك، في تلك اللحظة أفكر مع نفسي وأنا أتأمل ابتسامتك أقول... هناك شبه بيني وبين تلك العصافير... فكلانا تعوّد عليك... هي تعودت على تناول طعامها بين يديك... وأنا تعوّدت على حبات الحنان التي تنثرها لي بيديك. هي تغرد لك بلغتها، وأنا أغرد لك بلغتي؛ بقولي كم أحبك! لكنني أختلف عنها قليلاً؛ فهي اختارت أن تبقى حرة تحلق ثم تعود لك عند الصباح، أما أنا فلست مثلها، إنما أنا عصفورة اختارت أن تبقى سجينة يديك الدافئتين... سجينة ابتسامتك الرائعة.

الملاك الرومانسي