صدر أخيرًا كتاب بعنوان (ماذا نتعلم من الرجل؟) للباحثة الاجتماعيَّة الإيطاليَّة «دوناتا جيانيري»، أهم ما جاء فيه أنَّ المرأة كائن حسَّاس، وتُحمِّل نفسها دائمًا أكثر من طاقتها، وهي مشغولة بالواجبات المتعددة في العمل، وداخل الأسرة، الأمر الذي يصيبها كثيرًا بالإحساس بالذنب؛ لأنَّها لم تستطع أن تقدم أفضل ما لديها في كل هذه المجالات. أما الرجل فهو كائن يهتم بنفسه أولاً، ويشغله في المقام الأول كيف يمكنه الاستمتاع بالحياة بطريقته الخاصة، بالإضافة إلى أنَّه لا يفكر بعد نهاية يوم عمل إلا فيما يجب أن يفعله عند الرجوع إلى منزله، وليس ما يجب عليه أن يفعله، كما أنَّه في اعتقاد الباحثة لا يعاني كثيرًا من الإحساس بالذنب؛ لأنَّه ببساطة لا يفكر في جوانب التقصير في حياته.
وتقدم المؤلفة في كتابها مثالاً لحالة الرجل عند التعرض لتجربة عاطفيَّة فاشلة، فهو مبدئيًا لا يعترف بأخطائه ولا يحاسب نفسه عن أسباب فشل العلاقة، ويبحث سريعًا عن علاقة أخرى تجلب له السعادة. أما في حالة المرأة التي تتعرض لتجربة حبٍّ فاشلة، فإنَّها تحاسب نفسها حسابًا عسيرًا، ولا يكون من السهل عليها نسيان الرجل الذي أحبته.
أما المثال الذي قدمته الباحثة «دوناتا جيانيري» على عدم الإحساس بالذنب عند الرجل، ففيه تشير إلى حرص الرجل على تحقيق المتعة أولاً، سواء من خلال علاقة عابرة بامرأة أخرى، حتى لو كان يحب زوجته، أو إذا ما أعجبته وجبة طعام معينة يقبل عليها من دون تفكير إذا كانت ضارة أو مسبّبة، في حين أنَّ المرأة التي تتعرض لنفس الموقف لا تسمح لنفسها بهذه المتعة الفوريَّة، وتفكر في نتيجة تناول هذه الوجبة، ما يجعلها غالبًا تتراجع عن تناولها.
وتؤكد الباحثة الاجتماعيَّة الإيطاليَّة «جيانيري» في نهاية كتابها (ماذا نتعلم من الرجل؟) أنَّ المرأة لابد أن تتعلم بعضًا من صفات الرجل؛ حتى تتمكن من الوصول إلى السعادة، فالتفكير في الذات ليس عيبًا، والتقليل من حجم الواجبات الملقاة على عاتقها لن يسبب كارثة إذا حدث ذلك لبعض الوقت، كما أنَّه يتعين على المرأة أن ترحم نفسها من الإحساس بالذنب، وتعترف بأنَّ لديها طاقة محدودة لا يمكن أن تتجاوزها، وهذا لا يعني أن تكون المرأة مثل الرجل تمامًا في كل صفاته؛ لأنَّه من المفترض أن تكون المرأة أكثر قدرة على تحمل المسؤوليَّة، وأكثر قدرة على التضحية.
أشياء أخرى:
«الناس لا يمشون فوقك إلا عندما تقع!»