إن التعلّق بالقشور الجمالية عند البحث عن الزوجة وترك الجوهر يحوّل الإنسان إلى كائن خانع وذليل لا يستطيع أن ينفك من سيطرة الطرف الآخر عليه؛ بسبب استغلال نقطة ضعفه وهي فتنته بجماله، ويقع الكثير من الشباب في دائرة مفرغة أثناء البحث عن زوجة المستقبل من خلال تقديم طلبات تعجيزية في المواصفات مرددين عبارة: "البنات أكثر من الهم على القلب".
ولشباب هذه الأيام حيل وطرق خاصة في الاختيار والتأكد من جمال العروسة يخبرنا عنها المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش من خلال السطور الآتية:
بداية يرى القراش أن الإعلام أثّر على حياة الشباب واختياراتهم للزوجة بشكل سلبي سواء قبل أو بعد الزواج، فلا يكاد الشاب ينفك ليله ونهاره من حديث النفس والأماني بأن تكون زوجة المستقبل تشبه تلك الفنانة أو الإعلامية في طولها وحسنها، ولكن الاصطدام بالواقع ينعكس عليه بمشاكل لا حصر لها أقلها أن يجافي تلك الفتاة المسكينة التي تقدم لها أو التي في عصمته وينظر إليها بازدراء".
حيل الشباب
وأشار القراش إلى أن هناك طرقاً مبتكرة لدى الشباب لكي يتأكدوا من جمال الفتاة قبل التقدم لها، إذ يرسلون أمهاتهم أو أخواتهم ولسان حالهم يردد المثل الشعبي الذي يقول: "الحلو حلو لو استيقظ من النوم والقبيح قبيح لو غسّل كل يوم"، سواء كانت العروسة من الأقارب أو غيرهم في هذه الأوقات:
- وقت العزاء؛ لأنه أحرى ألا يكون فيه مبالغة في الزينة وتظهر الفتاة في الغالب على هيئتها الطبيعية.
- تعمد زيارتها في وقت غير متوقع كالظهيرة أو الصباح الباكر وطلب لقائها.
- تعمد زيارتها في أوقات العمل الرسمية أو تحرّي المناسبات التي لا يكون فيها تجمّل للمرأة.
- وقت الصلاة في المسجد خصوصاً صلاة التراويح في رمضان، حيث تكثر الخطابات فيه.
ويعلق القراش على الأمر قائلاً: "إن كانت النفس متعلقة بجمال الشكل فمتعة الحياة تكون ناقصة ولا تضاهي جمال الروح والخلق، ولكن لو اجتمع الدين والخلق والجمال حينئذ نظرة واحدة إلى وجهها لا يعادلها شيء في الدنيا، وبالمقابل يجب على الشاب الذي يدلل نفسه بالاختيار والشروط التعجيزية أن يكون أهلاً للمحافظة على عروسه التي منحته حياتها، وأن يكون له أمناً وأماناً من كل سوء يحيط بها، فلا يخالجه شك في تصرفاتها، ولا يتخذ سلطته في قهرها، بل يكون لها أباً وأخاً وزوجاً وحبيباً لتكون له سعادة وهناء".