أحيانًا أمنع طفلتي من بعض طلباتها، خاصة فيما يتعلق بأصناف معينة من الأغذية والمشروبات، فترمي بنفسها على الأرض وتظل تصرخ على أمل أن ألبي لها طلباتها، أحيانًا أعاملها بصرامة، وأحيانًا يرق قلبي لها خوفًا من أن تصاب بهستيريا، مع أنني لا أعلم حقيقة هذا المصطلح «هستيريا»، فماذا أفعل معها؟ وهل هناك فارق بين الهستيريا والصرع؟
ح. ر.
أختي السائلة: أطمئنك أولًا أن سلوكك مع ابنتك أقرب إلى الطريقة الصحيحة، في تعويد الصغار على التغذية السليمة، ويمكنك فقط توضيح مساوئ الأصناف التي ترغب فيها وتسبب لها مشكلات صحية لاحقًا.
أما الهستيريا فهي نوبة نفسية وليست عضوية، وهي نوبة تمثيلية يمارس خلالها الطفل البكاء وقد يُغمى عليه عدة دقائق، لكنه يعي تمامًا ما يحدث، ما يعني أن الإغماء هنا تمثيلي، وليس حقيقيًا، ولا علاقة لهذه الحالة بالوراثة.
وهناك أهداف معينة لدى الطفل يحاول تحقيقها من خلال نوبة الهستيريا، منها:
- الحصول على الرغبات والإشباعات التي لا يمكنه الحصول عليها بالطرق المشروعة.
- التهرب من العقاب على أفعال من شأنها أن يعاقب عليها عقابًا شديدًا، كالرسوب في الامتحان، أو إتلاف بعض الأشياء، أو السرقة والكذب.
وإذا وجد الطفل أن نوبات الهستيريا المصطنعة تشبع رغباته، وتدفع والديه للاستجابة لها، فإنه يستمر فيها باعتبارها وسيلة سهلة للحصول على ما يريد، وقد يتمادى فيها، حتى بعد ما يبلغ سن الرشد والرجولة، وحتى مرحلة الشيخوخة، وبمجرد أن يحقق هدفه، تنتهي الهستيريا لديه، من دون أن يصيب نفسه بأي أذى.
وأما النوبة الصرعية، فإنها حالة عضوية وليست نفسية، ولها علاقة بالعوامل الوراثية، وتحدث في أي وقت وفي أي مكان حتى ولو لم توجد لدى صاحبها مطالب أو رغبات تتطلب الإشباع، وسببها نشاط كهربائي زائد في المخ، لا يستطيع الطفل تحمّله، فيسقط مغشيًا عليه لمدة خمس دقائق، وعلاجها ممكن باستخدام أدوية مضادة للصرع، تعمل على التخلص من النوبات الصرعية، سواء كانت حادة أو متوسطة أو بسيطة.
د.محمد رمضان
رئيس قسم علم النفس بأكاديمية شرطة دبي