«في عيد استقلال النرويج وفي خضم الاحتفالات، أبحث عن كسرة خبز وزيت وزعتر، أبحث في وحدتي عن بيتي وبستان الليمون ورائحة قهوة الصباح، يلاحقني في شريط الذاكرة تاريخ يشهد كم قاوم شعبنا، وكم خسر، وكم صمد، وكم تحدّى من أجل يوم استقلال فلسطين، هل سنحتفل يوماً ما مثلهم، وننزل إلى الشوارع والأزقة بالثوب الفلسطيني، والقمباز والكوفية، معلنين انتصارنا على هذا العالم الذي يتاجر بلحمنا؟»
هذا ما كتبته ريم بنا على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» منذ يومين، هكذا هي ريم الفنانة الفلسطينية المناضلة مهما سافرت واغتربت، ومهما غنت واشتهرت، تظل القضية الفلسطينية حاضرة في قلبها وذهنها وكلامها، وتظل تغني لها وتناضل بقلبها وروحها مهما تعرضت لضغوطات وتهديدات واحتجاز ومنع من السفر، فهي ترى نفسها مناضلة وصاحبة رسالة صارخة قبل أن تكون فنانة، فمن هي ريم بنا؟
حياتها في كلمات
هي فنانة وناشطة مميزة نشأت في عالم أدبي وفني خاص، فهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ، درست الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخرجت عام 1991 بعد 6 سنوات أكاديمية درست خلالها الغناء الحديث، وقيادة المجموعات الموسيقية؛ لتكون كاتبة أغانٍ ومغنية وملحنة وموزعة أغانٍ، كما تمتلك أسلوباً موسيقيّاً وغنائيّاً خاصاً بها، فأغانيها مستمدّة من وجدان الشعب الفلسطيني، ومن تراثه وتاريخه وحضارته، أما الموسيقى والألحان التي تستخدمها فهي نابعة من صلب القصيدة وروافدها، ومن الإحساس بإيقاع الكلمة، ويأتي التزاوج بين الكلمة واللحن بالأغاني العذبة التي تحملنا إلى سماء فلسطين ومنها إلى العالم.
بدأت ريم مشوارها مع التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة، التي تميّزت بأدائها والتصقت باسمها، وأخذت على عاتقها مهمة تقديم وتجديد الأغاني التراثيّة الفلسطينيّة، حيث تقوم بتلحينها بأسلوب حداثيّ خاص بها، مسترشدة بالموسيقى الشعبيّة الفلسطينيّة والعربيّة القديمة، وإيحاءات موسيقى الشعوب في العالم، وذلك من أجل أن تتواصل هذه الأغاني والنصوص مع الأجيال القادمة؛ للمحافظة على هذا الميراث، كما انطلقت ريم لأداء القصائد الشعرية المميزة التي تنوعت ما بين الصوفية والشعرية والوطنية؛ لتصل بتنوع أدائها وبراعته إلى العالمية، وتغني أمام شعوب العالم الغربي، مرتدية كوفيتها الفلسطينية مفتخرة بانتمائها العربي.
أعمالها
لها العديد من الألبومات المميزة التي جعلتها تحصد شهرة كبيرة على المستوى الأوروبي والعالمي، فمن أشهر أعمالها: تهويدات من محاور الشر، مرايا الروح، تجليات الوجد والثورة، إضافة إلى ألبوم أطفال بعنوان «مكاغاة ونوّار نيسان».
تكريمها
حصدت ريم العديد من التكريمات والألقاب، ومن أبرزها: حصولها على تكريم «شخصيّة العام»، كما حصلت على لقب «سفيرة السلام» في إيطاليا، وجائزة فلسطين للغناء للعام، فضلاً عن جائزة «ابن رشد للفكر الحر».
