عندما يعتبر الزوج أن إعلان عواطفه خطأ دليل وخطوات لحصول الزوجة على «الدعم العاطفي»


تعودت الزوجة أن تُرجع شكواها وآلامها وإحساسها بانخفاض مستوى الطاقة لديها، إلى علة جسدية، فيبدأ قلقها، وزيارتها للطبيب للمعرفة والسؤال. اليوم النظريات النفسية تؤكد أن الآلام والأوجاع، وربما عدم القدرة على الحركة، أو عدم الرغبة في الكلام من الأساس، ترجع إلى أسباب «سيكولوجية» وعاطفية وقلة الدعم العاطفي، وحول سبل تنشيط هذه الطاقة وتدعيمها نفسيًا وعاطفيًا واجتماعيًا، تحدث الاختصاصيون وأُفردت صفحات الكتب.

بداية فإن علماء الطب النفسي وأساتذة الاجتماع، يُجمعون -كما تقول الدكتورة عزة كريم المستشارة الاجتماعية بالمركز القومي للبحوث- على أن هناك مفهومًا متوارثًا، تعارف عليه الأزواج الرجال، مضمونه: أن إبداء المشاعر وإشعار الزوجة بالمحبة، يُعدّ خطأ كبيرًا في الشخصية وضعفًا، فهي إن شعرت بالحب والغرام من جانب زوجها، سوف تتغير، وربما أصبحت الآمرة الناهية في المنزل، وبعد فترة -كما يعتقد الأزواج- يفقد الرجل هيبته في المنزل، وربما شخصيته كرجل وزوج! وهذا لا يتفق والموروث الذكوري العربي المتعارف عليه!

ومن ناحية الزوجة، يقول الدكتور إسماعيل يوسف -أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس- تعليقًا على هذه القضية: «تخطئ النساء حين يعتقدن أنه لا يلزمهن أن يطلبن الدعم العاطفي من أزواجهن، فالمرأة حينما تقع في الحب، تُقدّم حبها بشكل غريزي، وتبحث بحب وحماس عن طرق لتقديم دعمها، وكلما أحبت شخصًا أكثر، كانت محفزة أكثر لتقديم حبها، وبشكل آلي، ومن هنا لم يكن ثمة مبرر لطلبه في الحقيقة، بل إن الأمر يصل بها إلى الاعتقاد بأن عدم الحاجة إلى السؤال، واحدة من طرق إظهار الحب لزوجها، وشعارها الدائم «الحب هو ألا يكون عليك أن تطلب أبدًا»، والمعروف أن الرجال ليسوا محفزين غريزيًا لتقديم الدعم، بل إنهم يحتاجون إلى أن يُطلب منهم ذلك، ويرون أن المرأة مادامت مستمرة في عطائها بكل حب وجهد وإخلاص، فهذا يعني الكفاية، وعدم حاجتها لأكثر من ذلك.

 

هي وهو

إذن، الزوجة تنتظر الدعم العاطفي، ولا تطلبه حسب قول الدكتورة بدرية سليمان جودة الاختصاصية الاجتماعية، ولا تتوقف عن العطاء، وتشعر بالاستياء لاضطرارها إلى طلب الدعم من حب وحنان وسؤال ومشاركة وجدانية، أما هو -الزوج- فلا يستجيب بصورة جيدة للمطالب والاستياء، إذ أنها تجعله يشعر بالنفور التام، مما يقلل من فرص حصول الزوجة على الدعم بشكل جوهري، وهذا بطبيعة الحال يجعل العلاقات الزوجية تمر بفترة صعبة المراس، إلى حين التعود أو التأقلم والامتزاج الروحي والعقلي مع متغيرات الحياة الزوجية.

 

طبيعة خاصة

ما بين حق الزوجة في تدعيم زوجها لها بالحب والعاطفة من دون أن تطلب، ورفض الزوج الطلب المباشر في حد ذاته، ترى الدكتورة بدرية سليمان الاختصاصية الاجتماعية أن المرأة بطبيعتها العاطفية الخاصة، تحتاج إلى دعم عاطفي متواصل، لأنها دائمة الشك في حب زوجها، ما لم يغذّه بعبارات رومانسية مستمرة، فهي تحتاج إلى تأكيد دائم على حب وتقدير زوجها لها ولشخصها، ولقول كلمة: «أحبك» عشرات المرات، وبكامل فروعها من همسة ولمسة وكلمة وفعل محبب حميم!

 

الإشباع

ويتابع الدكتور يسري عبد المحسن كلامه: والرجل أكثر حساسية لأن يكون مقبولًا كما هو تمامًا، وأي محاولة لتحسينه، تجعله يشعر كما لو أن الزوجة تحاول تغييره، لأنه ليس صالحًا بما فيه الكفاية، وهذه إشارة بأنها تشعره بأنه مكسور! لهذا كانت أهمية إتقان طلب الدعم، لجعل العلاقة الزوجية غنية تدريجيًا، الزوجة تتلقى المزيد من الحب والدعم الذي تحتاجه، والزوج سعيد جدًا بشعوره بأنه ينجح في إشباع الناس الذين يهتمون به.

وعن سر رفض ونفور الزوج من طلب زوجته الدعم العاطفي بكافة أشكاله، يرى الدكتور يسري عبد المحسن -أستاذ الطب النفسي بقصر العيني- أن هذا يرجع إلى حساسية الرجال الكبيرة، لا إلى كسلهم أو عنادهم ورفضهم، فهم لديهم حاجة كبيرة إلى أن يشعروا بالتقبل، وطلب المزيد من جانب الزوجة يشعرهم بعدم التقبل، كما أن الزوجات حساسات –أيضًا- لأن يكن مسموعات، ويشعرن بأنهن مفهومات

 

7  إرشادات للزوجين:

يضعها لنا مجموعة من الاختصاصيين وعلماء النفس من أجل حياة زوجية سعيدة، تكفل الدعم العاطفي للزوجين معًا ترشدنا إليها الدكتورة فؤادة هدية -أستاذة الطب النفسي-:

* الزوج يقولها في البداية «أحبك» ثم يتزوجك! ويعتقد أن الكلمة والزواج ليسا بحاجة إلى تأكيد، ويظلان محتفظين بصلاحيتهما حتى آخر العمر، عكسك أنت التي تحتاجين إلى دعم عاطفي متكرر، فلا تعتقدي أن في الأمر سوءًا.

* الرجال يعملون من أجل أسرهم، ويعتقدون أن كثرة استخدام كلمة «أحبك» تفقد بريقها، فلا تستغربي.

*  "أحبك، أشتاق إليك، أفتقدك، ماذا بك؟ وكيف تشعرين؟ ما أجمل فستانك الأخضر! وشعرك المنسدل على كتفيك و..و.." أساليب لمفردات الدعم العاطفي، فلا تتردد بقولها!

* مساعدتك لزوجتك في أمور البيت -صغيرة كانت أم كبيرة- تُسعدها، وتشعرها بروح الأسرة والحب ودعمك العاطفي، فلا تتردد.

* عند معاملتك لزوجتك بشكل مختلف، عما تتعامل به مع أصدقائك وأهلك، هذا يشعرها بأهميتها وقربها منك، فهيا أخبرها بأحدث أخبارك، بمشاريعك، بأحلامك، من أساء إليك، ومن مدحك، وأجمل كلمة تقدير سمعتها في عملك.

* الشعور بالملل وعدم القدرة على الحركة، يرجعان إلى انخفاض الطاقة الناجمة عن عدم الإحساس بالدعم العاطفي من جانب الزوج، فادعم نشاط زوجتك.

* الكثير من الأمراض النفسية الجسدية، التي تأخذ مظهر الآلام، وإن شخصها الطبيب، ترجع إلى نقصٍ في الدعم العاطفي، واكتئابٍ لافتقاد الحنان والحب! فحاول أن تداوي زوجتك بنفسك.