مرة أخرى يقع المغردون في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ضحايا نصب واحتيال لعصابات منظمة تستغل أسماء شخصيات مرموقة من سيدات الأسر الحاكمة في دول الخليج بخاصة الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت، للنصب على المغردين وبإقناعهم بتحويل مبالغ مالية بحجة مساعدة المحتاجين في سوريا، لأن التحويل من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الشرق الأوسط لا يتم.
ورغم تكرار هذا الأمر مع المئات بل الآلاف من المغردين وفي كل مرة يتم نشر الأسماء الوهمية للشيخات في تويتر مثل الشيخة مقبولة الصباح من الكويت، والشيخة مياسة آل ثاني من قطر ، ومن الإمارات الشيخة مهرة آل مكتوم، والشيخة فطيم آل مكتوم، وغيرهن الكثير..
إلا أن هناك من يصر على تصديق ذلك ، ويقوم بتحويل مبالغ مالية لهن تتراوح من 2000 إلى 5000 دولار في كل حالة، واللافت أن الشخص الذي يتلقى التحويلات المالية والاتصالات الهاتفية في غالبية عمليات النصب والاحتيال يكون شخصاً واحداً، ويقيم في الأردن!.
وخلال اليومين الفائتين تمكن حساب وهمي على "تويتر" حمل اسم #سارة_إبراهيم من حصد آلاف المتعاطفين، بعد أن أوهم الكثيرين بأن صاحبة الاسم طفلة تعاني من مرض السرطان القاتل، لينتقل الوسم عبر الكثير من المغردين، وليحقق شهرة منقطعة النظير، تمكن صاحب الحساب من خلاله من جني أموال طائلة.. لكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ توصل مغردون آخرون إلى حقيقة الأمر، عندما اكتشف أن الحساب وهمي خصص للنصب والاحتيال، وأن صاحبة الاسم سارة هي طفلة أمريكية تدعى (آسمي) وتبلغ من العمر عشرة أعوام، حيث كانت بالفعل مصابة بالمرض في العام 2013.
وقد تم فضح الحساب المزيف من قبل المغرد "طلال" عبر صفحته الشخصية، حيث غرد قائلاً: "اللي ما تعرفونه أنتو، واللي عرفته أنا اليوم، أن سارة هي بنت أجنبية اسمها esme تعاني من مرض اسمه osteosarcoma".
ولتأكيد صحة ما يقوله نشر طلال عدداً من الصور التي استخدمها حساب سارة، والتي تم نقلها من صفحة الطفلة الحقيقية.
وبعد كشف هذه الحقيقة، انطلق وسم آخر حمل اسم #كذبة_سارة_إبراهيم، يحذر من خطورة الانسياق وراء المتاجرين بالأمراض المستعصية والاستفادة من معاناة أصحابها، حيث لم يكتف الحساب الوهمي المذكور من استعطاف الناس عبر تويتر، ولكن تطور الأمر وصار يظهر عبر القنوات الفضائية، ولكن صوت بلا صورة.
ومن أشهر التعليقات على الأمر تعليق الفنان فايز المالكي الذي تعاطف سابقاً مع الحساب الشخصي للفتاة، معتقداً أنها شخصية حقيقية كأغلب رواد الموقع، حيث غرد قائلاً: "لا تندموا على نواياكم الطيبة، شخص قال لا تحرموني من دعاكم انا مصاب بالسرطان دعينا له وليس ذنبي انه طلع كذاب".
كما علق المحامي والمستشار القانوني خالد أبو راشد قائلاً: "لا تحزنوا على فعل الخير ان ضاع لدى البشر فعند الله لا يضيع وهو ما نرتجيه دوما فلتطمئن قلوبكم كرم الله لا يضاهيه كرم".
وغردت الإعلامية مهيرة عبدالعزيز: "حتى تعاطفنا وانسانيتنا وطيبتنا اصبح يجب ان نضع عليها قيود حتى لا نستغل ونستغفل شيء مؤسف".
وبعد مرور ساعات على كشف كذبة سارة إبراهيم، أغلق موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الحساب، كما طالب المغردون بأهمية كشف منتحل الشخصية الذي كان من الممكن أن يقوم بالنصب على المتابعين بانتحاله تلك الشخصية، حيث أكد بعض المغردين أن صاحب الحساب المزيف أنشأ حساباً بنكياً خاصاً لجمع الأموال واستغلال النفوس الطيبة التي تسارع للأعمال الخيرية ودعم كل محتاج.
ومع كل ما سبق يصر الكثير من المغردين على مساعدة حالات النصب والاحتيال بحجة معاناتهم الإنسانية وحالاتهم المرضية رغم تنبيه العديدين أنها كاذبة ولا تمت للحقيقة بصلة.