ألف باء الرشاقة... بعيداً عن الحميات

لو نظرت من حولك لوجدت أناساً رشيقين لا يتبعون أية حمية غذائية، ولو وسّعت مجال تأمّلك لوجدت دولاً لا يعاني سكانها من مشكلة السمنة، بينما في دول أخرى تنتمي غالبية السكان إلى فئة البدناء! إن السبب الذي يقف وراء ذلك يعود، بدون شك، إلى الرشاقة القائمة على بعض الأسس، بعيداً عن الحميات الغذائية... فما هي هذه الأسس

1- العادات الغذائية

تشكّل أول أساس من أسس الرشاقة، وتشمل:

- طريقة تناول الطعام: لوحظ أن الأشخاص الرشيقين يميلون إلى تناول طعامهم برويّة وبطء، ما يؤدّي إلى إستهلاكهم كميات أقل من أطعمة المائدة، فيشعرون بالشبع بعد مدّة وجيزة. وفي هذا الإطار، يشير باحثون أميركيون إلى أنه «طُلب من مجموعة من النساء، الحديث والتأنّي أثناء تناول أطباق من المعكرونة، فلوحظ أنهن يتناولن كميات أقل بمعدل 70 سعرة حرارية مقارنة مع من طُلب منهن الأكل بأسرع ما يُمكنهن». وتعلّق الباحثة الرئيسة عن هذه الدراسة الدكتورة كاثلين ميلانسون، بالقول: «إن النسوة استمتعن بشكل أكبر بالطعام مع استفادتهن من تناول كمية أقل من طاقة الغذاء، وقد استمر هذا الشعور لديهن لمدّة تزيد عن ساعة.

فالأكل بتأنٍ ربما يكون وسيلة لخفض وزن الجسم، وبالتالي المحافظة على الصحة، لأن ذلك يعني على أقل تقدير تقليل كمية طاقة وجبات الغذاء اليومي الثلاث بمقدار يتجاوز 210 سعرة حرارية يومياً». وهذه الملاحظة تحيل إلى بعض الدول التي تتناول كميات قليلة من الطعام في كل لقمة، بواسطة العيدان الخشبية، كاليابان مثلاً، وتتدنّى نسبة السمنة في صفوف سكانها، بالمقارنة مع الدول التي تعتمد على صنوف من الطعام يتمّ قضمها بالفم كالهمبرغر أو الشطائر أي الأطعمة السريعة الإلتهام، والتي ترتفع معدّلات السمنة فيها لدى صغار ومتوسطي العمر.

- أوقات تناول الطعام: في ساعات النهار الأولى، يحتاج الجسم إلى مقدار من الطاقة يساعده على القيام بأنشطته اليومية. فعند تناول إفطار صحي، سنمدّ جسمنا بالطاقة اللازمة له، وبذا نقلّل من الشعور بالجوع بعد فترة من ممارسة نشاطنا اليومي، كما نعطيه مجالاً ليقوم بإحراق السعرات الحرارية الموجودة في طعامنا. ويجب ألا نغفل أهمية تحديد مواعيد ثابتة لتناول الطعام، ممّا يقلّل من الشعور بالجوع قبل الوجبة. وفي هذا الإطار، تقول «المؤسسة القومية للجهاز الهضمي والسكري والكلى» إن «ضبط وزن الجسم ضمن المعدل الطبيعي يتطلّب أكثر من مجرد الإهتمام باختيار أنواع الأطعمة الصحية وتجنّب الأطعمة الضارة، بل يتطلّب الإهتمام أيضاً بالكمية وبعدد الوجبات التي يتناولها الإنسان».

- تـــرتيب الــمـــأكولات: لترتيب المأكولات أثر على الرشاقة، فهناك أطعمة يفضّل تقديمها عن أطعمة أخرى أو تأخيرها، فعلى سبيل المثال لا بدّ من تناول الفاكهة قبل الوجبة بما لا يقلّ عن نصف ساعة، أو تناول البيض المسلوق على الإفطار. (كشف باحثون أميركيون من جامعة «لويزيانـا» أن الأشـــخاص الذين يعانون من بدانة مفرطة يستطيعون تخفيض وزنهم إذا تناولوا بيضتين يومياً على الإفطار).

- نظرتنا إلى الطعام: لا تنسي أن استمتاعك بتناول الطعام غير الصحي لن يزيد عن ساعة، أما استمتاعك برشاقتك فسيدوم طول حياتك، كما أنه سيجنّبك الأمراض المرتبطة بالسمنة كالسكري والكوليسترول. وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال يقلّدون من حولهم، وينسحب الأمر على العادات الغذائية.

- نوعية الطعام: تعتمد الرشاقة على نوعية الطعام. لذا، يجدر بك اختيار الأطعمة التي تحتوي على الألياف الغذائية التي تشعرنا بالشبع وتمدّنا بالطاقة، ولا تكسبنا وزناً إضافياً، فضلاً عن اختيار طريقة الطهي الصحية (السلق والشوي بالفرن)، مـــا يجنّبك تناول زيوت إضافية.

 

2- النشاط اليومي

ترتكز الرشاقة على مقدار النشاط اليومي المبذول، فكلّما ازداد نشاط الشخص، ازدادت قدرة الجسم على إحراق السعرات الحرارية، ما يقلّص من احتمال تراكم الكيلوغرامات الإضافية في الجسم ويحافظ على رشاقته.

3- الصحة الجيدة 

تؤّثر سلامة الشخص الجسمية والنفسية على رشاقته... وتجدر الإشارة إلى أن الإستعداد الوراثي في العائلات قد يكون له تأثير كبير في السمنة، مما يصعّب من عملية فقد الوزن رغم المجهود البدني والنشاط الحركي المنتظم والدائم. بالمقابل، تتسبّب بعض الأمراض أو علاجها في زيادة الوزن، كما تلعب الإضطرابات النفسية، كالملل والقلق والحزن والغضب والضغوط العصبية المختلفة دوراً في دفعنا إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، رغم عدم الشعور بالجوع، وذلك لتصريف هذا الضغط النفسي.