وسط الاحتفالات العديدة للمرأة، ووصولها إلى أعلى المناصب السياسية والنيابية والاجتماعية، ارتفعت الأصوات التي تنادي من جديد، بعودتها للمنزل، وإن أرادت العمل، فمن خلال منزلها؛ حماية لأبنائها ولنفسها وحفاظًا على وقتها الذي هو في الأصل من حق أسرتها، ولم تمر تلك الدراسة بهدوء، بل خلّفت الكثير من ردود الأفعال حولها.
من هذه الأصوات، كانت دراسة «عودة المرأة للبيت»، التي أعدتها د.إيمان سلامة الجندي، الباحثة الاجتماعية بمركز دراسات المرأة، حيثُ أشارت إلى أنه رغم الحديث عن عمل المرأة، وإيجابياته، فإن النظرة الفاحصة للمجتمعات المعاصرة، بما فيها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تظهر أننا دفعنا ثمنًا باهظًا لخروج المرأة للعمل خارج البيت، مما زاد من الدعوات التي تنادي بعودة المرأة لوظيفتها الأساسية كزوجة وأم ومربية، مع إمكانية قيامها بمزاولة بعض الأعمال من داخل المنزل دون مغادرته. والتطورات التكنولوجية أعطت ـ في وقتنا الحاضر ـ المنادين بأفضلية عمل المرأة داخل بيتها، فرصة لترجمة دعوتهم إلى واقع عملي.
إحصائيات أميركية
وفقًا لإحصائيات مكتب الأعمال النسائية التابع لمكتب إدارة الأعمال في أميركا، فإن أكثر من ثلاثة ملايين امرأة تدير عملها من منزلها الصغير، وتضيف د. إيمان: المجتمع الذي تحررت فيه نساؤه، وتفككت، تزداد فيه جرائم سوء معاملة الآباء والأمهات لأطفالهم، فتصل التقديرات إلى معدل يتراوح بين 13 و%21 حالة لكل ألف نسمة من سكان أميركا، أما في ألمانيا فهناك %33 من ضحايا الأطفال نتيجة لإهمال التربية والرعاية.
المجتمعات العربية
أما مجتمعاتنا العربية، فتشير إلى اعتراف 27% من النساء المتعلمات في المدن، بعدم قدرتهن على التوفيق بين عملهن الوظيفي والعمل المنزلي، إلى جانب إنفاقهن نحو 40% من مدخولهن على المظهر أو وسيلة الانتقال من وإلى العمل، وترى د.إيمان الجندي في دراستها أن هناك فوائد كثيرة من عمل المرأة من داخل منزلها وهي:
1 ـ رعاية أبنائها في المنزل. 2 ـ العاملات من خلال المنازل يكسبن دخلًا أكثر %28 من دخل المرأة العاملة خارجه. 3 ـ توفير الإنفاق على الملابس ووسائل الانتقال.
فرص العمل داخل المنزل:
- المجالات الفنية مثل صناعة الزيوت والعطور والحياكة والتطريز والفخار.
- الأطعمة سواء الحلويات أو غيرها من مشتقات الألبان.
- حضانة الأطفال.
- أعمال الطباعة والنسخ، وإنشاء مواقع إلكترونية لخدمة أفكار معينة.
- تصميم أفلام كارتونية على الحاسوب بشكل دعايات وفلاشات.
التكوين النفسي للرجل
الدكتور حسّان المالح، استشاري الطب النفسي، يبرز الإيجابيات الأساسية بالنسبة للمرأة في عملها، وهي أنها تحقق ذاتها وشخصيتها، ووجودها خلال هذا العمل، يشعرها بأهميتها وتنمية قدراتها الشخصية، كما أن القيام بالعمل يُشعرها بالرضا والسرور والنجاح، وفي ذلك مكافأة هامة وتدعيم لقيمتها وثقتها بنفسها من النواحي النفسية.
أسباب الاكتئاب
عن عودة المرأة للبيت، يرى د.المالح أنه في دراسة حول أسباب الاكتئاب في بريطانيا، تبيّن أن عمل المرأة خارج المنزل هو من العوامل المهيئة للاكتئاب في وجود عوامل أخرى منها:
- وجود ثلاثة أطفال على الأقل يحتاجون للرعاية داخل المنزل.
- عدم وجود الزوج المتعاون الذي يساعدها ويعينها.
- فقدانها الأم أو الأب.
- تدني النظرة إلى عملها وما تسببه من زيادة القلق والتوتر والإحباط وسوء التكيف.
- المشكلات الزوجية من أسباب عدم وضوح الأدوار والمسؤوليات التي يقوم بها كلا الزوجين.
ويعلّق على هذه الدراسة، د.يسري عبد المحسن ـ أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ـ قائلًا: إن التكوين النفسي للرجل يدفعه للإحساس بالراحة عندما يعرف الناس أن منزل الزوجية مفتوح بإمكانياته وأمواله هو فقط، وأن زوجته تستمد كبرياءها ووضعها الاجتماعي من مكانته ووضعه هو.
السلبيات
أما عن سلبيات عمل المرأة، فيوجزها د.المالح في النقاط التالية:
1 مدى مناسبة العمل لشخصية المرأة وقدراتها ومهاراتها.
2 نوعية شروط أداء العمل وظروفه.
3 شعورها بالظلم وعدم حصولها على حقوقها، إضافة إلى نقص المكافآت والتشجيع.
4 القيم الاجتماعية المحيطة بها.
5 إذا غاب دور الزوج ورضاه عن عملها وسعادته بنجاحها، فسوف تفقد الكثير من صحتها النفسية.
6 زيادة المسؤوليات الملقاة على عاتقها في المنزل.
7 التراجع بسهولة أمام الضغوط والعقبات.
8 بعض النساء العاملات يعطين المحيطين انطباعًا سيئًا عن المرأة العاملة.
8 خطوات تعلمك كيفية إمساك العصا
تضعها الدكتورة «عزة كريم» استشارية علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية لكل زوجة وأم تعمل خارج البيت أو بداخله:
1 ـ أمسكي العصا من المنتصف.
2 ـ زوجك يفضلك الحبيبة والأخت أو الصديقة، قبل أن تتمسكي برداء الزوجة وحده.
3 ـ لمسات بسيطة من يديك مثل: «كيكة» مزينة بالورود، أو «نيو لوك» في شعرك أو ملبسك، تسعد زوجك وأولادك.
4 ـ تحسسي كلماتك حين تتحدثين عن زملائك وزميلاتك بالعمل، واحذري تكرار نقل عبارات إعجاب المديرين بأدائك أمام زوجك.
5 ـ عملك داخل المنزل أو خارجه لا يعطيك الحق في إهمال شؤون بيتك وأبنائك، أو حتى تأجيل بعضها.
6 ـ لا ترمي المسؤولية كاملة على زوجك نظرًا لانشغالك، ولا تتحملينها وحدك.
7 ـ اعملي بإتقان وجدية، وخذي راحتك بلهفة، وإن استطعت الموازنة، نجحت حياتك الأسرية والعملية.
8 ـ نظمي ساعات يومك، بين عملك وأبنائك وزوجك وبيتك.
المزيد من التفاصيل تجدونها في العدد 1474 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.