رمضان هو شهر القرب والمودة سواء في علاقة العبد بربه أو علاقته بمن حوله، ولكن للأسف قد يشهد هذا الشهر الفضيل العديد من الإشكاليات والخلافات، ودائماً يتهم الصوم زوراً بأنه السبب، إذ أن بعض الأزواج قد يستبدلون الأجواء الرومانسية والعلاقات الحميمة فيما بينهم بالشجار والصراخ أو بالجفاء، وكأن رمضان مقبرة للعلاقة الزوجية بما فيها من حيوية ومودة.
عن كيفية تلافي هذا الوضع السلبي الخاطئ يحدثنا المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش في السطور التالية:
بداية يخبرنا القراش عن واقع بعض البيوت السعودية في رمضان قائلاً: "هناك بعض البيوت تخيم عليها الكآبة والتوتر في رمضان، وأحياناً والعياذ بالله يتشاءم بعض الأشخاص من رمضان؛ لأنهم يملكون اعتقاداً خاطئاً يلح عليهم، وهو أن المشاكل الزوجية لا تكثر إلا في رمضان بسبب الصداع أو قلة التغذية أو انقطاع العلاقة أو زيادة التكاليف وكثرة الضيوف والالتزامات العائلية وضيق الوقت، كما أن البعض قد يقطعون حبال المودة بينهم فتنقطع علاقتهم الخاصة خلال هذا الشهر".
وأضاف: " شهر رمضان فرصة ليبدأ الشخص صفحة جديدة مع شريكه في الحياة بحب وصفاء وحسن المراعاة والتغاضي عن هفواته التي تصدر منه نتيجة الإرهاق، إضافة إلى إعطائه جميع حقوقه الحسية والمعنوية، وعدم التعلل بالعبادة، وأن يحسن من تجاوبه العاطفي معه في كل تصرفاته وإشعاره بمحبته وقيمته، ولا مانع من تطعيم بعض ليالي رمضان" بلقاء حميم" يجددان به العهد، فغضب بعض الأزواج في نهار رمضان على زوجاتهم يكون بسبب انقطاع المشاعر الحميمة وابتعادهم عن زوجاتهم بحجة العبادة وتأجيل هذه الأمور إلى ما بعد رمضان، مما سيزيد من إمكانية عناد الرجل وقسوته والبحث عن أتفه الأمور لإزعاج زوجته".
ويرى القراش أن مربط الفرس بيد الزوجة الذكية التي تستطيع احتواء زوجها حسياً ومعنوياً عندما تريد ذلك بذكائها الأنثوي الذي يدفعها إلى التصرف برقّة ونعومة والتحلي بالمظهر الحسن ليس أثناء العلاقة وحدها، ولكن طيلة اليوم، وجذب الزوج للبقاء في البيت معها بحسن تصرفها، فرمضان فرصة لتجديد الرومانسية بين الزوجين، كما أن الرجل الحنون هو من يقدر تعب الزوجة المستمر سواء في عنايتها بأسرتها أو صومها، لذلك لابد من تخصيص وقت حميمي في ليالي رمضان حتى تستقيم الحياة خلال نهاره .