الناس يخرجون للإفطار، وكأنهم يتفاخرون بالأكل والشراب أمام الملأ، بينما قد يكون هناك عابر سبيل لا يجد حتى ثمن كوب حليب، لكن في المقابل هناك استحسان وترحاب بالفكرة من المراقبين والمحللين. يقول الإعلامي عبد الله الدامون المقيم بطنجة: لم أسمع بالظاهرة كظاهرة قائمة بذاتها، لكنها فكرة جميلة، ودليل على الانفتاح ومواكبة التوسع العمراني للمدينة، التي كانت إلى حد ما انطوائية. فمعروف عن ناس طنجة بعض الانطوائية والمحافظة، لكن خروج الناس اليوم من حميمية العائلة إلى الفضاء العام يدل على أن التغيير الحاصل يواكب تطور المدينة فقط، يجب على المسؤولين الانتباه للظاهرة، وتوفير فضاءات عمومية تليق باستقبال هذا الانفتاح، وتوفير كل ما يلزمه بما في ذلك الأمن.
الملفت أن الشباب يقبلون أيضاً عبر مجموعات؛ لتنظيم مثل هذا الإفطار والشابات أيضاً. تقول إيمان موساوي، 24 سنة، الفكرة هي الترويح عن النفس، وتغيير جو البيت الذي يكون عادة محدوداً، بينما الشاطئ بالخصوص يمنحك إحساساً أكبر بالراحة والاستمتاع بإفطار مغاير.
أما عن قضية التباهي والتفاخر أمام الملأ، فيقول أحمد البقالي، 23 سنة، إن المائدة فعلاً مفتوحة، ونحن نرحب بكل من أراد مشاركتنا الأكل بل العكس هو الهدف، وهو إشراك الآخرين المعوزين في مائدتنا.
ويعود بنا عبد الغني بنسعيد رئيس جمعية مغرب 21 إلى مبادرة أطلقها منذ عامين، وهي إفطار في باب الدار، وكان الهدف هو إخراج مائدة الإفطار الرمضاني أمام البيت، وتقاسم الأكل مع الجيران والعابرين؛ تعزيزاً لقيم التضامن التي يفرضها الشهر الكريم. ويرى أن الإفطار في الفضاء العام دليل على الانفتاح والتسامح، والأمن الذي يعرفه المغرب.
ويستحسن الأستاذ عبد الله بوروة، باحث في الدراسات الإسلامية والتواصل، فكرة الإفطار التي لم ترق بعد إلى ظاهرة محدودة الملامح، ويوضح قائلاً: لا ضير في خروج الناس للإفطار على الشاطئ، شرط أن لا تضر بقيم الإسلام، وأن لا تدفع الناس عن إغفال صلواتهم. فلا بأس أن يغير المسلم فضاء الإفطار على الشاطئ، أو في أي مكان آخر للترويح عن النفس والبحث عن جو منعش، بعيداً عن حرارة الصيف الحارقة طيلة يوم الصيام.
إفطار على الشاطئ في المغرب
- أخبار
- سيدتي - عبد المالك العاقل
- 07 يوليو 2015