الحب عُرضة للمرض والموت إذا لم يحاول طرفا العلاقة الزوجية تجديده والمحافظة عليه، وهذا هو الأمر الذي يوليه الدكتور «فيل»، الاختصاصي النفسي الأميركي الشهير، اهتمامه في مؤلفاته، وأيضًا في برنامجه التليفزيوني الذي يحمل اسمه، ويقوم فيه الدكتور «فيل» بتقديم النصائح والإرشادات للمشاهدين بأسلوب بسيط وسهل وواضح.
في اعتقاد الكثير من الأزواج أن التعامل مع المرأة يكون بالشدة والقسوة وعدم اللين، وأنهم إذا اتبعوا ذلك النهج فسوف يثبتون شخصيتهم ويطوعون المرأة كما يريدون، لكن تكون النتيجة فشل العلاقة الزوجية، ووصول الأمر في بعض الحالات إلى الطلاق الذي يتسبب في هدم الأسرة، ومثل هذه الأخطاء سببها الأساسي هو عدم فهم الرجل لطبيعة المرأة وكيفية التعامل معها.
إن من يتعامل مع المرأة ـ في رأي الدكتور «فيل»ـ من منطلق إشعارها بالحنان والحب، يستطيع أن يحصل منها على أفضل صفاتها، وبالتالي سينعم بكل ما تستطيع أن تقدمه له المرأة من اهتمام ورعاية وحسن معاملة وطاعة مبنية على الحب والوفاق، وليس على الخوف والرعب، والمرأة بطبيعتها رقيقة جيّاشة العاطفة، وتحب من يسمع لها ويشعر بها، وهي عندما تذرف الدموع تريد أن تشعر بأن هناك من يستقبل هذه الدموع ويسأل عن سببها، ولا يستخف بها أو يقلل أهميتها، وعندما تشعر المرأة بالضيق أو الاكتئاب تكون بحاجة إلى من يستمع إليها بصدق، خاصة زوجها الذي تريد أن تشعر من خلال نظراته أنه يفهمها من دون أن يتكلم أو يبين لها حالتها الطبيعية.
من نصائح الدكتور «فيل» إلى كل زوج أن يُشعر زوجته بأنها على رأس قائمة اهتمامه في حياته كلها، وألا يقل اهتمامه بها في يوم ما، وفي رأيه أن المرأة بعد الزواج تشعر بالغيرة على زوجها لمجرد قضاء زوجها وقتًا طويلاً خارج المنزل، سواء أكان مع أصدقائه أو حتى في العمل، لأنها تشعر أنه أهملها وأنها فقدت مكانتها الأولى في حياته، وينصح الدكتور «فيل» كل زوج بأن يدرك أن أهم ما يسعد المرأة أن تشعر أنها رقم واحد في حياة منْ تحب، وعليه إذن أن يُظهر لها اهتمامه وحبه لها، ويتمثل هذا الاهتمام في حرص الزوج على عدم قضاء أوقات طويلة خارج المنزل، وعلى تبادل الحديث معها عند وجوده في المنزل، ومناقشتها في أمورها الخاصة، مثل عملها وأي شيء تهتم به، لأنه في بعض الأحيان تشعر المرأة بأن زوجها يوجد في المنزل بجسده فقط، بينما عقله وقلبه في انشغال بأمور أخرى، وما يؤكد ذلك الإحصائية الأميركية التي جاء فيها أن معظم الأزواج والزوجات في المجتمع الأميركي يقضون 20 دقيقة فقط في الأسبوع يتبادلان فيها الحديث وجهًا لوجه، خصوصًا إذا كان لديهما أطفال.
ورغم أن المرأة تحب دائمًا سماع كلمات الحب والغزل، إلا أنه مع انشغال الزوج بالمسؤوليات تقل كلمات الحب الرقيقة، التي تعبر عن حب الزوج لزوجته مع مرور الأيام، وقد تختفي تمامًا من الحياة الزوجية ويسود الجفاء حياة الزوجين، لذلك يجب على كل زوج ألا يتناسى في زحمة الحياة الكلمة الحلوة، والمجاملة الرقيقة التي تجعل زوجته في قمة سعادتها وتألقها وتشعرها بكيانها كأنثى، ويجعلها تفعل أقصى ما في وسعها لإسعاد زوجها وإرضائه، فالمرأة دائمًا تحتاج إلى كلمات الحب، حتى تشعر أنها ما زالت محتفظة بجمالها وأناقتها وجاذبيتها في عيون زوجها.
إن كلمات الحب هي الدواء الوحيد أو العقار الوحيد الذي يُبقي الزواج مزدهرًا.. جربوا.
للتفاعل مع الكاتب يمكنكم مراسلته عبر البريد الالكتروني [email protected]