قد يتعجب الكثير منا عندما يسمعون ذلك المصطلح العجيب ألا وهو التصالح مع النفس، فهل أنا وذاتي في حلبة مصارعة حتى أحتاج إلى التصالح معها بعد عراك طويل؟ والحقيقة المرة أننا بالفعل نحيا هذا الصراع، ولعل مفتاح عدم التصالح مع الذات هو المشاعر السلبية، تلك المشاعر التي تزداد يوماً بعد يوم لتغرق صاحبها وتتحول إلى هاجس مزعج لا يكاد يفارقه .فالإنسان كثيراً ما يختلف مع ذاته في شتى المواضيع فهل معنى هذا أن يظل أسير مشاعره السلبية، وأن يكون في مجتمعه عبارة عن آلة تحركها تلك المشاعر السلبية من دون إنجاز أو تحقيق ذلك النجاح، الذي يشعره بذاته ووجوده في الحياة.
المدرب محمود موسى يطلعنا في السطور التالية على أهم النصائح اللازمة للتغلب على هذا الصراع الداخلي، والوصول لحالة التصالح مع الذات:
بدايةً يخبرنا محمود:" إنّ الحل للخروج من ذلك المأزق سهل بل إنه قريب كل القرب منك كل ما عليك فعله هو أن تستبدل تلك المشاعر السلبية بنقيضها ألا وهي الإيجابية، وأن تحرر نفسك من قيود تلك المشاعر السلبية، وإليك بعض الخطوات التي من الممكن أن تساعدك لأجل تحقيق التصالح مع الذات والتي ترتقي بك نحو الانسجام والاستقرار النفسي على كافة المستويات:
1 - عليك أن تعرفي أنه لا يوجد شخص سيئ مطلقاً أو جيد مطلقاً، ولكننا جميعاً مزيج بين هذا وذاك، إنّ التسامح هو الحل الأمثل لكل مشاكلنا، التي تواجهنا سواءً مع أنفسنا أو مع الآخرين؛ لأنها تحررنا من الماضي وتطلق سراحنا نحو الحاضر والمستقبل.
2 - عليك أن تعتني بنفسك. أجل اعتني بنفسك وأنجزي شيئاً لنفسك فكل شخص لديه القدرة على إدخال التغيرات على حياته الخاصة وحياة الآخرين؛ حيث إنّ التغيير يحدث انطلاقاً من صغائر الأمور.
3 - عندما تنتقدين نفسك انتقديها لا بأس من ذلك، ولكن انقديها لبنائها فهنالك فرق شاسع بين النقد البناء والنقد الهادم المدمر.
4 - عليك وضع نفسك في مكانها الصحيح وعدم تحميل الخطأ أكبر من حجمه وعدم إعطاء الإنجاز أكبر من قيمته وهذا سوف يفيض بك إلى تحقيق التوازن المقبول بين الجسد والروح.
5 - يجب أن تدركي جيداً أنّ مفتاح الانسجام الداخلي هو التعامل بتلقائية مع النفس من دون تكلف ولا تصنع، فلنضرب مثلاً على ذلك عندما ترتدين ثوباً ضيقاً عليك ولكنك ترين أنّ الناس تراه جميلاً عليك فهل ستشعرين بالراحة؟ بالطبع لا. في مثل هذا الموقف أنت عدو نفسك لأجل إرضاء الآخرين.