عيناه لا تريان سوى النجاح، ودائماً لديه إصرار على التميّز. الرغبة في الإختلاف شعار يرفعه ولا يتنازل عنه؛ لذلك تجده في تحدٍّ خاص مع نفسه ليثبت للجميع أنه قادر على المضي قدماً في طريق التفوّق ولا يكتفي بما حقّقه؛ لأن الفن يسيطر على تفكيره ليلاً نهاراً. يعيش حالة سعادة غير مسبوقة بعد أن قدّم شخصيتين مختلفتين في عمل واحد، وأقنع الجميع بموهبته الكبيرة في أحدث أفلامه «بدل فاقد» الذي أكّد من خلاله أنه يمتلك قدرات خاصة تجعله يختار أصعب المواقف، الأمر الذي جعله واحداً من أهم نجوم شباك السينما المصرية. إنه الفنان الشاب أحمد عز، الذي تحدّث لنا عن حكاياته المثيرة في فيلم «بدل فاقد»، وسرّ عبوره البحر مع مسلسله الرمضاني «الأدهم» ليكشف كواليس وحقائق مرعبة عن الهجرة غير الشرعية. وكان هذا نص الحوار الذي أجرته معه «سيدتي»:
عندي رغبة دائماً بتقديم أعمال تثير إعجاب الجمهور، وعندما يشاهدها يشعر بأنني قدّمت له جديداً. وهذه الفترة طبيعية جداً لكي يتمّ تجهيز عمل متميّز، ولاسيما أن الفضائيات أعدادها في تزايد، والناس يتابعون الأعمال بشكل دقيق.
منظومة كبيرة
بطل العمل أصبح يطلب التدخّل في كل صغيرة وكبيرة تتعلّق بالعمل الذي يقدّمه، فإلى أي مدى تدخّلت في فيلم «بدل فاقد»؟
أعمل من خلال منظومة كبيرة هي شركة «أوسكار» للإنتاج السينمائي، وهي تسعى لتقديم أحمد عز للجمهور بشكل مختلف، وكل ما يشغلها تطوير أدائي، وكل ما يشغل تفكيري كسب احترام الناس، والنجاح في الموسم الصيفي الذي يعتبر من أكبر المواسم السينمائية، وأي عمل غير جيد يتواجد فيه يصبح في مهب الريح؛ نظراً لأنه يشهد عرض أفلام لنجوم متميّزين. وبالنسبة إلى النواحي المادية، فأنا أحصل على أجر يرضيني دون أن أطلب؛ لأن الأجر يخضع لمبدأ السوق.
لماذا الإصرار على التعامل مع شركة إنتاج واحدة؟
لا توجد لديّ أزمات في التعامل مع شركات إنتاجية غير «أوسكار»، لكن هذه الشركة «وش السعد عليَّ» (وجهها خير)، ومنتجها وائل عبد الله أعتبره مثل شقيقي الأكبر، وطالما أنني أجد ما يسرّني معه، فلمَ إذاً التغيير؟!
تردّدت أقاويل عديدة عقب طرح «أفيش» الفيلم في الشارع، بأن هناك مشكلة بينك وبين المنتج وأبطال الفيلم؛ لأن صورتك مساوية لمنّة شلبي ومحمد لطفي؟
وجود الصور بشكل متساوٍ كان مطلباً رئيسياً لي؛ لأن العمل ليس لأحمد عز فقط، بل إنه جماعي ويضمّ منّة شلبي ومحمد لطفي وآخرين. وأشكر كل من شارك في العمل سواء أمام الكاميرا أو خلفها، ولكن هذه الشائعة سخيفة.
إنفلونزا الخنازير
ما رأيك في التصريحات الأخيرة التي حذّرت من التواجد داخل دور العرض؛ حتى لا يساعد ذلك على انتشار مرض إنفلونزا الخنازير؟
هناك تأثير واضح على كل إيرادات الأفلام، وليس على فيلمي فقط، لكن ما زال الأمر مبكراً للحكم على هذه الإيرادات.
وفي ما يتعلّق بالتحذيرات من التواجد في دور السينما، فهذه الأقاويل أحدثت تأثيراً في نفوس الناس لأن البعض خائف على نفسه، ولكنني أرى أن هذه التصريحات جاءت سريعة؛ لأنه لا يوجد بلد في العالم وجّه نداء بعدم الذهاب للسينما.
البعض رأى أن مشاهد الأكشن وأيضاً الإدمان التي تتعلّق بطبيعة شخصية نبيل المدمن في الفيلم، وقيامك بمطاردات وقفز من أماكن عالية، تمّ تنفيذها بمساعدة «دوبلير»، فهل هذا صحيح؟
لم أستعن بـ«دوبلير» في أي مشهد من الفيلم، وحتى طريقة قيامي باستخدام الحقن نفّذتها بنفسي. وقد استعنت بماكيير من لندن قام بوضع طبقة تشبه لون جلدي؛ حتى لا أتأثّر عندما أقوم بضرب الحقنة فيها.
ويضيف عز قائلاً: ذهبت أيضاً لمصحّة إدمان، وجلست مع أشخاص كانوا مدمنين وعولجوا، وعقدت جلسات عدّة مع أطباء حتى توصّلت لمعرفة الحالة النفسية والجسمانية للمدمن قبل الحقن وبعده، وماذا يحصل له عندما يحاول أن يبتعد عن الإدمان. وأنا لا أخجل على الإطلاق من تجسيد أي دور، طالما أنه يصبّ في مصلحة العمل الذي أقدّمه.
وكذلك أصبت في مشاهد المطاردات التي نفّذتها بشخصية فارس ضابط الشرطة؛ لأن الحبل الذي كان في يدي فكّ مني ما تسبّب بتضرّر بعض الأجزاء في جسدي، كما تعرّضت ركبتي لإصابات، ولكن ربنا ستر.
الإصرار على الأكشن
لماذا الإصرار على تنفيذ مشاهد الأكشن بهذه الصــــورة، رغم الصعوبات التي قد تعرّض حياتك للخطر؟
أعترف لك بأن هذا الأمر قد يضرّ بالعمل أكثر ممّا يفيده، ولكنني أحاول بشكل دائم أن أحقّق أعلى نسبة مصداقية عند الجمهور؛ لأنهم عندما يرون ذلك يشعرون بمدى المجهود الذي بذل في العمل.
عدت للتعامل مع منّة شلبي بعد فترة طويلة من الإبتعاد فنياً، حيث سبق لكما أن قدّمتما معاً فيلم «شباب تيك أواي» قبل ست سنوات، ما رأيك بمنّة حالياً؟
منّة ممثلة رائعة، ومشاركتها لي في فيلم سينمائي تسعدني، وأتمنى تكرار التجربة لأنها تحاول الإجتهاد فنياً.
ما سبب حرصك على التعامل مع المخرج أحمد علاء، رغم أن هذه التجربة السينمائية هي الأولى له في عالم الإخراج الروائي الطويل، علماً أن البعض عندما يحقّق نجومية يسعى لتدعيمها بالتعامل مع مخرجين كبار؟
إن أحمد علاء مخرج كبير، ورغم أن هذا الفيلم هو أول تجربة إخراجية له في الأفلام الروائية، إلا أنه عمل كمساعد مخرج على مدار ست سنوات مع المخرج الكبير شريف عرفة. وعندما التقيته في جلسات الفيلم الأولى شعرت باطمئنان شديد؛ لأنني اكتشفت أنه واثق من نفسه وصاحب وجهة نظر إخراجية خاصة.
الهجرة غير الشرعية
ما سبب الإصرار على التواجد درامياً خلال رمضان الحالي؟
عثرت على موضوع يستحقّ أن أقدّمه، فموضوع الهجرة غير الشرعية الذي يتناوله مسلسل «الأدهم»، يستحقّ أن يقدّم بشكل مباشر وسريع؛ لأنه حدث، فالسيناريو الجيد هو الذي يحكم اختياراتي.
وما أثار انتباهي لتقديم العمل هو أنني وجدت في الإحصائيات العالمية للهجرة غير الشرعية أن ما يقرب من 12% من مجمل الهجرة في العالم هي من مصر، وهذا رقم كبير جداً، وفي عام 2008 غرق ما يقرب من 500 شخص. وعندما تعرّضت للقضية في مرحلة البحث وجدت قصة أغرب من الخيال، فقد علمت أن هناك شخصاً تعرّض للغرق وتمّ إنقاذه، وبعد ذلك سافر مرّة أخرى. وعندما ننظر للصحف، نجد أنه لا يمرّ أسبوع دون أن نقرأ خبراً على الأقل عن مركب تمّ إلقاء القبض عليه أمام سواحل ليبيا، أو حادث غرق لبعض الأشخاص.
وما يزيد من هذه المشكلة، أن بعض الجهات تأخذ هؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في الهجرة وتتاجر بأعضائهم، وهكذا تحوّلت الهجرة إلى تجارة أعضاء، ولاسيما أن هؤلاء الشخصيات ليس لهم ديّة، وهذا ما شجّعني على تقديمه.
شائعات الإرتباط
في الفترة الأخيرة زادت شائعات زواجك، فإلى أين وصلت؟
هذه الشائعات أصابتني بالملل؛ لأنها غير حقيقية، ولو أن هناك مشروع ارتباط فسوف أعلن عنه أمام الجميع. أنا أبحث عن فتاة تتحمّل ظروفي؛ لأن تركيبتي صعبة، كما أنني أتمنى أن أصبح أباً.
ما السيناريوهات السينمائية التي تجهّز لها حالياً؟
عقب انتهائي من تصوير مسلسل «الأدهم» سوف أجهّز لمشروع جديد، وأودّ تقديم عمل كوميدي.
ما هي حكاية أحمد السقا مع أحمد عز؟ ولماذا يوصف عز بالإنطوائي؟ وشخصية من سيجسد في "الأدهم"؟ ومن هن الممثلات المشاركات في العمل؟ وماذا أضاع فيلم «فاقد بدل» على أحمد عز؟ هذا والمزيد ستجدونه في العدد 1486 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.
برأيكم لماذا تلاحق أحمد عز شائعات الإرتباط؟ وهل تفضلون عز في أفلام الأكشن أو الرومانسية؟ وهل تؤيدون فكرة الدوبلير في تأدية المشاهد التمثيلية؟ شاركونا بأرائكم من خلال مساحة التعليقات.