في الوقت الذي تسارعت فيه وسائل الإعلام المختلفة والجهات المعنية في المملكة لدعم المرأة السعودية لدخول الانتخابات في المجالس البلدية، وعملت على تسهيل الاشتراطات لمنحها حق الانتخاب والترشيح، إلا أن ما سجلته مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في أول أيام الانتخابات من عزوف شديد من قبل الناخبات والمرشحات، يعتبر مؤشراً غير جيد وغير مُرضي للقائمين عليها.
واعتبرت المنسقة العامة "لمبادرة بلدي" وأستاذة تاريخ المرأة هتون الفاسي، أن هناك عوامل كثيرة تُضعف الإقبال على الانتخابات، وقالت لسيدتي: "لا يمكن أن نسمي ما حدث في مكة المكرمة والمدينة المنورة "عزوفاً"، بل قد يكون ضعف في الإقبال ومن المؤكد أن له أسباب".
اختيار الوزارة لتوقيت الانتخابات غير موفق:
وأضافت "للأسف اختيار وزارة الشؤون البلدية والقروية لتوقيت الانتخابات غير موفق، خاصة وأنه تزامن مع نهاية الإجازة المدرسية وبداية دوام المعلمات، ومن المؤكد أنه الجميع مشغول في التجهيز والتحضير لاستقبال العام الدراسي الجديد، إلى جانب أن ما سبق الانتخابات من تجهيزات لم يكن سوى التحضير للمراكز الانتخابية، فلم يكن هناك حملات توعوية وتثقيفية".
واستطردت "يجب أن لا ننسى أن ثقافة الانتخابات تعدّ ثقافة جديدة على مجتمعنا وتحتاج المزيد من الوقت، ونحن أمامنا عمل شاق لرفع مستوى الوعي لدى المواطنين والمواطنات بأهمية الانتخابات وما يترتب عليها".
إيقاف نشاط "مبادرة بلدي" ولا يوجد بديل:
واستنكرت الفاسي إيقاف وزارة الشؤون البلدية والقروية لأنشطة "مبادرة بلدي" التوعوية والتطوعية، ولم تقدم البدائل الكافية، وقالت "وزارة الشؤون البلدية والقروية أوقفت النشاطات العامة التابعة لمبادرة بلدي، ولم تقدم بدائل كافية ووافية، ولا تستطيع أن تغطي الحاجة الماسة، وللأسف لا يوجد أي حراك أو استعداد وتوجيهات، فليس لديها بدائل سوى البدائل الالكترونية والتي لا يمكن القول عنها أنها غير جيدة ولكنها غير كافية، فنحن بحاجة لحملات تثقيفية في الجامعات وغيرها".
نأمل أن يكون عدد المرشحات والمنتخبات أكبر في جدة:
وشهدت المراكز التي أُعِدت للانتخابات في أولى مراحل الدورة الثالثة من انتخابات أعضاء المجالس البلدية بمرحلة "قيد الناخبين" في المدينة المنورة إقبالاً ضعيفاً جداً من قبل الناخبات، على الرغم أن أمانة المدينة المنورة واللجان الخاصة بالانتخابات أعلنت منذ وقت مبكر عن المراكز وطلبت من نساء المدينة التسجيل ، حيث بلغ عدد الناخبات خمسة تتفاوت أعمارهن بين الـ25 و55 عاماً، ونظراً لضعف الإقبال فقد تم إغلاق دائرة نسائية في اليوم الأول.
ولم يكن الحال في مكة المكرمة أفضل من المدينة المنورة حيث بدت الانتخابات هادئة في يومها الأول، حيث سجلت مراكز مكة تسجيل سبعة نساء، وشهدت بعض المراكز حضوراً طفيفاً، فيما لم تسجل بعضها أية حضور.
وأملت أستاذة تاريخ المرأة ومنسقة بلدي أن يكون الحال في جدة أفضل من المناطق الأخرى، مؤكدة أنهن يتواصلن بشكل مباشر ودوري مع مراكز الانتخابات في المناطق الأخرى ومحاولة مشاركتهن الصعوبات والعقبات للتغلب عليها، لتحظى مدينة جدة بعدد ناخبات ومرشحات أكبر.