بينت دراسة نشرت أخيراً أن الشره في تناول الطعام يعود الى حالات القلق والتوتر بين النساء أكثر منه لدى الرجال، خصوصاً في المرحلة الممتدة ما بين 25 إلى 40 عاماً، إذ ثبت أنهن أكثر ميلاً لردّ العدوان إلى الذات، وذلك بتناول الطعام بلا حدود.
«سيدتي» اطلعت من أستاذة التغذية العلاجية سمية صالح على أبرز الأفكار الإيجابية المساعدة على إنقاص الوزن وإنجاح برنامج الحمية، بالإضافة إلى بعض النصائح السلوكية والنفسية لتحسين نمط المعيشة.
ممّا لا شك فيه أن تكوين وبناء الأفكار تعدّ من الوظائف العليا للمخ والتي تتصل مباشرة بالجزء الذي يحتوي على مركز الشهية بالجهاز العصبي ويؤثّر فيه. فعلى سبيل المثال، إذا اعتاد الفرد يومياً على استبدال الأفكار السلبية لديه بأخرى إيجابية، كاستبدال التفكير في فشل عملية إنقاص الوزن والملل من الحفاظ عليه بأفكار أخرى ايجابية كالتفكير في شكل الجسم بعد فقدان عدد من الأرطال المتراكمة والمتزايدة، سيحفّزه هذا الأمر على اتباع نمط حياة صحي أفضل. وبالطبع، للإرادة القوية دور فعّال في التخلّص من الزيادة غير المرغوبة في الوزن، فكثيرون يعتبرون أن الهدف من عملية فقدان الوزن هو الحصول على قوامٍ رياضي جاذبٍ وممشوقٍ، وبمجرد تحقيق الهدف، نراهم يعودون إلى نظامهم الغذائي المعتاد ونمط حياتهم القديم الذي يؤهّلهم إلى استعادة ما فقدوه خلال فترة الحمية.
لذا، من الأفضل أن يرتبط نوع التفكير بالدافع الأساسي خلف نظام الحمية والذي يقوم ليس فقط على التخلّص من الدهون والشحوم المتراكمة بالجسم، بقدر ما هو كسب صحّة جيّدة.
تمرينات ذهنية
مجموعة من الأفكار الإيجابية الهامّة في إنجاح برامج الحمية والتي أطلق عليها أخيراً من قبل خبراء التغذية مسمّيات عدّة، من بينها: «العوامل التأكيدية» أو «الاقتراحات الذاتية» أو «العوامل الوسيطة»، وذلك لدورها في الحفاظ على الوزن وإنقاصه. ويجدر اتّباع عدد من الإرشادات التي تساعدنا على أداء التمرينات الذهنية بشكل صحيح، أبرزها: الحرص على الاسترخاء والجلوس على كرسي مريح في غرفة هادئة بدون مقاطعة أحد لمدّة تتراوح ما بين 10 إلى 15 دقيقة يومياً. ولتحقيق مزيد من الفائدة، يجب البعد عن العوامل النفسية السلبية التي قد تنتج من اختيارات غذائية سيئة أو عدم ممارسة التمرينات الرياضية، أو الإفراط في تناول الأدوية الكيماوية أو المشكلات الحياتية أو عوامل التلوّث أو عدم الحصول على عدد ساعات نوم كافية أو التعرّض لعوامل الضوضاء المتزايدة أو اختيار وسائل تسلية سيئة.
وفي هذا الإطار، تعدّد صالح مجموعة من التمرينات الذهنية التي يجب أداؤها، إلى جانب البرنامج الغذائي الموصى به:
1- عاطفة الحب
أثبتت مجموعة من الدراسات أن الأفراد الذين يفقدون عاطفة الحب يبالغون في التهام الطعام ويتناولون كميات كبيرة من صنوفه المختلفة بشراهة!وقد عزا باحثون السبب إلى أن الشخص فاقد عاطفة الحب لا يهتمّ بكونه بديناً أو غير بدين، كما قد يؤدي فقدان العاطفة إلى حالة من عدم التوازن في الغدد، من بينها الغدة الدرقية التي تسمّى بـ «غدة المشاعر»، لما لها من قابلية كبيرة للتأثر بمشاعر الفرد وحالته النفسية، ما قد يؤثّر في زيادة الوزن أو إنقاصه. فعلى سبيل المثال، إن الغدة الدرقية منخفضة النشاط يمكن أن تؤدي إلى زيادة غير مرغوب بها في الوزن، حتى من دون أن يتناول الشخص كميّات كبيرة من الطعام.
2 الشعور بالثقة
تؤدّي تنمية الثقة بالنفس على المستوى الروحي والذهني والبدني إلى القدرة على تخطّي عقبات تراكم الدهون الضارة والزيادة غير المستحبة في الوزن، وذلك من خلال مجموعة من الأفكار الايجابية المعزّزة لتغيير نمط الحياة القديم، أبرزها: الإصرار على اختيار صنوف الطعام الصحية التي تجعل الذهن صافياً وتساعد الجسم على الوصول إلى وزنه الطبيعي، القدرة على قول «لا» لأي نوع غذاء منخفض القيمة الغذائية وعالٍ في محتواه في الدهون والسعرات الحرارية، بالإضافة إلى اختيار الأوقات والأماكن المناسبة لتناول الطعام بدون إفراط.
3- الشعور بالحيوية
يعتبر من المشاعر الايجابية المحفّزة للوصول إلى الوزن المثالي والحفاظ عليه. فعندما يشعر الفرد في كل صباح بأنه مفعم بالحيوية والنشاط، يصبح لديه شعور بالقوّة والشباب المتجدّد، ما يحفّزه على بذل مزيد من الأنشطة البدنية والجسمانية التي تساعده على استخدام الطاقة الداخلية لديه في إحراق مزيد من السعرات الحرارية وإذابة الأرطال الزائدة من الدهون المتراكمة، ما يخلق شعوراً كبيراً بالرضا التام عن الوزن الحالي ومواصلة إنقاصه أو الحفاظ عليه.
4- الرشاقة
نشرت
مجلة أميركية أخيراً في إحصائية حديثة لها أن حلم الرشاقة لن يتحقّق من دون لياقة
أو ممارسة أنواع متعدّدة من التمرينات الرياضية بصورة منتظمة، ما يجعلها أحد
العوامل الضرورية لصحة أفضل ونمط معيشي صحيح!لذا، تعدّ الأجسام الصحيحة بدنياً آلة
إحراق فعّالة للسعرات الحرارية الزائدة والشحوم المتراكمة، بشكل أفضل وأسرع من
الأجسام الناعمة المترهّلة. لذا، لا بد أن يدخل ضمن برامج السيطرة على الوزن
برنامج لممارسة التمرينات الرياضية، إذ لا توجد حمية ناجحة، بدون رياضة.
اكسترا
نصائح سلوكية ونفسية لحمية ناجحة
لا تجعلي من طعامك ردّ فعل تجاه المشاعر السلبية التي تمر بك، فالدافع لتناول الطعام هو استجابة للجوع واحتياج الجسم للطاقة، وليس للتغلب على اضطراب نفسي.
ادعمي نفسك ذاتياً، ولا تعتمدي فقط على التشجيع من داخل محيط الأسرة أو الأصدقاء في رحلة إنقاص الوزن، فغياب الدعم وعدم التشجيع من أهم الأسباب في فشل الحميات الغذائية وإنقاص الوزن.
تخلّصي من نظامك القديم في تناول الطعام ونمط المعيشة، وأسّسي لنفسك نظاماً جديداً يقوم على الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة، مستخدمة الورقة والقلم لتدوين ما توصلتِ إليه من نتائج ايجابية بين فترة وأخرى.
تمتعي بأعصاب قوية وهادئة لكي تولّدي في داخلك طاقة داخليّة تمدّك بالتناغم مع كل شيء حولك وتعطيكِ الأمان والرصانة، التي تمنحك الراحة والسلاسة والقوام الرشيق.
أشعري بالامتنان تجاه نفسك في كل يوم جديد يمر، وأنت تحققين نجاحاً للوصول إلى الوزن المنشود إليك.
حفّزي عقلك الباطن على مواصلة رحلتك في إنقاص وزنك، من خلال وضع صورتك القديمة التي كنت فيها غير راضية عن وزنك السابق على الحائط، الأمر الذي سيعمل على تنشيط العقل الواعي وخلق محفّز غير محسوس للعقل الباطن.
تابعي المزيد في صفحة رشاقة في العدد 1501 من مجلّة "سيدتي"