كيف تغذّين ذاكرة طفلك؟

في فترة الدراسة، تسأل الأمهات عن السبل الهادفة إلى تحسين أداء أبنائهن الدراسي بهدف الوصول إلى مستوى عالٍ من التحصيل. وفي الموازاة، يؤكّد الخبراء على أن هناك طرقاً عدّة لتعزيز وتنمية الإستيعاب لدى التلامذة.

 

كشفت دراسة حديثة أن خللاً في الذاكرة العاملة أو ما أطلقوا عليه إسم "صندوق التخزين المؤقّت بالمخ" قد يفسّر سبب عجز طفل عن إتقان القراءة أو تذكّر ما ورد بكتاب التاريخ أو إخفاقه في اختبار مادة الجبر. وأوضح باحثون بريطانيون أن ما يصل إلى عشرة بالمائة من الأطفال في سن المدرسة قد يعانون من ضعف في هذه الذاكرة، ويُعتبر العديد من الأطفال الذين يعانون من ضعف في الذاكرة العاملة كسالى أو بلداء الفهم، ولكن بالإكتشاف المبكر والتغذية السليمة والتدريب على تنشيط الذاكرة يمكن تحسين مستوى العديد من الضعفاء.


الغذاء وذاكرة الطفل

تشرح خبيرة التغذية في مستشفى الحمادي أميمة عبده "أنه يمكن تعزيز أداء ذاكرة الطفل من خلال الغذاء". وتضيف: "إن الذاكرة هي عبارة عن آلاف الخلايا العصبية التي تعتمد في احتفاظها بالمعلومة، ثم تذكّرها وقت الحاجة إليها، على مجموعة من الناقلات العصبية والكيميائية. لذا، فهي تحتاج إلى مواد خاصة تساعدها على إتمام عملياتها بكفاءة". وتعدّد المواد الهامة لخلايا الذاكرة، بـ:

_ "حمض أوميغا 3": وهو حمض دهني يدخل في تركيب خلايا المخ، متوافر بشكل جيّد في الأسماك والمأكولات البحرية.

_ سكر الغلوكوز: مصدر أساسي لطاقة الدماغ، يوجد بشكله المبسّط في جميع أنواع الفاكهة.

_ الفيتامينات: الفيتامين E المتواجد بكثرة في زيت الزيتون والفيتامينC  المتواجد في الليمون والبرتقال والطماطم والفلفل بأنواعه، فضلاً عن الفيتامين B6 الذي يعمل على إنتاج مزيد من المرسلات العصبية التي تحمل المواد المحفّزة للذاكرة. وتحذّر عبده من أضرار تناول الفيتامين B6 على هيئة حبوب أو كبسولات لأن زيادة الجرعة عن حدّها الطبيعي قد يسبب التسمّم! لذا، يجب تناوله من مصادره الطبيعية، أبرزها الحبوب الكاملة، كجنين القمح والبقول والموز والبطاطس. كما أن هناك مادة تُدعى "كولين" وهي من مشتقات الفيتامين B هامة جداً لعملية التذكّر، إذ تعمل كوسيط لنقل المعلومات بين خلايا الدماغ ويمكن الحصول عليها بالمداومة على تناول الخضر والحبوب الكاملة، وكذلك فيتامين B12 من مصادر منتجات الأجبان والحليب واللحوم.

_عناصر (الزنك والحديد والفوليك أسيد): مفيدة في غذاء الأطفال لأنها تضاعف من قدرة التذكّر إلى درجة أربعة أضعاف من القدرة العادية.

_ مضادات التأكسد الموجودة في الفاكهة الطازجة التي تحافظ على خلايا الذاكرة من التلف.

_ الطعام الغني بالكوليسترول مفيد جداً للدماغ وللذكاء والذاكرة. ولعلّ أغنى الأطعمة بالكوليسترول هو صفار البيض.


خطوات مفيدة

تنشّط بعض الأغذية القدرات الذهنية، شريطة إدراجها بصورة دائمة ضمن لائحة طعام الطفل. وفي هذا الإطار، تنصح الأم باتّباع الخطوات التالية: 

·         إحرصي على تقديم الغذاء المتوازن لطفلك وتشجيعه على تناوله.

·          يجب أن تكون الخضر والفاكهة الطازجة في متناوله، لأنها مصدر لمجموعة من الفيتامينات العادية الهامة.

·         تأكّدي من حصول طفلك على كمية مناسبة من السوائل (الماء والعصير).

·         أبعديه، قدر الإمكان، عن المنبّهات (القهوة والشاي والكولا) لتأثيرها السلبي على المخ.

·         تعمل الشوكلاته والحلويات على تحسين الأداء العقلي والذاكرة، إذا تمّ تناولها بكميّات معقولة ومتوازنة.

·          إحرصي على تناول صغيرك لوجبة الإفطار، فهي تمنحه الطاقة اللازمة لنشاطه الجسدي والعقلي، وتشعره بالشبع.  

·          يعزّز تقديم كلّ من البيض والمأكولات البحرية الغنية بالأوميغا 3 والزبيب والجوز وزيت الزيتون للطفل خلال سنوات عمره الأولى، مستوى ذكائه.   


الذاكرة وأسلوب الحياة

بالمقابل، يجب الحرص على أن يقوم طفلك، ب:

*النوم العميق: أكّد العلماء أهمية النوم العميق في شحن الذاكرة ودعم القدرة على تعلّم اللغات. وفي هذا الإطار، قدّم باحثون في جامعة شيكاغو دليلاً يبيّن أن نشاط الدماغ أثناء النوم يعزّز من قدرات ومستويات التعلّم. وللنوم تأثيران على الأقل على التعلّم، فهو يقوّي الذاكرة ويحميها من التشويش أو التآكل، كما ينعش أو يستعيد الذكريات القديمة.

* الرياضة: تلعب الرياضة دوراً في صفاء الذهن والعقل وتنقّي الجسم من السموم، كما تزيد كمية الأكسجين الواصلة إلى خلايا الجسم، ومن بينها خلايا الدماغ.

نصائح للأمهات

إن إفراط طفلك في تناول الدهون والنشويات يؤدّي إلى ارتفاع الدهنيات في الدم أو إلى تضيّق الشرايين، ما يعوق حركة الدم في الشرايين، فبالتالي تقلّ تغذية الدماغ وتضعف الذاكرة.