السكري من أمراض العصر، الذي يصيب الإنسان في مختلف مراحل عمره، من لحظة ولادته وحتى شيخوخته، لكن اصابة الطفل به تتطلب عناية خاصة من دون التضييق عليه، مع الحرص على أخذ الجرعات العلاجيَّة في وقتها، فأي اهمال في ذلك يعرِّضه لارتفاع أو انخفاض مفاجئ لسكر الدم وبالتالي تعرُّض حياته للخطر وربما الوفاة. ولأنَّ الطفل كثير الحركة ولا يحب تقييده، كان لا بد من الاهتمام بكل تفاصيل محيطه لتوقي الحيطة والحذر وبخاصة غرفة نومه.
«سيدتي وطفلك» التقت بالدكتورة هيفاء عبد العزيز، اختصاصيَّة طب الأطفال، لتوضح لك كيف تجهزين غرفة طفلك المصاب بالسكري، وأهم المتطلبات التي يجب الانتباه لها.
بداية أوضحت الدكتورة هيفاء أنَّه لا بد من مراعاة الآتي:
ـ احرصي أن تكون غرفة نوم طفلك قريبة من غرفتك الأساسيَّة.
ـ لا بد أن يكون مع طفلك مرافق يبيت معه يكون على دراية بالإسعافات الأوليَّة لو احتاج لذلك.
ـ يفضل أن تغطى الحواف الخشبيَّة والحواف الحادَّة للسرير بقطع من الإسفنج أو القطن تفادياً للاحتكاك بها وتعرُّضه للجروح؛ لأنَّ مريض السكري أكثر عرضة لحدوث التهابات الجروح، وتأخر التئامها.
ـ ضعي جهاز انذار يربط غرفتك بغرفة طفلك يكون بالقرب من السرير في حال تعرُّضه لهبوط أو ارتفاع مفاجئ في سكر الدم.
ـ اهتمي بشراء الألعاب التي تساعده على الحركة والابتعاد عن الألعاب التي تجعله يجلس فترات طويلة مثل البلاي ستيشن والألعاب الإلكترونيَّة.
ـ اختاري ألوان طلاء هادئة مليئة بالتفاؤل مثل الألوان الفاتحة من الأزرق، والأصفر، والأخضر، والابتعاد عن الألوان الغامقة أو الفاقعة التي توثر في العين وتركيزه.
ـ انتبهي لأعراض السكري مثل التبول اللاإرادي لدى طفلك، لذلك لا بد من اختيار الفراش المصنوع من الألياف الطبيعيَّة، من ألياف جوز الهند المغلفة بمادَّة مطاطيَّة ومضادة للماء، والغطاء من القطن الناعم.
ـ أعراض هبوط السكري بالنسبة للطفل قد تجعله يتصرَّف بحركات غير طبيعيَّة كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته، أو يفقد التركيز فيفضل تخفيف الغرفة من الأثاث الكثير، ويكون منتصف الغرفة فارغاً كنوع من الأمان، ويفضل كساء أرضيَّة الغرفة بالسجاد أو الفينيل.
أسباب هبوط نسبة السكر في الدم لدى الطفل:
ـ عدم أخذ وجبة طعام أو تأخيرها مع أخذ الأنسولين.
ـ أخذ كميَّة من العلاج أكثر من الكميَّة المحدَّدة.
ـ ممارسة الرياضة لفترة طويلة من دون أخذ وجبة خفيفة قبل ذلك أو بعده.
ـ عدم الاهتمام بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسيَّة، لذلك لا بد من إضافة ثلاجة صغيرة داخل الغرفة تحتوي على العصير وفاكهته المحبَّبة لديه لإسعافه في وقت الحاجة.
وأخيراً يجب أن تكون معاملة الأهل للطفل المصاب بالسكري طبيعيَّة جداً، وتجنب الخوف الزائد والإفراط في تدليل الطفل بحجة أنَّه مريض، لأنَّ هذا يوجد لديه نوعاً من التوتر النفسي، بل على العكس يجب أن نوفر له جواً من الود والتفاهم. فالتعامل الطبيعي مع توخي الحيطة والحذر يعدُّ من الأركان الأساسيَّة للتحكم والتعايش بأمان مع السكري.