الحمل والشهور التسعة هي الشهور التي تكثر حولها الاستشارات والممنوعات والمسموحات، ولذلك تجد الخرافات وأساليب الدجل والشعوذة طريقها نحو المرأة الحامل التي تحمل بداخلها روحاً بريئة، ولكن رغم ذلك فهي لا تسلم من الاستغلال، سواء سلباً أو إيجاباً، ومن هذه الطرق التي استخدمت قديماً لاستغلال الحامل وظلت متوارثة على مر الأجيال، ورغم التقدم العلمي والحضاري ما يلي:
• يعتقد أن الحامل إذا ما وقفت على ظهر أي مريض يعاني من مرض في ظهره فإنه يشفى حالاً، ويتم البحث عن حامل في شهورها الأخيرة خصيصاً لهذا الغرض لعلاج المزارعين البسطاء الذين يعودون منهكين من حقولهم في المساء.
• يطلب من الحامل أن تدعو أثناء المخاض للغائب؛ كي يعود وللمفقود بالعودة لأهله، أو المقتول أن يفك سر قتله، وتجهز أسماء من يرغب بالدعاء، وتُتْلَى على الحامل، وهي تتألم وتتوجع؛ لأن الله قطعاً سوف يسمع دعوتها، ويعتب عليها إذا لم تذكر جارة عاقراً بالدعاء أو ابن أخرى يعاني من مرض عضال بالشفاء.
• إذا ما سافر شخص ما، وتذكر شيئاً ولم يأخذه معه في السفر، وعاد إلى بيته والتقى في طريق عودته بامرأة حامل فقد كانت تحبس في بيتها حتى يعود المسافر من سفره؛ خوفاً من أن يعود ثانية، ولأن السفر كان مرهقاً في القديم حيث كانوا يسافرون على ظهور الجمال والخيل.
• في حال قامت امرأة حامل بالمرور من فوق رضيع أو طفل لم يمشِ بعد وهي في طريقها، فعليها أن تكفر عن خطئها وتستمر برعاية الطفل، وتقديم الكسوة والطعام له؛ حتى تضع حملها؛ خشية أن يصاب بمرض ما؛ لأن المثل القديم يقول: «قرصة الحية ولا فقشة الحبلة».
والآن عزيزتي الحامل هل أنت مستعدة لتقبل هذه الأحكام والقوانين في مقابل أنك لم ترتكبي ذنباً، وكل ما فعلته أنك تحملين طفلك المنتظر الذي تتلهفين عليه بين أحشائك؟!