إذا كنت زوجة أو ابنة، أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم، وعسى أن يكون رجلك ذكياً.
هي: ماذا عن أحلامي؟
كم هي مملة هذه الحياة، هذه الرتابة اليومية التي أصبحت أحفظها، وأعلم كيف سيمضي يومي منذ أن أصحو. زهقت ومللت ولم أعد أتحمل هذه الحياة التافهة، زوجة السيد أحمد، أصبحت زوجة السيد أحمد ولم أعد أعلم ما هو اسمي، وما هي شخصيتي وصفاتي، وأنا وأحمد وقصة الحب الجميلة من أيام الجامعة، وأتذكر كيف كان منجذباً لي، وكيف اعترف بإعجابه بشخصيتي القوية، وطموحي، وكيف بنينا أحلامنا معاً، أقول أحلامنا، والواقع يقول إن أحمد حقق كل أحلامه، بينما بقيت أحلامي نائمة ولم تتحقق، ربما لأن أحلامنا لم تجمعنا معاً،
لطالما تحدثنا عن مشاريعنا في إدارة الأعمال معاً، فقد تخرجنا من نفس الجامعة وفي نفس الدفعة، ولطالما كان يشجعني على المزيد من البحث واستكمال دراستي العليا، ولكنني في النهاية أقبع في هذا المنزل، والذي تلقبه صديقاتي بقصر الأحلام، أحمد أصبح مستشاراً مالياً وخبيراً اقتصادياً، وخبرته الواسعة في هذا المجال جعلت الشركات تتهافت لتحصل على موعد معه، كل شيء متوفر لي، ودوري الوحيد هنا هو الطلب لينفذ الجميع. الطباخ، السائق ومديرة المنزل، الجميع ينتظر إشارة، دوري الآن هو فقط أن أطلب لتنفذ طلباتي، ليس لي أي دور بالعطاء، وإن كان فهو فقط أن أقدم الابتسامات، وتمثيل السعادة والرضا أمام أحمد، حتى حواراتنا أصبحت عبارات قصيرة نتبادلها، يحدثني عن برنامجه اليومي الذي سيكون مزدحماً بالتنقلات والمواعيد والمقابلات، وأبتسم بوجهه نفس الابتسامة البليدة، وهو يخبرني عن المهام التي سيقوم بها، لا أشك في حبه لي وعطائه ليسعدني، ولكني لست بحاجة لكل هذا، حاجتي الكبيرة هي للعطاء وليس الأخذ، أريد أن أصحو في الصباح لأتطلع ليوم منجز يشعرني بالزهو، ويكلل طاقاتي وقدراتي، أريد أن أقدم شيئاً مفيداً وعملاً أفخر به، لا هذه الحياة السطحية والتافهة، سئمت من الكوافير وصالون التجميل، والنادي الرياضي وجلسات الصديقات، والأحاديث البليدة، في البداية استمتعت فالتجربة كانت جديدة، ولكني الآن سئمت ولا أعتبر هذه العيشة هي الطموح الذي كنت أحلم بالوصول إليه، هل بعد تحقيق الحلم تصبح الحياة رتيبة ومملة؟ أم أنها الأحلام المادية؟ وبعد الوصول للهدف وتحقيق الاستقرار المادي، أليس من المفروض أن يستمر الحلم؟ أم ربما يأخذ مساراً آخر، بل أن نصل لغايتنا ونعيش الرتابة فالحياة تصبح مملة، وأحمد لا يبادر ويسألني عن أحلامي، وأنا دائمة السؤال عن أحلامه ومشاركته أفكاره، فلماذا لا يبادر ويسألني؟ لماذا يزعم أن هذه أحلامي؟ يحولني لامرأة سطحية الأفكار والاهتمامات، وينسى أنني كنت زميلته الجامعية والفتاة المثقفة الطموحة؟ ماذا عن أحلامي؟ لست أنانية ولست منسحبة من مشاركته الحلم، لكن أحلامي هي النجاح، وأنا أعيش نجاح أحمد فقط.. فما هو دوري؟
ربى (31 عاماً – زوجة وربة منزل)
إذا كنت زوجاً أو أباً، أو أخاً أو زميلاً وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك، قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم، ولعلها تكون ذكية.
هو: لأنني أحبها أريدها أن تظل ملكة في حياتها
ربى زوجتي تتمتع بشخصية قوية ومعطاءة، وأنا أتفهم حاجتها هذه وإحباطها؛ لأنها الآن وحسب قولها في بعض الأحيان مجرد ربة منزل، لكنني لا أراها ربة منزل، إنها في نظري ملكة لهذه المملكة التي صنعتها لها، وتوجتها فيها، تعترف لي كيف تحسدها صديقاتها على حياتها هذه، فهي في النهاية تزوجت من الشخص الذي أحبته وأحبها، وحققت كل أحلامها ووصلت للرفاهية والسعادة.
أشعر بعدم سعادتها لأنها تشعر بتقيد، ولا تجد دوراً لها في حياتنا اليومية معاً، فأنا منشغل بعملي طوال الوقت، وهي بين المنزل وصديقاتها، لكن هذا الوضع مؤقت، ولن يستمر عندما نرزق بطفل، أشعر بأنها أحياناً تتمنى لو أجلس معها وأسألها عن أحلامها وطموحها كما كنا نفعل في السابق، لكنني لا أريد أن أشعرها أنني أحلم أن يكون لنا طفل؛ لأنني أريد أن يكون هذا حلمها، ولا تظن أنني أحلم ثانية، ولا أريد أيضاً أن أشعرها وكأنني أنا الذي أطلب هذا.
حياتنا، أنا وربى، لازالت في بدايتها، فلم ترزق بعد بطفل ليشغل حياتها ويملأها، ويجعلها تقدم ذلك العطاء الذي تتمناه، وأنا حريص جداً أن لا أتفوه بأي كلمة تخص موضوع الإنجاب؛ كي لا أجعلها تفكر بأنني بحاجة لطفل، وإن فكرت فهو لها وليس لي، متأكد أنها سوف تستقر قريباً بعد أن تحمل وتنجب، ومثلما حدسي أخبرني بأنني سأتزوجها يوماً عندما كنا بالجامعة، وسأبني هذا المستقبل الذي أعيشه، فحدسي الآن يخبرني بأننا قريباً سنرزق بطفل يجعل حياتها مليئة بالحيوية، ويقتل تلك الرتابة التي تعيشها، ولأنني أحبها أريدها أن تظل ملكة في حياتها. ما معنى أن تعمل؟ فنحن لسنا بحاجة لمردود عملها المادي، بالإضافة إلى الوقت الذي ستقضيه خارج المنزل، والجهد الذي ستبذله، وستضطر للتعامل مع أشخاص قد لا تستسيغهم.
أن يكون لدينا طفل هو الحل الوحيد لمشكلتها، وقد يخونني التعبير إن استخدمت كلمة حل ومشكلة، فأنا لا أريدها أن تفهم وكأنني أجلب لها لعبة تشغل نفسها بها، فالأمر ليس كذلك، لكنني مقتنع الآن أنه قد آن الأوان بعد أن حققنا استقرارنا المادي أن نبدأ بتحقيق حلم آخر يجلب لنا الاستقرار العائلي، وربما عدم تحدث ربى في هذا الموضوع وتكتمها سيجلب لها أفكاراً سلبية ويوترها أكثر، أتصور من الحكمة أن أبادر أنا وأصارحها بأنني أشعر بما تعانيه وبأنني لازلت أحلم معها، وكم أحبها.
أحمد (32 عاماً - مستشار مالي)