المياه الآسنة تسبّب جرثومة المعدة

يطلق على جرثومة المعدة إسم «هيليكو باكتير بيلوري»، وتعود أبرز أسباب الإصابة بها إلى تلوّث المياه، علماً أنّها تنتقل عن طريق الإتصال المباشر بالخروج أو بالفم، وتسبّب في حال إهمال علاجها السرطان. وتنتج عنها آلام وتقرّحات والتهابات في جدار المعدة، وقد تتطوّر لتصبح مسؤولة عن عدد من أنواع السرطانات.

وإذ توجد هذه الجرثومة أصلاً في المعدة، يرتفع عدد المصابين بها، خصوصاً في صفوف البالغين وكبار السن، مع الإشارة إلى أنّها متعلّقة بنمط الحياة ونظافة البيئة المحيطة، وخصوصاً المياه. وهي تسبّب عدداً من الأمراض الأخرى كمشكلات في الجلد وفقر الدم والنقص بالحديد... 

"سيدتي" تسلّط الضوء على جرثومة المعدة، من خلال الحوار الآتي نصّه مع الإختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي الدكتور خليل بدران.

- هل تشكّل جرثومة المعدة السبب الرئيس للإصابة بالسرطان؟

لا تعتبر هذه الجرثومة السبب الوحيد المسؤول عن الإصابة بسرطان المعدة، بل هناك مجموعة من العوامل الإضافيّة التي تساهم في تطوّرها إلى السرطان، كالعوامل الوراثية ونوعية الطعام ونمط الحياة السيّئ (التدخين وشرب الكحول والتعرّض للضغط النفسي).

- ما هي النتائج السلبيّة لهذه الجرثومة على المعدة؟

تسبّب هذه الجرثومة حريق المعدة، علماً أن هذه الحالة تختلف عن الإصابة بحرقة المعدة، وذلك نتيجة الإلتهابات في غشاء المعدة بسبب ازدياد الضغط النفسي أو الإصابة بالجرثومة أو بفائض من الأسيد أو بتقرّحات في الأنسجة المغلّفة للمعدة. ورغم أن هذه الآلام مزعجة ومرحليّة، إلا أنّه لا ينتج عنها اشتراكات خطرة، سوى عند تطوّر الحالة إلى السرطان.

 

الفحص بالمنظار

- كيف يتمّ التشخيص؟ وهل من فحوص طبية معيّنة يجدر الخضوع إليها للكشف المبكر؟

لتشخيص المشكلة، يطلب الطبيب المتخصّص فحوصاً للكشف عن وجود هذه الجرثومة لدى الأشخاص المعرّضين، كمن يعاني أحد أفراد عائلته من سرطان المعدة أو من آلام متقطّعة في المعدة أو من بعض مشكلات الجلد. ولهذه الغاية، يتمّ الخضوع إلى فحص الخروج أو فحص النفَس أو فحص للدم، وذلك من خلال خزعة تؤخذ حين إجراء الفحص بالمنظار.

- ما هو العلاج الأنسب لهذه الجرثومة؟

في حالة الإلتهاب العادي، يؤخذ علاج فموي هو عبارة عن مضادات حيوية ومضاد الأسيد، وترتفع نسبة الشفاء إلى 90%، فيما تخضع نسبة 10% الباقية إلى تغيير المضاد الحيوي وطريقة تناول الدواء وإضافة أدوية. أمّا إذا تطوّرت الإصابة إلى السرطان، فيتمّ العلاج الكلاسيكي للأمراض السرطانية بالجراحة أو الكيمياء، وذلك حسب تطوّر المرض. وقد تطال هذه الجرثومة الأعمار كافة، حتى الأطفال، علماً أن علاجهم مطابق لعلاج البالغين.

 

حرقة المعدة

- ماذا عن الحرقة وأعراضها؟

تعود الإصابة بالحرقة إلى نوعيّة الغذاء. وتتمثّل الخطوات العلاجيّة الأولى، في  تحاشي تناول كل أنواع المقالي والدهنيات (الأجبان والحليب الكامل الدسم وبعض أنواع اللحوم) والحمضيات وعصائر الليمون والبرتقال والبندورة لأنها تحتوي على الأسيد والقهوة والشاي والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأن هذه الأخيرة تؤثّر على الفتحة الموجودة على مدخل المعدة فتسبّب ارتخاءها، وتسمح بالتالي بعودة أسيد المعدة من خلال المريء. كما يجدر الإمتناع عن الوجبات الغنية بالتوابل والبصل والحلويات التي يدخل النعناع أو البهار في مكوّناتها الرئيسة. ولعلّ المشكلة هي غياب النظام الغذائي العام، لذا يجدر بالمصاب  مراقبة المواد الغذائية التي تزعجه وتنتج الأعراض، علماً أن الأطعمة الغنيّة بالألياف (الفاصولياء والعدس والحمص) تخفّف المشكلة.

- هل من عوامل تساهم في تفاقم مشكلة حرقة المعدة؟

إن عدوّي الهضم الأساسيين، هما: التدخين والكحول. وهناك بعض العادات التي تساعد على ظهور الحرقة كالنوم مباشرة بعد تناول وجبة الطعام، ما يعيده نحو المريء أو ممارسة أنواع الرياضة بعد أية وجبة باستثناء المشي أو ارتداء الملابس الضيّقة، وخصوصاً الحزام. وتلعب زيادة الوزن دوراً في هذا المجال لأن البطن الكبير يضغط على المعدة، كما تناول بعض الأدوية كمضادات الإلتهاب غير الستيروييدية والتي تخفّف من حماية غشاء المعدة وتساهم في ظهور آلام المعدة! وتتعرّض الحوامل لهذه المشكلة خلال الفترة الأخيرة من الحمل لأن الجنين يضغط على المعدة.

- ماذا عن دور العامل النفسي في الإصابة بالحرقة؟

للضغط النفسي دور بارز في هذا المجال، إذ يبطئ عملية المضغ فتفرز المعدة كميّة كبيرة من «الأسيد» لتعوّض عن النقص الحاصل. كما أن الجهاز الهضمي متّصل بالجهاز العصبي، ويسبّب الضغط النفسي زيادة في إفراز السائل الهضمي، ما يجعل المرء يشعر بحرقة المعدة.

وتجدر الإشارة إلى أن تكرار مشكلات المعدة قد تسبّب التهابات للمريء واشتراكات مزعجة كالتقرّح.