إذا كنت زوجة أو ابنة، أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك، قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم، وعسى أن يكون رجلك ذكياً.
هي: سكوتي أوصله إلى هذه الدرجة من اللامبالاة والأنانية
لست من اللواتي يعاتبن أو ينتقدن طوال الوقت، فأنا أصبر، وأصبر، وأصبر ومن ثم أعيش حالة الانفجار الذي يخزن أحداث عام مضى وعام قادم، هذا لا يعني أنني شخصية حقودة، أو كما كانت تقول لي والدتي رحمها الله (قلبك أسود) على العكس فقلبي أبيض وطيبتي يشهد لها الجميع، ولولا هذه الطيبة وذلك الصبر لما كنت قد استمريت في زواج دام خمسة وعشرين عاماً ليتوج بشابين وسيمين يشهد بأخلاقهما ونجاحهما.
كم من عام مضى وأنا الآن على أعتاب العقد الخامس من عمري، ولم أر يوماً من زوجي محسن مساعدة أو دعماً، لا أدرى كيف سمي محسن؟ أين إحسانه؟ هل أتحدث عن خمس وعشرين سنة ماضية؟ وهل ستكفي هذه السطور؟ ولكن لأتحدث عن الأحداث الأخيرة التي جعلتني حقاً أفكر بالانفصال، ولن أكترث ماذا سيقول الناس ونحن في هذه السن؟
ربما صبري الذي استمر أكثر من عشرين عاماً أدى إلى تمادي محسن في معاملته لي، ونعم أنا السبب، فسكوتي هذا أوصله إلى هذه الدرجة من اللامبالاة والأنانية، قبل عدة أعوام مرضت واضطررت إلى إجراء عملية جراحية، كان محسن حينها في رحلة عمل؛ لذا قضيت فترة نقاهتي في منزل أختي التي عاملتني هي وزوجها وأولادها كالملكة، ولكن للأسف لم أشف تماماً وخضت عملية أخرى بعد عدة سنوات، وعلى ضوئها أخذ محسن إجازة لمدة شهرين من العمل ليكون بقربي ويراعيني، ولا أريد أن أفجعكم وأثير غيرتكم إن أخبرتكم أسلوب مراعاة محسن لي، هل من عقل يتقبل أن أكون طريحة الفراش وزوجي المصون يعد لنفسه فطور الصباح بدون أن يسألني إن كنت أرغب بتناول الفطور أو ماذا أحب أن أتناول، ويأتي وقت الغداء فيجهز ما تشتهيه نفسه وأنا أشم الروائح تفوح من المطبخ لتصل لجميع أرجاء المنزل، ثم يحل الصمت، والهدوء التام الذي يدوم ساعة تقريباً أسمع بعدها صوت الماء معلناً غسل الصحون، محسن لم يأت لغرفتي، ولم يسألني إن كنت بحاجة لشيء، ولا حتى يبادر بتقديم شيء، نعم وأنا صامتة ثم يأتي وقت العشاء فأشعر بالجوع وأذهب للمطبخ أتناول قطعة خبز وأعد لنفسي كأساً من الشاي، ليس هنالك حتى بقايا طعام، أذهب إليه وأسأله متعجبة عن الروائح التي شممتها، وأين الطعام؟ ليجيبني بأنه قد تغدى ويطلب مني أن لا أقلق بشأنه.
أقسم أنني لا أبالغ وهذا هو الواقع الذي أعيشه مع محسن، والذي جعلني الآن أنفجر، بعدما أشعل ابني فتيلة الانتقاد، عندما ذهبنا لرحلة (عائلية) لمدة ثلاثة أيام وفي إحدى الصباحيات أربكنا بجوعه، ونحن لا زلنا نبدل ملابسنا فطلبنا منه أن يسبقنا لنلحق به بعد خمس دقائق، فكانت فعلاً خمس دقائق وجدناه في مطعم الفندق جالساً على طاولة صغيرة وكرسي واحد، نعم... كرسي واحد، هذه هي العائلة بالنسبة لمحسن، وهذا هو زوجي العازب، يعيش حياة العزوبية وهو زوج وأب، انزعج ابننا وانتقد تصرفه، وأنا هنا انفجرت وتذكرت قول أمي رحمها الله بأن هدوئي الدائم يسبق عاصفة كبيرة.
نجلاء (49 – ربة منزل)
إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية.
هو: المشكلة ليست بي بل بأسلوب تفكيرها
كما يقول المثل (احترنا يا قرعة من وين نبوسك)، ماذا أفعل مع نجلاء التي لا تقدر كل ما أفعله من أجلها وتتهمني الآن بالأناني والأعزب وأنا كل ما أفعله هو في سبيل راحتها، هل أكافأ على صبري وكوني لا أطلب شيئاً ولا أسبب لها أي ضغط أو التزام، بأن تصورني بهذه الصورة البشعة، وتنفجر أمام ابني معلنة عدم تحملها بعد الآن لطباعي وأنانيتي؟
كونوا الحكم استحلفكم بالله، فلو كنت أنانياً فلماذا أطلب إجازة من عملي وأجلس معها في المنزل عندما أجرت عملية جراحية؟ طوال وجودي معها لم أطلب منها أن تلتزم بي، ولم أشكل أي ضغط عليها، كنت أعد طعامي بمفردي، وأغسل ملابسي بمفردي، حتى المكان الذي أجلس فيه كنت أرتبه، لم أطلب منها أبداً أن تجهز لي أي شيء وكنت أتدبر أمري، فهل أعتبر أنانيا إذاً؟ فجأة تأتي الآن بغضب شديد واتهامات ليست حقيقية، فلماذا لم تخبرني في حينها؟ لماذا لم تطلب مني؟ كنت بجانبها طوال الوقت، وإن كانت صامتة، ولا تتحدث فكيف لي أن أعلم ماذا تريد؟
هن النساء هكذا، وهذا ما يتعبني، يتصورن بأن على الرجل أن يقرأ أفكارهن، ويقدم لهن ما لم يقلنه، وكأننا خلقنا لنحل الألغاز، الحياة أبسط من هذا، فبعد عشرة السنوات الطوال هذه كان على نجلاء أن تتذكر قبل أن تنتقدني بأنها ما من مرة طلبت مني شيئاً ولم أفعله لها، كما أنها تدرك جيداً بأنني لا أقدم بدون طلبات من المقابل؛ لأنني أكره أن أفرض نفسي أو رأيي أو حتى خدماتي على أحد مهما كان قريباً مني.
تقييم نجلاء ليس سليماً؛ لأنها لا تقيم النيّة وهي الأساس بل تقيم النتائج، وللأسف تفكيرها معقد وليس بسيطاً وقد يدخلها في مشاكل لا داعي لها ولن يتأثر أحد غيرها، أما بالنسبة لحادثة المطعم الذي تحدثت عنه فهذه كانت مرة واحدة عابرة بسبب معرفتي بأسلوب ابننا عصام عندما يجهز نفسه ليذهب لمكان، وأنا كنت جائعاً جداً وطريقة تناولي للإفطار سريعة بالإضافة إلى أنني عندما ذهبت إلى المطعم لم أجد سوى طاولة لشخص واحد فقلت لنفسي لا بأس سأتناول فطوري بسرعة لأنني أعلم أنهم سيتأخرون، وهذا فعلاً ما حدث، فقد قدموا عندما انتهيت من تناول فطوري.
صدقوني المشكلة ليست بي بل بأسلوب تفكيرها وطريقة تحليلها ومعالجتها للأمور، وأنا ليس بوسعي سوى أن أتحمل وأدع الأمور تمر بسلام، فليس من المعقول بعد هذا العمر وهذه العشرة أن نبدأ خلافات كان المفروض أن نبدأها في بداية أيام زواجنا وليس الآن.
محسن (56سنة – مدير حسابات)