لماذا لا يريدون أن نلتقي؟ ولماذا لم يتصلوا بي؟..
لا يمكنك لقاء أي شخص، وإن فعلت فلن يتجاوز الأمر أول أو ثاني موعد، ويبدو أن أصدقاءك دائماً مشغولون بأشياء أخرى، أمر مزعج حقاً، قد تشعرين بالارتباك وقد تنتابك الظنون، ولكن إذا كنت تشعرين بأن الجميع يتجنبونك، فالأمر كذلك على الأرجح، لا يتصرف معظم الناس بلؤم عمداً، ولكنهم قد لا يعرفون لماذا لا يرغبون بالوجود معك أو أنهم على الأرجح لا يعرفون كيف يقولونها، أنت منفرة بالنسبة لهم.
مجلة Psychologies سلطت الضوء على الموضوع وحللته على النحو الآتي:
إن القبول من قبل شخص لا يرتبط فقط بالجنس أو الانجذاب إلى طلة شخص، بل بالشعور بالانجذاب لشعور شخص ما.
أكبر ثلاثة عوامل جذب:
1 - الشعور بالقبول
2- الشعور بالاهتمام
3 - الشعور الجيد عند الوجود مع شخص ما
قد يلتقي الرجل الفتاة ذات الجسد الجميل، الذي طالما رغب به في شريك حياته، ولكن بمجرد بدئه بالكلام عن نفسه، ستتغير الصورة نحو الأقبح، وتؤدي إلى إصابة الطرف الآخر بالملل والنفور التام، فلا أحد يريد أن يشعر وكأن لا وجود له في علاقة؛ لأن الشخص الآخر منشغل بنفسه، قد تلعب الإطلالة دوراً في الجذب، ولكن عندما يتعلق الأمر بخلق وبناء العلاقات، فنحن جميعاً بحاجة إلى المزيد، مثل الشعور بالرضا من الوجود مع شخص ما، وهذا الشعور يأتي من الاهتمام والقبول والقدرة على الاسترخاء، وأن تكوني على سجيتك، ولكن المفارقة في الواقع تشير أن العلاقات الصحية مبنية على الذاتية، فإذا كنت أشعر بالقبول والراحة في صحبتك، فسوف أرغب بالوجود معك، أما إذا كنت أشعر بعدم الارتياح والتوتر فسأرغب بالابتعاد.
إن هاجس الحصول على الاهتمام هو في الواقع سلوك دفاعي، لعدم شعور الشخص بالأمان، والخوف من التعرض لانتقادات لعدم كونهم راضين بما فيه الكفاية، فحن لا نستطيع تغيير الآخرين، ولكن يمكننا تغيير ما نظهره إلى الآخرين لجذبهم، لأن ذلك أمر يخصنا.
* هل تنتقدين نفسك، وجهك، وجسمك، وشعرك، وسلوكك؟
* هل تحكمين على نفسك مقارنة بأشخاص آخرين وطلتهم، وتصرفاتهم وما حققوه، وما يمتلكونه؟
إذا أجبت بنعم فنضمن لك أنك تنفرين الناس.
أكبر ثلاثة عوامل تنفير:
1 –التعرض إلى الانتقاد / إطلاق الأحكام
2 - الشعور بالتجاهل
3 - الشعور بعدم الراحة
إذا كان هذا هو شعورك تجاه نفسك، فلماذا سيشعر أي شخص آخر بالراحة معك؟
هناك أشياء يمكنك القيام بها لتحسين صورة الذات لديك، وستساعدك بالتالي في الحصول على اهتمام وجذب الآخرين:
الترويج لقيمة أنفسنا
نعلن قيمتنا الذاتية في شكلنا الجسدي، بالصحة واللياقة البدنية، والمظهر والسلوك وطريقة اللباس.
إذا كانت طلتنا بالية، غير مناسبة، بظهر منحن، محبط، غير صحي، وببشرة وشعر شاحب، وزن زائد أو ناقص، فنحن ببساطة لا نبدو بحال جيدة ونفتقر إلى الحيوية، وكأننا أعلنا للعالم «أنني لا يهمني رفاهتي» ولا أهتم بملابسي، كما لا أهتم لنفسي.
تعزيزنا لأنفسنا
كما نروج أيضاً لقيمة أنفسنا في الطريقة والنبرة التي نتكلم بها عن أنفسنا والآخرين.
فإذا سيطر التفكير السلبي في رؤوسنا والانتقادات الذاتية في لغتنا، فتعاملنا مع أنفسنا غير لائق، إن عدم تقديرنا أنفسنا يجعلنا دائماً في انتظار وتأهب دفعاً للكمة مقبلة.
إن كونك باستمرار في موقف دفاعي يجعلك متوترة وقلقة، ما يبرمج الدماغ بسرعة لقبول الكراهية باعتبارها طبيعية ومقبولة في الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا تجاه أنفسنا والآخرين، ولذلك فإن اعتقدنا أنه لا بأس بإطلاق الأحكام على أنفسنا، فنحن من دون وعي نحكم على الآخرين.
وإن لم نرحم أنفسنا وقمنا بانتقادها فسننتقد الآخرين من دون وعي.
سنطلق الأحكام ونبحث على العيوب وأخطاء الآخرين، ونتدخل في شؤونهم لنشعر بشعور أفضل، وهذا ليس تصرفاً غير جذاب فحسب، لكنه يشعر الآخرين بعدم الارتياح، حتى إن لم نتمكن من تفسير السبب.
إذا كنت منفرة لنفسك، فأنت منفرة للآخرين أيضاً، والعكس صحيح أيضاً.
البدء في جذب الآخرين:
إذا بدأنا بما يأتي:
ـ إظهار العطف بدلاً من القسوة على أنفسنا.
ـ تجنب التوقعات الكمالية، وعدم إطلاق الأحكام على أنفسنا، وتقبل ما نحن فيه كأفراد.
ـ إظهار اهتمام حقيقي في حياتنا الخاصة، اكتشاف ما يشعل حماستنا وما يغيرنا وما يجعلنا ما نحن عليه.
سنتوقف حينها عن الشعور بالخوف من أنفسنا، وسنوقف الانتقادات المسيئة الدائمة، وسنبدأ بشكل طبيعي بالاسترخاء، وترك الأمور على مجراها، والشعور بالرضا عن ما لدينا لنريه للعالم والناس.
عندما نحب من نكون، سنصبح مرتاحين، وهادئين، وجاذبين، ومن أولئك الذين تعدّ صحبتهم ممتعة.
وعبر أنشطة مثل شرب القهوة معاً، أو الحديث مع صديق مقرب، يمكنك بدء إظهار بعض الاهتمام الحقيقي في الآخرين بدلاً من إضاعة الكثير من الوقت في القلق، إذا كانوا يعتقدون أننا جيدون بما فيه الكفاية.
توقفي عن تنفير الآخرين وانجذبي إلى نفسك
ننجذب كلنا إلى كل شعور جيد، إن شعرت بأنك في حالة جيدة سوف تبدئين بجذب الناس بثقة وخفة وسهولة معشرك.
أحيطي نفسك بأناس يمدونك بشعور رائع، وسوف ينتهي بك الأمر إلى أفضل شعور.