برئاسة وحضور الملكة نور الحسين ورعاية الشيخة الإماراتية فاطمة بنت مبارك، تمّ افتتاح مؤتمر «الأطفال العرب الدولي الثلاثين» في مسرح قصر الثقافة الكبير بعد تجديده بحضور مديرته لينا التل وعدد كبير من السفراء العرب والأجانب وضيفي الشرف: سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة «اليونيسف» الفنانة نانسي عجرم ونجم الكوميديا الأردني موسى حجازين. وحملت دورته الحالية شعار "حماية البيئة"، وحظي بتقدير الجميع على هذا الإختيار المناسب بعد زيادة تغيّر المناخ في صيف 2010 بالأردن إلى حار جداً بصورة غير مسبوقة، فأصبح من الضروري خلق حالة وعي بمخاطر الإحتباس الحراري والتلوّث البيئي على الأرض والطبيعة والأجيال القادمة، حتى ينتهج الطفل من سنواته الأولى مع أهله سلوكيات صديقة للبيئة.
نبّهت الملكة نور الحسين بكلمتها الإفتتاحية إلى وجود نقص وعي بيئي واسع في المجتمع العربي، ما يجعل من الضرورة أن تقوم حملات توعية وتثقيف بمخاطر التلوّث والإحتباس الحراري. وأبدت اعتزازها ببلوغ مؤتمر الأطفال عامه الثلاثين.
وحظيت هذه الدورة الإحتفالية بدعم كبير ومباشر من الشيخة فاطمة بنت مبارك التي وجّهت كلمة خاصة لضيوف المؤتمر ألقتها عنها مندوبتها مريم الرميثي عبّرت فيها عن فخرها بنجاح المؤتمر المستمر طيلة 30 عاماً فقالت: «قد كان حلماً تجسّد في عام 1980، والعمل الجاد والمخلص والرعاية من لدن الملكة نور الحسين جعلت منه منارة في التميّز والعطاء ومثلاً حقيقياً ناصعاً للنجاح باقتدار لما يجسّده من فرصة لبناء مستقبل الأجيال القادمة».
في صباح اليوم الأول من المؤتمر الذي سبق حفل الإفتتاح بساعات، أُقيمت ندوة حوارية بين وفود الأطفال المشاركين وضيوف الشرف في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي، فبدأ نجم الكوميديا الأردني موسى حجازين بسرد حكايا طفولته الفقيرة في القرية التي أكسبته عزة نفس وكرامة وحساً قومياً عالياً.
أكّد وزير البيئة الأردنية حازم ملحس الذي استضافه المؤتمر في ندوة خاصة جمعته بالفنانة نانسي بعدما كانت مقرّرة قبل ندوتها ـ بساعة ونصف ـ عدم قدرته على تحمّل التلوّث منذ كان طفلاً، حيث لقّب بـ«المشكلجي» لكثرة دفاعه عن نظافة البيئة طوال عمره حيث قال: "لا أتخيّل سكوتنا وصمتنا عن الطبيعة الملوّثة".
وشدّدت كلمة نانسي عجرم في الندوة على ضروة اهتمام الجميع بالبيئة حيث اتّسمت بعمق فكري كشف عن إجرائها بحثاً بيئياً كاملاً، أجرته قبل حضورها ومشاركتها في المؤتمر. فلم ترِد كما بدا للجميع من مشاركين وإعلاميين أن تكون نجمة المؤتمر فحسب، بل سعت لأن تكون مشاركة فاعلة فيه.
جاء اختيار الفنانة نانسي عجرم ضيفة شرف المؤتمر في دورته الثلاثين في مكانها لكونها المطربة التي يشترك الكبار والأطفال في حبّها وتقدير عطائها الفني الرفيع لهم. فلمّا صعدت على المسرح وألقت كلمتها، فاجأت الجمهور بغنائها وأمتعتهم بمقاطع متعدّدة من ألبومها الناجح «شخبط شخابيط».
واستحقّت نانسي في هذه الليلة الإحتفالية اللؤلؤية لقب «النجمة الماسية» بحضورها الفني والإنساني الذي جذب الأطفال الأوروبيين إليها. وأبدوا إعجابهم بها لأصدقائهم العرب وخاصةً النمساويين الأكثر حظاً بفهم معاني أغنياتها اللؤلؤية مباشرة من أستاذتهم المرافقة لهم إليزابيث والتي تجيد اللغة العربية بفضل أصدقائها العرب في النمسا.