امرأة ورجل
إذا كنت زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم... وعسى أن يكون رجلك ذكياً.
الأم: لا ينظر إلى حقيقته بل فقط يشترط
منذ طفولته وأنا أحاول المستحيل كي أعلمه الاستقرار على الرأي والثبات على قراراته، ولكن لا فائدة، كبر وشب على هذا التذبذب، والمشكلة أصبحت في تذبذبه هذا الذي شمل العائلة جميعها، أحياناً قراراته الشخصية وما يتعلق به سهل تقبله، عندما يتراجع عنه، ولكن قرارات مصيرية تتعلق بمستقبله وسمعتنا نحن كعائلة فليس مقبولاً هنا الذبذبة والتردد.
أخيراً وقبل أشهر تمكنا من إقناعه بالارتباط بفتاة، أجمع كل أفراد الأسرة أنها مناسبة له، فبالسابق كنت أعجب بفتاة ولكن والد فايز لا يحبذ لأسباب تخصه، والعكس أيضاً يحدث، ولكن هذه المرة هي الأولى التي نتفق عليها وبالإجماع، حتى أخوات فايز أحبوا الفتاة جداً، فهي من أسرة محترمة وشخصيتها مهذبة وخلوقة، جميلة ومثقفة، ماذا يريد أكثر من هذا؟ ما حجته الآن؟ ليست الحجج بل هو التردد القاتل.
خطبنا الفتاة منذ أشهر، وهل يعقل أن يتردد بالتواصل معها متعللاً دائماً بحجج ليس لها معنى؟، تارة يتحجج بانشغاله بالعمل وعودته متعباً ولا يستطيع أن يتصل بها أو حتى يرسل لها رسالة قصيرة، تارة أخرى أنه ذهب مع أصحابه للنادي الرياضي ولا يحب أن يتحدث معها برفقة أصحابه، مرة يقول بأنه نسي هاتفه، وأعذار كثيرة ومتكررة لدرجة أن الفتاة صارحته بأدب ذات يوم بأنها تشعر بأنه لا يريدها وليس معجباً بها.
جلست مع فايز جلسة حاسمة وواجهته بشخصيته التي لا يمكن أن تستمر على هذه الطباع، ولا يمكن لأية فتاة أن تتحمل هذا، أخبرته أن يصارحني بسبب ابتعاده عن الفتاة، وشرحت له أهمية الإسراع بالتحضير للعرس فلم يعد صغيراً، عمره الآن 33 عاماً، وأصدقاؤه الأصغر منه قد تزوجوا ورزقوا بطفل واثنين، كنت أريد أن أعرف وبصراحة سبب كل هذه الحجج، إن كان بقلبه فتاة أخرى فليصارحني؟ فليس من العدل أن يرتبط بفتاة وقلبه مع غيرها، ما الحل؟ إذ كان في السابق كلما أعجب بفتاة وصارحها، قالت له: «أنت مثل أخي»، وكذلك ليس من المنطق أن نشجعه على الاستمرار بهذا التردد فهو لن يستقر إلا أن يرتبط رسمياً، ويتزوج ويهدأ في بيته مع زوجته.
لم أتخيل رده على سؤالي عن السبب، وجدته يدور في رأسه ويتنقل بنظره بين حيطان الغرفة ويقول: (يعني ما شفتي كيفها؟ مليانة شوي، الله هداك، وأنت تعرفيني أنا ما أحب زوجتي تكون تخينة)، هل هذا هو السبب؟ لا أدرى أضحك أم أستهزئ أم أبكي؟ ألا يرى نفسه في المرآة؟ ولن أقول القرد بعين أمه غزال، فإن ابني ليس قرداً ولكن وزنه الذي كلما أراد تخفيفه زاد أكثر، فبحجة ممارسته للرياضة طعامه قد زاد، ما هذه العقلية السطحية، حتى لو تزوج ملكة جمال فقد تفقد كل حسنها في حادث، هل سيطلقها؟ ألومه أم ألوم تربيتي؟ هل هو المخطئ أم أنا؟ هل ربيته على أنه هو الأفضل وهو الكامل وهو المتميز لدرجة أصبح لا ينظر لحقيقته بل فقط يشترط؟ حقيقة لا أدرى.
أم فايز (57 – ربة منزل)
إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية.
الإبن: امرأة واحدة تكفي
أتفق مع من يقول إنه ليس هنالك شيء كامل في هذه الحياة، وأنا أيضاً أعترف بأنني لست كاملاً، ولا أتفق مع والدتي باتهامها لي أنني شخص مغرور، وأطلب من غيري ما لست عليه، فالأمر ليس كذلك أبداً، ولكن ما في رأسي لا يمكن أن أصارح به والدتي، وليس كل شيء يقال، أنا شاب عمري 33 عاماً، لديّ وظيفتي وأصدقائي وحياتي الأسرية مع والدي ووالدتي وإخوتي وأخواتي، سعيد بما لديّ وكل شيء في حياتي متكامل، أعلم أن لي أصدقاء قد تزوجوا وأنجبوا، وأنا لست ضد فكرة الزواج أبداً ولا أتحجج، بل أفكر أني عندما أريد أن أتزوج فأريد فتاة تملأ قلبي وعيني، ولأقولها بصراحة أكثر، نعم أحببت من قبل ولم أوفق، وكلما أعجبت بفتاة أكتشف أنها لا تبادلني الإعجاب، أو تواجه ببعض التحفظات من قبل أهلي، وينتهي الموضوع بأن أغلق الملف وأبحث عن ملف آخر.
اقتنعت أن أفضل الطرق للزواج هي الطريقة التقليدية والمتبعة في بلداننا المحافظة، وأعطيت الضوء الأخضر لوالدتي لتبدأ بالبحث عن فتاة مناسبة، لا يمكنني النكران أن أمي اختارت لي فتاة من عائلة ذات صيت طيب، أهلي وأهلها انسجموا، وكذلك هي تتمتع بشخصية محبوبة ومؤدبة، ولا أنكر أيضاً بأنها جميلة، وعندما أرتني والدتي صورتها قبل الخطوبة أعجبت بها ولم أتردد، ولكن في يوم الخطوبة فوجئت بأنها بدينة، الصور لم تظهر هذه البدانة، نعم فوجئت، ومن يومها وأنا لا أشعر بالانجذاب نحوها والسعي لأن نرتبط بسرعة، أنسجم معها نعم، ولكن ما أتحدث عنه هو الانجذاب.
حينما حاصرتني والدتي مستفسرة عن سبب تباعدي عن خطيبتي، أخبرتها الحقيقة بأنها بدينة، وربما والدتي استخفت هذا السبب؛ لأني لم أخبرها الحقيقة كاملة، فكيف لي أن أتجرأ وأقول لها إنني لا أنجذب لها؟ وإني رجل أحب المرأة الرشيقة، ولا أريد أن أتطلع إلى غيرها بعد الزواج.
هذه هي الحقيقة، أراها في أصدقائي الرجال الذين تزوجوا قبلي فقط ليستقروا، لكنهم في رأيي لم يستقروا، فهم لا يتركون فرصة تمر بدون التعليق على امرأة جميلة، أو صورة امرأة رشيقة، وأنا لا أريد سوى امرأة واحدة تملأ قلبي وعيني، ولا أريد أن أصبح مثلهم، هؤلاء الأصدقاء الذين تراهم والدتي كمثال، فهل لي أن أخبرها بهذا؟ لست قبيحاً، ولكني بدين بعض الشيء، وهذا أمر لا يعيبني، وأعمل على تخفيض وزني، ولكن زوجة المستقبل إن كانت بدينة من البداية فكيف ستكون بعد الحمل والإنجاب؟ أريد امرأة واحدة في حياتي، وإن لم يكن فلا أريد الزواج.
فايز (33سنة – صيدلي)
مواجهة جديدة بين أم وابنها: التردد القاتل
- شباب وبنات
- سيدتي - نت
- 02 نوفمبر 2015