إذا كنتِ زوجة أو ابنة أو أختاً أو زميلة، ولك موقف من سلوك أقرب الرجال إليك، فهذه الصفحة لك. قولي كلمتك له، فالذكي من الإشارة يفهم.. وعسى أن يكون رجلك ذكياً!
هي: لا يأخذ كلامي بمحمل الجد
كيف بإمكاني أن أشرح لصالح ما هي المسؤولية؟ مسؤوليته بأن يكون أباً لأطفاله!! بدأت أيأس ولا أجد فسحة أمل بأن يتغير أو يتطور أو مجرد يتجاوب مع ملاحظاتي. من وجهة نظره أن مسؤوليتي كأم أن أراعي الأطفال وأنتبه لطعامهم وشرابهم، نظافتهم وتربيتهم، دراستهم وصحتهم، بالإضافة إلى أعمال المنزل من طبخ وتنظيف وتسوق و..و..و... أما هو فمسؤوليته فقط هي توفير المادة. لا يريد أن يفهم أن المسؤولية التربوية تقع على عاتق كلينا، والمصيبة الكبرى هي عندما يقتنع بمسؤوليته التربوية، يبدأ بارتكاب الخطأ تلو الآخر، وشحن الأجواء بالتوتر والصراخ؛ لينتهي بنا الأمر بالشجار والزعل.
أصبحت أنفر منه ومن طباعه الفظة مع الأطفال، فهل يعقل أن يأتي من عمله مباشرة للمطبخ؛ كي يأكل ثم يذهب ليستحم أو ينام من دون أن يسأل عن أطفاله؛ أو حتى يلقي عليهم التحية؟؟ وعندما أنبهه، وأعاتبه أجده يقول لي ببرود: «الحين مو المفروض هم يجون يسلمون على أبيهم ويسألون عليه؟ ما تعرفين تعلميهم الأصول والأدب؟»! هذه هي إجابته. يتوقع من فهد 9 سنوات ومريم 8 أن يقدما له مراسيم الولاء والطاعة، ويرحبان بقدومه! كيف لطفلين صغيرين فعل ذلك، إن لم يتعلمان هذا من الكبار؟ أقولها له مئات المرات إن الأطفال يقلدوننا، وعلينا نحن أن نكون لهم المثال، فكيف لهما أن يفعلا ما لا يفعله هو؟ كم من مرة وعدهما بأمور ولا يفعلها، يعد مريم بأن يشاهد معها فيلماً على التلفزيون، ثم ينتهي به الأمر أن يتركها جالسة بمفردها تشاهد، بينما هو منشغل بهاتفه! أما فهد فآخر وعوده له أن يأخذه لشراء حذاء رياضة.. ماذا حدث؟ كالعادة خرج صالح ولا أعرف إلى أين؛ ليتركني أنفذ الوعد لفهد بدلاً منه!!
أقسمت ألا أذهب معهم إلى أي مكان بعد الآن، فإن ذهبنا إلى مطعم لا تخلو الجلسة من المشاحنات والتوتر، وأصبحت لا أطيق تصرفات صالح مع الأطفال، يفرض على مريم الوجبة التي ستأكلها، وإن تحدث فهد، بينما يكون صالح يتحدث معي، ينهره بحده قائلاً: «أنا نحجى ويا أمك ما تشوف وتسمع؟؟ تعلم الأدب وانتظر»! ماذا أقول بعد؟ حتى وإن اصطحبنا الأطفال إلى فسحة في الحديقة العامة أو مدينة الملاهي، فكل ما أسمعه هو صوت صالح: «مريم بس.. فهد تأدب.. مريم والله بعدين براويج.. فهد اسمع كلام».
لا أدري ماذا أفعل.. أشعر أن صالح لا يأخذ كلامي بمحمل الجد، وبدأت فعلاً أفقد الأمل بحياة عائلية هانئة وسعيدة.. أشعر بالخسارة والحسرة والنفور.. هل ما أطلبه كثير؟ أن يكون أباً لطيفاً؟ لا يهمني معاملته لي، ولا أطلب أن يغير تصرفاته معي، ولكن فقط الصغار، فهل هذه مسؤولية كبيرة لا يستطيع أن يقوم بها؟
هبة (37 سنة - ربة منزل)
إذا كنت زوجاً أو أباً أو أخاً أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم...ولعلها تكون ذكية!
هو: كل ما أريده هو فسحة للراحة
صحيح عندما يقولون «النسوان نقاقات» مو معقول هبة ونقها.. حقاً تعبت من تصرفاتها ومحاصرتها لي ومراقبتها لتصرفاتي، فهي تنتقدني على كل حركة، وتحاسبني على كل كلمة. تريد أن تربيني وكأنها تربي طفلاً ثالثاً، ولا يكفيها تربيتها لطفلينا.. تلوم تصرفاتي أمام الصغار، وتوبخني على تعاملي معهم وليس كأنني الأب الذي عليهما أن يحترماه. كيف إذاً يحترماني وهما يريان والدتهما تغضب مني أمامهما وتنهرني وتحدثني بحدة؟ كل ما أفعله بالنسبة لهبة هو عبارة عن سلسلة من الأخطاء، وللأسف الشديد فهي لا تقدم المساندة لي.
أحياناً كثيرة أعود من عملي مرهقاً، ولا أريد سوى تناول الطعام والنوم، لكن هبة ترسم صورة العائلة الهانئة التي يجب أن يتناول أفرادها الطعام على طاولة واحدة، ويتحاورون ويتبادلون حكاياتهم اليومية.. جميل ولكني لست بهذا المزاج ولا الطاقة وأصوات الصغار ستوترني؛ لذا أود الجلوس بهدوء وبمفردي للراحة ولأشحن نفسي. أما هبة فبدلاً من أن تتفهم هذا الوضع وتوفره، تستفزني أكثر، وتحاسبني عندما أنهض من النوم؛ لتتوتر الأجواء أكثر. لا أنكر أن تصرفي قد يكون أنانياً بعض الشيء، وأتقبل اتهام هبة لي، ولكن كل ما أريده هو فسحة للراحة بعد العمل؛ لأستطيع أن أقضي وقتاً جيداً معهم، فلا يمكنني أن أكون بمزاج جيد وأنا متعب!.
هبة قررت مقاطعتي إلى أن أغيّر تصرفاتي، تريدني أن ألعب دور الأب والأم. تريدني أن أذهب للعمل طوال اليوم، وفي نفس الوقت أن أجلس مع الأولاد؛ لأرى دروسهم، أو أصطحبهم لشراء مستلزماتهم! ما دورها هي إذاً؟ حقاً لم أعد أفهم من منا المحق. تقارنني بهذا وذاك، وتبني مقارناتها على القشرة التي تراها في الأسر الأخرى. وما يزعجني الآن من تصرفاتها أنها بدأت تشتكيني لمن حولها، وتجعل الجميع ينظر لي على أني الأب الأناني الذي لا يتحمل مسؤولية عائلته.. يبدو أن هبة لا تعي أن تصرفاتها هذه ستشرخ علاقتنا أكثر وتزيدها توتراً.
نعم أتفق معها عندما تقول إنني صاحب شخصية يصعب التعامل معها، ولكن ليس من المستحيل أن تتعامل معي، فأنا كأي رجل تستطيع أن تكسبني بسهولة وبكلمة حنونة وتعامل لين. لا أدرى ما الحل لهذه الوضعية فأنا حقاً مللت من عبوسها وتوترها ومزاجها المعكر، وأصبحت أنفر من البيت والعودة إليه، وأتمنى لو ساعات العمل تطول أكثر.. والآن كل ما أفعله هو الذهاب لقضاء الوقت مع الأصدقاء بعد العمل، أو العودة إلى المنزل والجلوس أمام الكومبيوتر بمفردي.. فهل تلوم هبة نفسها ولو قليلاً؟.
صالح (40 سنة - مهندس بناء)
مواجهة جديدة بينها وبينه: تربية الأطفال مسؤولية من؟
- شباب وبنات
- سيدتي - نت
- 11 أكتوبر 2015