في زقاق هادئ في «اسكس» وهي مقاطعة تقع شرقي لندن، يلاحظ المار طاحونةً من العصر الفكتوري تحمل في رأسها قبّة من الألومينيوم وتعود إلى العام 1770 مرمّمة، تشير التفاصيل إلى أن ساكنها هو عضو في فريق موسيقى البوب الإلكترونية يدعى ليروي ثورن هيل. وبخلاف صخب هذه الموسيقى التي يعزفها ويؤلفها، يفضّل هيل العيش في مكان ساكن. وقد قام بترميم هذه الطاحونة المصنّفة كمكان أثري.
تحوّلت هذه الطاحونة إلى شقة تضمّ أربع غرف للنوم وصالونات ثلاثة وحديقة متواضعة، وتشرف على تموّجات الريف المجاور.
بقيت هذه الطاحونة تمارس وظيفتها حتى العام 1960، قبل أن يشتريها مالكها في العام 1998 ويرمّمها ويحوّلها إلى شقة باتت تلفت كل مارّ! وبلغت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع 350000 جنيه استرليني، إلا أنّه يمكن ملاحظة دقّة العمل في النقش والأرضيات المشغولة من خشب البلّوط، إلى طاولة غرفة الطعام التي كانت عبارة عن راقود (وعاء ضخم للسوائل يستعمل للتكرير أو التخمير) للتفّاح.
وتمتدّ عمليّة الترميم نحو بناء مكان ملحق متجانس مع الطاحونة ليتمّم الديكور العام.
ولعلّ أجمل الغرف هي غرفة الجلوس الواقعة في صميم الطاحونة وذات الزوايا الثماني والتي يرشح منها السحر العربي، ويغمرها السجاد الأرجواني الداكن والأرائك الشبيهة التي تجعلها شبيهة بالديوانية، فضلاً عن الوسائد الموزّعة أرضاً والتي أحضرها المالك من دبي. واللافت أن أسنان العجلة غلّفت بالزجاج، ثم تحوّلت إلى طاولة تحتلّ إحدى الزوايا.
وفي الموازاة، يشمل القسم الملحق بهذه الطاحونة، مطبخاً منحوتاً ومشغولاً من خشب البلّوط، بالإضافة إلى غرفة للموسيقى.
ويقود البهو الذي يسوده خشب البلوط نحو غرفة التلفزيون، وغرف النوم الثلاث والتي تضمّ إحداها خزنة مصمّمة بصورة خاصّة، في القسم الملحق. فيما تقع غرفة النوم الرئيسة في الطابق الثاني. وإذا أكمل الزائر صعوداً يلاحظ غرفتي نوم، لا تلبثا أن تضيقا في النقطة الرأسية للطاحونة.
وقد تمّ الإحتفاط بأسنان عجلة الطاحونة وأقسامها العليّة بصورة رائعة تدعو إلى التأمل!
للاطلاع على الصور بشكل أوضح زوروا استوديو "سيدتي"