جسر الورد

ذبول الاندماج

بر الماضي، وأوتاد الحضارة، نواميس من زجاج هشٍّ، جعلت قلبه مهشما، لم يعرف المقاومة، بل هو دائم الاستسلام، ومستمر في الانكسار، متفوق في الخسارة، في يوم أراد امتلاك فتاة، وهو يصارع المشاهد، وجد واحدة روحها من الإسفنج، يتأبطها رجل من القرميد، وأخرى من الزبدة تجالس صهريجا من نار، وأخرى كباقة ورد فواحة في سطل المهملات، أما هو فمجمد الأوصال، يحثه سفر غير مستقر، متدحرج كسحابة تقطعها الريح عبر المسافات.

 

رحاب حسين الصايغ – العراق

 

ليس عيبًا

 اتفقنا أنا وشقيقي خالد أن نستمتع ببقية عمرنا بعيدا عن ذلّ العمل، صحيح أن مكافأتي لا تساوي شيئا أمام ما يجنيه خالد، لكن يكفيني أن أشاركه ولو بجزء بسيط، حتى هو ينتظره زواج ومهر ومسؤوليات.. متى سيوفي حقوق كل هذه الأمور؟ لذا قررت زيادة مدخول الأسرة عندما لاحت لي فكرة الإعلان عن كتابة بحوث وملخصات وحل الواجبات لمن هم في نفس قسمي وشعبتي.. مقابل عشرات من الريالات شريطة أن يكون الحجز من بداية الفصل، خصوصا أنه في ثاني أسبوع دراسي لنا أبلغنا الدكتور عن موعد البحث الذي حدده بتاريخ مقترن بنهاية الفصل الدراسي، سأذل رأسي قليلا.. ليس عيبا أن أكافح، ولكن العيب أن أبقى عالة على خالد وأمي، سأشغل وقت فراغي بالكتابة والإبحار في طباعة الملخصات أمام أسعار أحددها حسبما أرى.

 

أضواء محمد الوابل

 

إقامة سعيدة

يبدو أني لا أستسيغ قيام أمٍّ لها وضع مادي واجتماعي غاية في اليسر بترك وليدها ورضيعها في أيامه الأولى للذهاب للعمل لإثبات الذات! ربما أقبل ذلك من عائلة لها ظروف مادية واجتماعية صعبة! وربما يكون رأيي قاسيا أو عنيفا.. ولكن لم تحرم أم ميسورة ماديا نفسها من أمومتها أو تحرم وليدها منها والصغير ما زال رضيعا.. لا يسمع ولا ينطق، ولا يعرف من هذه الدنيا سواها، ولا يملك أي قوة سوى الصراخ والدموع.

أعتقد أن حضانات من نوعية «كولين وستبينج ستون وبنت السلطان وكيديولوجي»، وغيرها ممن يستقبلون رضع الصفوة وخدجهم.. تجعلنا نفهم لماذا توجد دور راقية للمسنين.. فكما يتركونهم.. يُترَكون..!!

وأعتقد أن دارا لإيواء المسنين ستحمل اسم «أولد يولوجي» قريبا، وستغري الصفوة بترك ذويهم مطمئنين فيها على نوعية الخدمة الممتازة المقدمة لهم.

وهنا قد تتعجبون أنه قد ظهرت شريحة مسنة في المجتمع تسعى سعيدة للإقامة في هذه الدور، بل تذهب بنفسها وتحجز لها مكانا.. وكأنهم يريدون أن يظهروا بمظهر المسن العقلاني المتقبل للأوضاع، والمتفهم للظروف، وغير اللائم للأبناء.. وكيف يجرؤون على اللوم؟ فكما أرادت أن تثبت ذاتها في يوم من الأيام.. وكما سافر أو تزوج، وترك الأبناء في مدرسة داخلية راقية أو عند أحد الأقارب كيلا يكون الوليد عائقا لمسيرته.. فسيأتي يوم للوليد يسعى فيه لتحقيق ذاته بوضعها أو وضعه في دار للمسنين لائقة، وكريمة قد تكون خمسة نجوم.. ومن منطلق بيدي لا بيد ابني.. يبادر المسن ويذهب بقدميه «لأولد يولوجي»، فهم جاهزون بل وراغبون لدفع فاتورة إهمال تربية الأبناء، ولكن بشكل يحفظ لهم ماء الوجه!!

داليا حديدي – قطر

 

أهواك

أهواك.. أهواك

أهواك وأشتاق دائما لمحياك

أنت لي الروح وأنت الملاك

أتخيلك بقربي دوما عندما لا ألقاك

تغيب عني أياما ومالي سواك

يبث الدفء والفرحة في قلب افتداك

أفديك بروحي ووجداني وبعين تراك

ولو طلبت فؤادي بثانية صار بين يديك

Cute girl

 

جسر الورد

في زحمة الاشتياق وقفت على أرصفة الحنين

أثرثر عنك

نظرت إلى ضباب الذكريات المتكاثف فوق رأسي

 فتساقطت أمطار من الشوق

اغتسلت بها فطهرت كمد قلبي

 ارتعشت تحت مظلتي السوداء

 فضممت كفي وقرأت أبيات من الوجد

 بدأتها بترديد اسمك

 فأنا من دون حبك تائهة في أزقة الرحيل

 وكم ركض الوقت وأنا في انتظارك

 ما استطعت إغماض عيني

 فحين أستيقظ لاشيء جديد

 سوى جسر الورد الممتد في ظل الشارع

 أمرت رياح الشوق فحملت سجادة حبي

وسبقتها أشجاني إليك

نظرت إلى السماء أتمتم

 يا رب احفظه لي أخاف عليه

 حتى من جنون قلبي

وبدموع من الصمت

أكملت سيري إليك

عبير الورد – لندن

 

أنثى واحدة لا تكفي

تستيقظ بداخلي أنثى.. طليقة حرة..تنعتها الأيام بفراشة العبث...تطير وتطير وتخترق ظلمة الحواس

اغضبي

انفجري

كسّري المرايا

ليس لي غير حق الأنوثة..فعندما جاء الحب لساعتين وغاب في دقيقة..وما زلت بداخلي تتساقط بغزارة الأمطار كلما ابتلعت ريق اللحظات..

قولي

اصرخي

اقبلي الهدايا

لا تموتي دهشة

أنسيت كل الكلام

وتتكلمين بصمت من وراء جدار

بشوط إضافي نعيد اللعبة..واحد وواحد يساوي اثنين..لينقلب لواحد بلا واحد يساوي نفسه أنا وأنا..ولا شيء يشبهني..وأبقى في عملية حساب: أنثى واحدة لا تكفي..

العبي

اركضي

حطِّمي الزوايا

لا تقولي صدفة

أمجنونة أنت حد النسيان

وتتوهمين أنك اثنان؟!

حسناء الحتاش  المغرب

 

جهنم الشوق

ما أبشع الشوق الذي أتجرع

كجهنم هل من مزيد ألسع؟

ومن الحميم شرابها وطعامها

وعذابها فيضان نار تفزع

وكأنها ظلمات قتل جائع

يتلذذ الموت الزؤام ويشبع

هذا الفؤاد يزيد من صرخاته

متلهفا يا ظالما ما تسمع؟!

ويلي إذا أني هلكت تندما

يا ليتني كتراب أرض بلقع

ليس الغرام غرام يوم كريهة

يستنجد العشاق فيه المصرع

إن الغرام سحابة مزفوفة

في عرس مسك عابق متضوّع

وتزيد منه في القلوب صبابة

حتى تذوب ببعضها تتولع

كغزالة في العمر تجفل خلة

وتضيع عشقا في فؤادي ترتع

أو كالزهور سماحة أو نفحة

تنساب في أوداجنا تترعرع

ما أبشع الشوق الذي أتجرع

كجهنم هل من مزيد ألسع؟

 

سعد الخشرمي

شفاء

مرت أيام عديدة وقلمي على خرسه، يرفض أن يطع أصابعي التي تتحرق لخربشة شيء ما على صفحات ذاك الدفتر الأزرق... كنت أبدأ جملة سلسة شهة كقطعة كاتو فاخر ثم ما ألبث أن أختمها بشيء أشبه بفتات الإبداع..

أحب أن ألبس ورقتي أبهى الحلل...وتلك عقدة أخرى تعطني إحساسا بأني سأكون واحدة من هؤلاء الكتاب البخلن إلى حد الصمت، في غابهم يزيد شوقنا وترقبنا لما ستحفون به عوننا وقلوبنا...كدت أبكي وأنا أتوسله أن ينطق، أن يلفض حبرا، أن يهذي، أن يفعل أي شيء آخر عدا التحديق بي في صمت مريب....وعندما أيقنت أن ذاك القلم قد أعلن العصان ورفع راية التحدي، وجعل من إغاظتي لعبته

المسلة، اتخذت قرار إعدامه بتهمة «خانة الأدب»...وهكذا انتهى به الأمر في سلة المهملات مهشم الرأس...وسال دمه الأزرق الذي رأيت فه كل تلك الجمل الجملة التي رفض أن يشي بها...

كانت جريمة كاملة... أخرست بعدها صوت ضمري بقرص أسبرين ثم حاولت النوم، لكنني استقظت من «نصف نومي» (أنا التي أكره أنصاف الأشاء)، وحضرت كأس نسكافه، متأملة أن يوقظ الكافن بنات أفكاري من سباتها...جلست إلى مكتبي، وحدقت مطولا بذاك الدفتر الأزرق الجمل ثم حوَّلت نظري بشهة إجرامة لذلك القلم الآخر، صديق المرحوم، كنت عازمة على وأد كل قلم تسول له نفسه الاستهزاء بي.

كانت صفحات ذلك الدفتر ناعمة على نحو مستفز...وخطوطه دققة، خافتة الإضاءة كمن تترك لكلماتك بذخ التوهج...

اخترت لمحاولتي قلما أسود، إمعانا في إرهاب الكلمات المتمردة، علَّها تنصاع لسلطان عتمته.. تجمدت أصابعي عند بوابة الإلهام...انتظرت لحظة أن يفتح لي أحدهم...طرقت بسن قلمي الغاضب عازمة على الانصراف الأبدي في حن لم يجب ندائي أحد... وفجأة، فجأة انطلق نور يأسر العون، وسرى دفء الكلمات في عروقي، ثم انتقلت عدوى المرح لقلمي الذي خط لحظتها هاته الكلمات: «كانت السعادة تلبسني قسرا ذاك المساء...أخلعها بإصرار فإذا بأنفاسها تزداد التصاقا بي... كانت تنتقل بجسدها النحل بخفة بن دروب قلبي تزينها بحلل الفرح... لدهشتي لم أضحك ولم أبك...رحت أتأملها في صمت وهي تجتث رماد الحزن من حديقة عمري، وتسقي بماء الأمل والحب شجرات أحلامي، الغضة..... كنت سعدة جدا فقد شفي قلمي من خرسه... أو ربما أنا التي شفت من حزني...

 

فاطمة الزهراء جوهري

 

ردود

إلى سعد الخشرمي يسرنا نشر مشاركاتك لكنها طويلة جدا، ولا نريد أن نبخسك حقك باختصارها، ننتظر منك المزيد عبر إيميل أقلام ونجوم.

 

إلى فاطمة العور من سوريا: مشاركاتك التي ترسلينها عبر الإيميل لا تأتينا بشكل واضح نتمنى منك إرسالها في ملفات