تشير آخر الإحصاءات في الكويت إلى أن أكثر من 70% من النساء والرجال في الكويت قاموا بعمليات تجميل وتنوعت. وبحسب أخصائيي التجميل فإن عمليات التجميل تبدأ من البسيطة المتمثلة في البوتكس «نفخ الخدين» أو عمل «غمازة الوجه» ووضع شامة على الخد إلى تكبير وتصغير الأنف، وصولاً إلى عمليات التجميل في الصدر وتكبير الإليتين «المؤخرة».
ومع ارتفاع عدد الراغبين في عمليات التجميل، ظهرت في الكويت بقالات تجميل، كما يحلو لمستشاري التجميل تسميتها. ويعمل بها أشخاص لا يحملون شهادات رسمية، ويستخدمون مواد غير صالحة للتجميل؛ تتلاشى نتائجها بعد فترة وجيزة.
الدكتور عماد النجادة، استشاري جراحة التجميل والحروق والفكين، يقول: «إن أكثر طلبات النساء الكويتيات تتلخص في عمليات البوتكس «نفخ الخدين»، والتي تصل لأكثر من 70%، وشفط الدهون للمؤخرة، وشد البطن، وتجميل الصدر، مؤكداً أن الكويت تعتبر من أكثر دول العالم لإجراء عمليات تجميل ما بعد التكميم لأصحاب الأوزان الزائدة؛ لأن من يقوم بإجرائها يعاني من ترهلات كثيرة في جسده.
محذراً من انتشار ظاهرة استخدام وحقن المواد الممنوعة والسامة من الدخلاء على مهنة الطب وفي الصالونات، والمشاكل بسبب قلة الوعي من النساء، ومنهن حاصلات على كبرى الشهادات المتخصصة في الصيدلة والطب؛ إذ يرضخن للحقن بمواد غير صالحة من غير المختصين، نضطر حينها لاستئصال جزء كبير من الوجه والصدر؛ حتى لا تنتشر المواد السامة في كافة أنحاء الجسد.
وأضاف النجادة: «في الكويت هناك الهوس الكبير في تكبير الإليتين «المؤخرة»، والحقن بتلك المواد الممنوعة يؤدي لتلفها ولا يجملها، والمشكلة الأخرى في التجميل المؤقت، وبعد سنوات نعاني من مشاكل إصلاح ذلك الخلل بالمواد غير الصالحة.
في حين أن استشاري التجميل والأنف والحنجرة الدكتور محمد العيسى، يكشف عن ظاهرة التقليد الأعمى في التجميل من خلال الإلحاح بطلب إجراء عملية تجميل بشكل مقارب لنجمات الخليج والوطن العربي من مذيعات وممثلات، بيد أن الأمر لم يتوقف على هذا الأمر، ووصل الأمر بحسب ما يقوله الدكتور العيسى عن وجود طلبات تجميل للأصوات.
فإحداهن ترى أن صوتها رجالي وتريده أنثوياً، وآخر يريد أن يغير صوته؛ ليصبح مقارباً لصوت الفنان عبدالله الرويشد!
متداركاً: إن هناك حالات تستدعي إجراء عمليات تجميل، بخاصة الأنف والتي يتهافت عليها الشباب.
في حين ترى خبيرة التجميل آلاء دشتي، أن لكل وجه امرأة مميزات قد لا تكتشفها لفترات طويلة، مشيرة إلى أنها بتوفيق من الله وبموهبتها بتغيير اللوك للعديد من النجمات في الوسط الفني، وأصبحت وسائل الإعلام تلاحقهن وتتهمهن بأنهن أجرين عمليات تجميل. مضيفة: على الرغم من أن كل ما قمت به هو تقديمهن عبر «نيو لوك»، سواء من حيث الميك أب أو تسريحة الشعر، والتي تصل إلى تغيير جذري عن الشكل السابق لهن.
وخلصت قائلة: تغيير اللوك أفضل بكثير من المجازفة بعملية تجميل قد لا يحمد عقباها.
أما خبيرة التجميل سندس القطان، فقد كشفت عن ظاهرة جديدة في عمليات التجميل من خلال موضة شقيقات التجميل على غرار شقيقات بالرضاعة، وأكثر الفتيات يردن أن يشبهن بعضهن البعض ويعبثن في خلقتهن الربانية، رغم أن الجمال نسبي ويختلف من واحدة لأخرى، وأرى أن 10% ممن أجرين عمليات التجميل بالفعل يحتجنها، والبقية قمن بها تقليداً ومواكبة لأي موضة جديدة.
ضحية
من أطرف وأغرب القضايا في المحاكم ما حدث مع مواطنة أجرت عملية تجميل في مؤخرتها ليفشل الطبيب بتلك العملية، لتلجأ إلى المحاميتين مريم البشارة ومريم المؤمن؛ ليحصلا لها على حكم من محكمة الاستئناف بإلزام مستشفى تخصصي بتعويض المواطنة بمبلغ 45 ألف دينار؛ تعويضاً لجبر الأضرار التي لحقتها نتيجة خطأ طبي في منطقة حساسة (أردافها) بعد قناعة المحكمة بحجم الأضرار التي لحقت بالمواطنة جراء فشل العملية من حيث المظهر الخارجي، بالإضافة للمضاعفات الصحية للمواطنة، فضلاً عن الآثار النفسية، والتي أدت لخلافات زوجية كادت تنتهي بالطلاق.
تزوير وقضايا
أمنياً، وضع الكثير ممن أجروا عمليات تجميلية في الوجه أنفسهم في مواقف محرجة لا يحسدون عليها، بعد ملاحظة اللواء مازن الجراح، وفقاً للتقارير الأمنية التي وصلته من موظفي إدارة الجوازات والسفر بأن هناك مواطنين ومواطنات تغيرت ملامحهم عن الصور الموجودة في جوازات السفر إثر قيامهم بعمليات تجميل، وتمت إحالتهم إلى الجهات المختصة للتدقيق عليهم؛ خشية من وجود عمليات انتحال صفة وتزوير من خلال السفر بجوازات لأشخاص آخرين، باستغلال الشبه بينهم من ناحية، والاستفادة من الصورة القديمة في جوازات السفر.