لمع اسم الكاتب مروان قاووق كأحد أهم رموز الدراما السورية خلال العشر سنوات الماضية، فارتبط اسمه بأعمال سورية ناجحة منها «باب الحارة» بأجزائه الثلاثة و«الشام العدية» و«بيت جدي» و«الدبور» و«الخبز الحرام» وغيرها من الأعمال. كما اشتهر مروان قاووق أيضاً بكثرة الخلافات التي اعترضت أعماله، بدءاً بمشاكله مع مخرج «باب الحارة» بسام الملا أو أبطاله وما حصل من اتهامات بأنه من انتقص من أدوارهم أو أقصى بعضهم بالاتفاق مع مخرج العمل. وعادت هذا الموسم الخلافات لتبرز في أعمال مروان قاووق من جديد، بعد أن تمّ إدراج اسمه ككاتب قصة فقط في مسلسل «الخبز الحرام» وإسناد كتابة سيناريو ونص العمل لآخرين، ممّا استدعى من الكاتب رفع قضية ضد الشركة المنتجة. كما يقول إن الفنان عباس النوري وراء إبعاد اسمه عن العمل... الخلافات وأسبابها ومن يقف وراءها ورأيه بمشاهد الإثارة التي ضمّها عمله ولمن يسندها وموقفه من «باب الحارة» وغير ذلك نعرفه في حوارنا التالي مع الكاتب مروان قاووق:
تتّهمك شركة «غولدن لاين» المنتجة لمسلسل «الخبز الحرام» بأنك لم تقم فعلياً بكتابة العمل الذي لقي نجاحاً كبيراً، كيف تردّ على هذا الكلام؟
هذا الكلام يفتقر للمصداقية. المشكلة بدأت عندما تلاعبت شركة «غولدن لاين» بحقي المعنوي في مسلسل «الخبز الحرام»، فنسبت كتابة سيناريو وحوار المسلسل لكل من مخرج العمل تامر اسحق ولبشار بطرس. وهذا غير صحيح ولم نتّفق عليه مسبقاً. فأنا من كتب العمل ككل منذ البداية، ولا يحقّ للشركة المنتجة أن تنسب أي شيء في العمل لغير أصحابه. ما جرى في الواقع أنه بعد تعاقدي مع الشركة قدّمت لها العمل كاملاً، وليس كما يدّعي أصحابها بأنني قدّمت فقط عشر حلقات منه أو نصفه. والحقيقة أن العمل ضمّ في البداية أشخاصاً وأحداثاً كثيرة، فاختصرت منها لأسباب تتعلّق بتكاليف الإنتاج. وقد قمت بتعديل النص بناءً على طلب ورؤية المخرج وائل أبو شعر الذي تمّ تغييره في ما بعد. وبعد أن تسلّم تامر اسحق إخراج المسلسل، عدّلت العمل مرّة أخرى ووصلت فيه للحلقة 22. ولديّ الوثائق التي تثبت كلامي وادّعاءاتهم. ما جرى بعد ذلك أنهم قاموا بالضغط عليّ لأسباب لا أعرفها. وكانت لديهم نيّة بتغييري بكاتب آخر وحاولوا إشغالي بكتابة الجزء الثاني من «الدبور». ثم قبلت بأن يقوم بشار بطرس بمعالجة نص «الخبز الحرام» درامياً وتسلَّم جزءاً منه. واتّفقنا على أن يدرج في شارة العمل كمعالج درامي فقط. لقد رفعت دعوى ضدهم، والقضاء سيطلب منهم المستندات التي تثبت كلام الجميع. وما حدث أنني عند عرض العمل فوجئت بأن شارة مسلسل «الخبز الحرام» غير عادلة، فأقمت دعوى ضدهم فوراً. ثم، طلبت مني الشركة إيقاف الدعوى على أن يتمّ التفاهم بيننا ودّياً. للأسف، ظُلمت لأنه ذكر على شارة العمل أنني كاتب قصة المسلسل وصاحب فكرته، بينما أنا من قمت بكل جهود العمل النصيّة. وهذا ما أغضبني وأزعجني لأنهم لم يتّفقوا معي على ذلك مسبقاً. وشركة «غولدن لاين» للأسف والتي تدّعي أنها ترعى الفن وهدفها الارتقاء به، هي في الحقيقة تهدف للكسب المادي، وهي تجارية بحتة ولا علاقة لها بالفن.
يقال إن سبب عدم الاعتراف بك ككاتب سيناريو العمل يعود لطلب إحدى القنوات الفضائية أن يكون النجم عباس النوري هو بطل العمل، وهو من طلب عدم وجود اسمك على شارة العمل ككاتب له، فما صحة هذا الكلام؟
إحدى الفضائيات العربية وضعت شرطاً على الشركة المنتجة مفاده أنه لكي يتمّ شراء العمل يجب أن يكون النجم عباس النوري بطلاً له، وهذا من حقّهم ولا دخل لي به. وكانت الشركة أعطت نص العمل للنجم عباس النوري الذي قرأه. وعندما علم أن نصه لي، رفض أن يعمل في نص من كتابتي. وعلمت أنه لا يرغب بأن يقوم ببطولة أي عمل من تأليفي، ومن حقه أن يرفض أو يقبل. وموقفه هذا جاء بناءً على موقف مسبق منذ أن كنت كاتباً لـ «باب الحارة» في جزئه الثالث، حيث كان قد حصل سجال بيننا حينها، تسبّب بهذه الفجوة. وهنا أقول عبر «سيدتي» إنني أحيّي هذا الفنان الخلوق الإنساني، وإنه لا يوجد خلاف حقيقي بيننا على أرض الواقع. وكنت قد اعتذرت له علناً عمّا حصل بيننا، وعبّرت أنني لم أكن أقصد الإساءة له أبداً وأنني أكّن له كل احترام وتقدير.
لكنك ضمّنت «الخبز الحرام» خطوطاً مثيرة؟
كل عمل له خصوصيته. مسلسل «الخبز الحرام» تطلّب مني أن أكتب له هذه الخطوط المثيرة والغريبة، ولكنها كلّها واقعية ومن المجتمع. وفي القصة ضرورات كانت تقتضي أن أكتب لها ما كتبته. لا شك أن تامر اسحق مخرج العمل أضاف له مشاهد غير لائقة تؤجّج المشاعر الجريئة لدى المُشاهد، وهذا ما رفضته منذ البداية. العمل ككل كان متكاملاً وحقّق نجاحاً ملحوظاً.
ما تعليقك على أن العمل عند عرضه على إحدى القنوات الفضائية العربية، كان يُكتب عنه تحذير قبل بدء الحلقة إنه لا تجوز مشاهدته لمن هم تحت سن الثامنة عشرة. وهذا يدلّ على جرأته وخدشه للحياء العام؟
لا دور لي في ذلك. وهذا حصل بسبب المشاهد واللقطات التي أضافها مخرج العمل والتي أساءت له. أنا كتبت العمل بشكل أخلاقي وبطريقة مهذّبة واعتمدت أسلوب الإيحاء فيه. والمخرج هو من أضاف له مشاهد الإثارة.
ولكن، أليست خطوط الاغتصاب وارتياد المواقع الإباحية والتركيز على بيوت الدعارة والخيانة وغير ذلك من كتابتك؟
هذه كلّها من الواقع وليست مختلقة. وهذه الأمور لا تعمّم على كل المجتمع. ولا يمكن إنكار أن الناس يدخلون بعض مواقع الانترنت الجريئة. والفتاة في هذا المسلسل تعبّرعن شريحة صغيرة وليس عن المجتمع ككل. ونحن في العمل ندعو للتوعية وللتعلّم من هذه النماذج حتى لا يحذو أبناؤنا حذو هؤلاء الأشخاص في العمل. وقد شاهدت نماذج كثيرة مماثلة على أرض الواقع وقرأت دراسات عن واقع ما كتبت عنه في العمل. ولا شك أن المجتمع ينفر ممّا ذكر في العمل ولكنه واقعي.
تفاصيل أوسع عن هذا الجدل الفني الجديد تجدونها في العدد 1551 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.