لم تمنع الإعاقة بعضاً من ذوى الاحتياجات الخاصة، من ممارسة حياتهم الطبيعية وهواياتهم، واندمجوا بثقة في المجتمع.
«سيدتي»، وضمن حملتها لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية، تحدثت مع شاب وفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم، حول أهم المحطات الفاصلة، في مواجهة الإعاقة في الحياة الاجتماعية والتعليمية والصحية والإعلامية.
فهد الحاذور، 15 عاماً، يعاني من شلل نصفي، تحدث عن موهبته في الشعر قائلاً: «التحقت بجمعية الأطفال المعوقين بالرياض في عمر مبكر، وبالرغم من صغر سني أحسست بالمسؤولية، وأفتخر بالعديد من الإنجازات، حيث شاركت في حقوق الطفل المنظم في نيويورك، وشاركت في افتتاح جمعية الأطفال في حائل، وحصلت علي المركز الأول على مستوى المملكة في إلقاء الشعر، ولقبت بأصغر شاعر في الرواق الأدبي في جنادرية 24، حصلت على المركز الأول في سباق الدراجات الهوائية»، ويضيف: «حفظت الشعر في سن الرابعة، وتميزت بالإلقاء، لقبني الملك عبدلله، رحمه الله، بشاعر الوطن، ولقبني الأمير سلطان بن سلمان بشاعر الجمعية، اتجهت للتمثيل في فيلم قصير (بالتفاؤل تحلو الحياة)، وفيلم (بدعمكم أتحدى إعاقتي)، ومسرحية «منذر» من قبل الدفاع المدني، بالإضافة إلى مسلسل «نساء من زجاج» ومسرحيتي «أحلام» و«فجر الطفولة»، وتجاوزت بذلك العقبات الاجتماعية وبرزت إعلامياً»، ويستكمل حديثه: «أعاني بدراستي في مدرسة أهلية غير مهيأة لي، فلا يوجد بها منزلقات، ولا مصعد؛ لكي أذهب إلى فصلي في الدور العلوي، مشيراً إلى أنه يطمح أن يصبح طبيباً في المستقبل.
عقبات
وحول العقبات التي واجهتها أم فهد مع ابنها قالت: «كل مرحلة عمرية لها عقبات مختلفة، وبفضل الله تجاوزتها، وكان أهمها عدم توعية الطلبة في مدارس «الدمج»، بكيفية التعامل مع هذه الفئة؛ حيث تعرض ابني للعنف اللفظي والجسدي حتى كره الذهاب للمدرسة.
أما يحيى المريسل والد جوري، فقد اختلفت قصته؛ حيث قال: «تعاني ابنتي من شلل دماغي منذ الولادة، نقص الأكسجين أدى إلى عدم وصول الدم إلى خلايا المخ، وأصيب جهازها الحركي بـشلل رباعي حركي، ولم نعرف عن حالتها إلا بعد مرور سنة من الولادة، واكتشفنا خلال مراحل النمو لجوري عدم قدرتها على الحركة كالأطفال الطبيعيين، مثل الحبو، والتقلب من جهة لأخرى».
رحلة العلاج
وأضاف المريسل: «بدأنا مراحل العلاج من خلال جلسات العلاج الطبيعي لتنشيط خلايا المخ، وتوجهنا للطب البديل بدولة الهند، وهناك بدأت بتحريك الأطراف العليا مثل اليدين، ثم أجريت لها عدة عمليات مساعدة، بالأرجل تسمى (تطويل أوتار)؛ حتى تتناسب مع مراحل النمو، وبعدها توجهنا إلى «مصر»، وأدخلناها وحدة العلاج بالأكسجين تحت الضغط، والحمد لله تحسن لديها النظر والنطق، وهي حالياً تتلقى العلاج في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية منذ 4 سنوات وفي تحسن.
وبالنسبة للصعوبات تابع: «واجهتنا بعض الصعوبات في التعليم، حيث إنه لا يوجد بيئة مهيأة لدمج ذوي الإعاقة بالمدارس الحكومية، مع عدم توفير أجهزة مساعدة لعملية التعليم، أو أن يتم تعليمهم عن بعد كطلاب الجامعات وحضورهم فقط وقت الاختبار، وقد عبر عن استيائه من دور وزارة الشؤون الاجتماعية والتأهيل غير المرضي وتأخرها في صرف الأجهزة.
أما ذات السنوات العشرة جوري فقالت لنا: «الحمد لله زرع والداي فيّ الثقة بالنفس، حتى أصبحت أشعر بالمسؤولية، وأحرص على أناقتي كفتاة أختار ملابسي، وأحدد نوع تسريحة شعري واندمجت بالمجتمع خاصة «الإنستغرام»، وتكمل «أطمح بأن أصبح مساعدة طب أسنان مستقبلاً».
توجه للدمج
أكد فواز الدخيل، المشرف العام على المدينة الرقمية لذوي الإعاقة العربية، أنه يوجد توجه لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، في العديد من المجالات الاجتماعية والوظيفية والتعليمية، والصحية والإعلامية مقارنة بعشر سنوات ماضية.