طفلك والتفوّق الدراسي:



يجد بعض الأطفال صعوبة في تحقيق التفوّق الدراسي، وإن كان صغيرك من بين هؤلاء فلا تنزعجي، إذ يؤكّد المتخصّصون أنّ تحقيق هذا الأمر ليس حلماً صعب المنال!

اختصاصية علم النفس وتقويم السلوك سوزان حسن توضح لقارئات "سيدتي" الخطوات الآيلة إلى نجاح الطفل في دروسه:

 

مهمّة غير مستحيلة تستوجب عنايتك

 

يزيد الترابط الأسري من ذكاء الطفل ونموّه، فقد ثبت أنّ احتضان الوالدين لابنهما والتربيت على كتفه واستمتاعهما بقضاء وقت كافٍ معه في الزيارات أو الرحلات الثقافية والترفيهية يوفّر جواً نموذجياً يساعد في زيادة قدراته الاستيعابية وإقباله على الحياة بشكل عام. وبالطبع، يعدّ البيت الهادئ الذي تحلّ فيه المشكلات دون صراخ أو مشاحنات بيئة صالحة لتنشئة طفل متفوّق صافي الذهن يشعر بالأمان.

ويجب تنمية شخصية الطفل منذ نعومة أظفاره، ما يمهّد له طريق التفوّق في المجالات كافّة، وذلك عن طريق تربيته على الفضائل وإرشاده إلى عواقب الســلـوك الخاطـــئ وتحبيذ سلوكـه الإيجابي وتكليفـه بأداء مهام بسيطة ومنحه مكافأة عليها حتى ولو اقتصر الأمر على كلمة شكر، مع تجنّب إيذائه الجسدي أو إهانته أو توجيه الانتقادات والتعليقات السلبية والملاحظات اللاذعة بشكل متكرّر.

 

ملكات الحفظ

ويمتلك الأطفال ذاكرة قوية، لذا نجدهم يردّدون كلمات الأغاني والإعلانات ويحفظون أسماء لاعبي كرة القدم أفضل من الكبار، ما يجعل من التعليم في هذه المرحلة أسرع وأكثر رسوخاً من أي وقت آخر. ولكن، قد لا يدرك الأبوان الإمكانيات الفذّة لذاكرة صغيرهما وكيفيّة توظيفها لدفعه نحو التفوّق واستغلالها في النافع والمفيد الذي يثري عقله وفكره، علماً بأنّ الطفل يستطيع البدء بالحفظ من سنّ ثلاث سنوات، وتعتبر الفترة الذهبيّة لتنمية ملكات الحفظ لديه من سنّ
5
سنوات وحتى 15 سنة. وفي هذا الإطار، يمكن البدء أولاً بتحفيظه الحروف الهجائية والأعداد، فالأناشيد والسور القصيرة من القرآن وبعض الأحاديث النبوية.ويمثّل الصباح الباكر أفضل وقت للحفظ في اليوم، كما الموعد السابق للنوم على أن يكون الطفل في حال تتوسّط الجوع والامتلاء. ولعلّ أفضل وسائل التحفيز على الحفظ، تكمن في مكافأته مادياً )منحه الهدايا العينيّة أو المالية بعد رصدها كجائزة إذا أتمّ الحفظ)، ودفعه معنوياً )المدح والثناء وتشجيعه على إلقاء ما حفظ في المحافل العائلية).

ويجدر بالأبوين تلافي تعريض الطفل لمعوّقات الحفظ  المتمثّلة، في: الخوف الشديد أو التوتر النفسي والعصبي الحاد.

 

دور الغذاء

وفي الموازاة، يوضح الخبراء أنّ زيادة النشاط العقلي وارتفاع مستوى الذكاء والتفوّق الدراسي... كلّها انعكاس لصحة أجسام الأطفال الجيدة وعلامات واضحة على حسن تغذيتهم. وعلى النقيض من ذلك، فإنّ سوء التغذية يؤدّي إلى التأخّر الدراسي وضعف الذاكرة واضطراب في نشاط المخ.

 

وتؤكّد الدراسات أن بعض الغذاء يعمل على تدعيم وظائف المخ لدى الطفل ويزيد من قدراته على الفهم والاستيعاب، كـ :

الكبد البقري وكبد الدجاج والبيض والأسماك وثمار البحر (الروبيان والكابوريا) والحليب ومشتقّاته  .


الخضر الطازجة والمطبوخة (السبانخ والبصل والثوم والبندورة والخس والجرجير والبطاطس)



الفاكهة الطازجة(البرتقال والبطيخ والشمّام والفراولة والمانغا والموز).

البقوليات (العدس والفول واللوبياء الجافّة).
البذور وزيوتها (بذور الكتان وزيتها والسمسم وزيته والطحينة وزيت الذرة وزيت دوار الشمس).

ويتم تناول السمسم على صورته وفي المنتجات المحتوية عليه(الخبز بالسمسم ومنتجات حلوى السمسمية) أو عبر إضافته إلى الفول المدمّس أو الجبن الأبيض أو السلطة.

الحبوب (القمح والذرة والفول السوداني) والمكسّرات (الجوز واللوز والفستق).

التوابــــل والأعشـاب (ملـح الطعام المدعّم باليود والصعتر والبردقوش والكمون والحبهان والشمر والحبق)، من خلال إضافتهــا إلى الأطعمــة المختلفة.