مشروع لتجميل الكلمات

 

أزعم وأدّعي بأنني.. كان دائمًا لديَّ مشروع كتابي.. أنا أكتب إذن أنا موجود

لا يكفي أن تقول إنك تكتب.. المهم كيف تكتب؟ ولمن تكتب؟

كنت ولا أزال أطارد الكلمات التي لا تشبه الكلمات، الكلمات غير المألوفة... واللغة غير المألوفة.

مشكلتي أنني أحاول أن أرسم بالكلمات... لديَّ شيزوفرينيا رسم وكتابة، فالرسم هو مشروع كتابة، والكتابة محاولة لرسم شيء ما!

كانت لديَّ ألوان كثيرة؛ لأن لديَّ قناعة بأن الكاتب الذي يكتب بلون واحد مثل الفنان الذي يرسم لونًا واحدًا، والفنان الذي يرسم بلون واحد يحتاج إلى أن يعود لمقاعد الدراسة في كلية الفنون الجميلة؛ لكي يتعلم أن الرسم بالفحم لا يعني أن الحياة بلا ألوان... وأن «الجنايني» الذي يزرع لونًا واحدًا من الورد يحتاج لأن يختبر نظره؛ لأن لديه عمى ألوان...

فجمال الورد بتعدد ألوانه...

الفن في الجمال بتعدد الألوان...

 وفي الاقتصاد بتعدد المصادر...

وفي الدين بتعدد الفقهاء...

وفي السياسة بتعدد الأحزاب...

وإذا كانت قوى المجتمع المدني لديها أحزاب؛ لأن لديها مشروعًا تنمويًا هادفًا يناهض المشاريع غير الجميلة...

 لماذا لا يكون هناك حزب للكلمة الجميلة، حزب يناهض الكلمات القبيحة التي ملأت حياتنا؟!

ظاهرة التلوث السمعي والمرئي أصبحت أكثر من ظاهرة التلوث البيئي؛ لأن بيئتنا الداخلية ملوثة أكثر.

يجب حظر تداول الكلمات المسيئة.. ومنع بعض الكتاب والمطربين والمحللين.. بقوة القانون، بتغليظ العقوبات على كل من يستعمل كلمات نابية، فعقوبات السب والقذف في كل القوانين تحتاج إلى إعادة نظر...

 لا يكفي أن تدفع غرامة... فمن يتجاوز الإشارة الحمراء مشروع مجرم يدمر مجتمعًا بأكمله.

 وما يحدث جريمة ضد الذوق العام..

وإذا كان ممنوعا رمي القاذورات في الشارع، فمن باب أولى ممنوع رمي الكلمات النابية في الفضائيات، فالقاذورات تأثيرها على شارع، أما الكلمات غير النظيفة فقد دخلت البيوت وتأثيرها في كل بيت.

جماعة الخط الأخضر يجب أن تقابلها جماعة الخط الأحمر الكتابية، التي يجب عدم تجاوزها، والاعتراف بها كمنظمة دولية، مهمتها الحد من التلوث السمعي والبصري، ويجب أن تكون هناك هيئة لتجميل الحياة بالكلمات الجميلة، ترسم الكلمات الجميلة تحت الجسور، وفي الأماكن العامة.

فقد أعجبني قبل فترة مشروعًا في لندن لتجميل المترو بكلمات الفلاسفة والكتاب الإنجليز؛ لتجميل حياة الركاب...

فهم يرسمون بالكلمات؛ لقناعتهم بأن الكلمات الجميلة تصنع «نجمًا»، وتصنع مجتمعًا جميلاً.

اليوم حياتنا بلا نجوم حقيقيين، لدينا نجوم زائفة؛ لأن النجوم الحقيقيين الذين يكتبون الكلمات الجميلة يقبعون في مكان قصي في ذاكرة الناس، منزوون عن الحياة

 

المملوءة بالكلمات الجميلة، بعد أن انتصر القبح على الجمال، وتكسرت النصال على النصال!! 

 

شعلانيات:

>   من صفات القيادة الغرور والعناد وقلة الترتيب وحب السيطرة والالتواء!

>    هذه الصفات لا تنفع لجار أو شريك، ولكنها ضرورية للنجاح في عالم السياسة!!

>   الحسد هو أن تستكثر ما في يد غيرك... وتقلل ما في يدك!!