ألحان أمي
أمي ليست مطربة أو مغنية أوبرا أو حتى مؤدية، أمي أم عادية مثلها مثل باقي الأمهات ربة منزل. كانت توقظنا في الصباح الباكر على لحن الحنان، وإذا استعصى عليها الأمر انقلب لحنها إلى لحن الشدة تارة، ولحن الصرامة تارة أخرى، وخلال يومنا كله كنا نسمع منها باقي الألحان المختلفة التي تجتمع كلها في لحن واحد هو لحن الحب، لحن العطاء بدون مقابل سوى أننا نحن فلذات كبدها.
أمي، إن ذكرى ألحانك ترن في أذني، ومن أجل ألحانك التي لم أعرف أنها أغنيتي المفضلة، تمنيت أن أعود بنتا صغيرة؛ كي أسمعها من جديد؛ كي أسمع ألحانا صنعت لي خصيصا دون غيري.
عندما كنا صغارا كنا نتأفف من بعض ألحانك، فيا ندمي، أمي لم أكن أعرف أنها الألحان الوحيدة التي تطربني.. سلمت أمي وسلم لسانك الذي أطلق هذه الأنغام العذبة التي جعلتنا نواجه حياتنا من دون خوف.
لا أعرف أمي كيف السبيل إلى رضاك سوى أنني وضعتك أنت وألحانك تاجا فوق رأسي، وعرفانا مني بالجميل قررت أن أكمل مسيرتك، وأصنع ألحاني الخاصة لأبنائي؛ كي يذكروها دائما في آذانهم وفي قلوبهم، لك مني أمي ألف تحية ولكل أم صنعت لحنا لأبنائها ألف تحية.
نداء مطر – جدة
شهيق وزفير
حال الخلق مختصر، متطابق متناقض، استقبال ووداع في آن معًا بصرخة وألم وقشعريرة واحدة؛ ذكر لله وخشوع وسكينة واطمئنان.
عينان شاخصتان باكيتان بدموع حلوة وأخرى مالحة: هنا تغريد عصفور، من ثم تهليل وتكبير وحمد كثير جزيل، وبشر وجذل وسرور، وهناك صمت ثقيل وآيات تتلى وسكينة تستحضر وحزن غاضب، وترجيع وحوقلة.
منازل تأهّبت، وراحات أكف استعدّت، وعدّة تجهزت، هنا أقماط ومهد وحشود للاستقبال تجمّعت، وهناك أكفان ولحد وحشود لصلاة الجنازة تراصفت.
بين الصرختين، في منزلين، في مكان واحد نبدأ وننتهي، في ثانية واحدة ينبض قلب وآخر يتوقف، وكلاهما يجمعهما ميزة واحدة الشهيق والزفير.
في ذات المشفى، يشهق الوليد أول أنفاسه، ويزفر العجوز آخر أنفاسه؛ ليعلن الأول ولادة الحياة ويعلن الثاني موتها.
صفاء سليمان خالد – السعودية
حنين الحب
ما أجمل أن تحلم بشخص يشفي لك جراح الماضي، يؤانسك، يكون النور في ظلمة الحزن، فماذا لو تمنيت تلك الابتسامة الصافية التي تنبع من بريق الأمل، وذلك الود الذي يختلج روحك.
لقد وجدته أخيرا.
إنه أجمل إحساس حصل لي في حياتي، ومن بين آلام الماضي يظهره ذلك القدر، وأخيرا أشفق على حالي، ما أجمل أن يكون لك صديق لروحك، تحس بمشاعره من غير أن تتحرك شفتاه بأي مكان وأي زمان.. لم أتصور أنني سأحصل عليه يوما... لا أصدق مخيلتي التي تلامس شغف حبه.
ما أجمل أن يكون حنين الحب دافع النجاح في الحياة، قد غير حياتي وأشغلها بأحلام الأطفال البريئة الصادقة، أبعد الكثير من عمق الجروح، لقد أصبحت حياتي ورودا تتناثر على طريق السعادة المؤبدة، لقد نطق بوعد الوفاء لقلبي، ولن أخيب له وعده، وسأرده بقلب ينبض بدفء حناني، أحبه بكل ما أملك إلى آخر نبض ونفس، سأردد اسمه، كم أتمنى قرب كياني من كيانه، لقد بات لي حلما جميلا في عيوني.
احتاجه في لحظات همي ووهني وشوقي وثواني فرحي، لم أعد أستطيع أن أبتعد عن ذلك النسيم الهادئ. فحين أغمض عيني وأتنفس بهدوء أشعر بحنين جارف لذلك المستقبل الذي يخفي في حناياه كثيرا من الأمل، وبدايات ونهايات لروايات أخرى.
لكني أخاف من عدم تحقق ذلك الحلم الذي أسعى إليه، بطبيعة الحال سوف تنتهي الكلمات، لكن حنين حبي لن ينتهي للأبد.
نبض أنثى
الحب المفقود
أبحث عنه ولا أجده، أفتش في حناياه إلا أني لا أجد سوى أشباه إنسان
أبحث عن الحب وأجد بداخله الكره، أبحث عن الأمان وأجد بجواره الخوف
أبحث عن الستر، وأجد معه الفضيحة، أحن لوده إلا أني دائما ما أصطدم بجدار قسوته..
أقرب الناس وأبعدهم عني نعيش غربة مشاعر، وتبحر بنا سفينة المجهول إلى المستقبل دون أن أدرك معالمه..
لم ألمح في عينيه يوما نظرة حب، أجد نفسي دائما في حال ترقب لمفاجأته، قد تأتيني منه وقد تحملها الرياح لي على متن عاصفة محملة بعبارات التجريح.
أحلامه تبنى لذاته دائما !! أجد حنانه يتدفق على من حوله من الناس إلا أن هذا الحنان سرعان ما ينضب إذا ما وصل حدود مشاعري. أنفاس حبه باردة لا تحمل سوى حب الذات.
شعاري
يتعبني الحزن.. يرهقني الألم.. ولكن شعاري في هذه الحياة: إن الصعاب لم توجد إلا لكي نتخطاها، ليست كل أيامي جميلة، فالحياة لا تخلو من المنغصات.
فقد تهب الإنسان.... الحزن.... الألم.... الفراق.... الدموع.... الجراح..
ولكننا لن ننسى أنها أيضاً تهب الحب.. نعم الحب، وكل فتاة تنتظر هذه الهبة.
وكنت على شوق للوصول إليها، فعندما تعلمين أن شخصاً ما يحمل في قلبه مشاعر الحب لك والشوق والاهتمام بك، وبمرور الأيام يبدأ حبه يتسلل إلى قلبك، كما أن طيفه سيأسر فكرك، ربما ستشعرين بالخوف، وسيتغير حالك، فلا تخافي من هذا التغير؛ لأنه شيء جديد في حياتنا، شيء نجهل كيفية التعامل معه، ولهذا نخافه.
ولكن تذكري الطفل وكيف يبدأ حياته، أليس بصرخة؟ وكيف يتعلم النطق؟ أليس بالمحاولة؟ ففي كل يوم جديد يجد أشياء غريبة، فيخاف منها، وعندما يكتشفها يحبها ولا يتخلى عنها أبدا، وهكذا إلى أن يكبر هذا الطفل، فكوني مثله، ولا تخافي من هذا التغيير، بل اكتشفيه؛ حتى تحبيه، وعندما تحبينه، تمسكي به ولا تتخلي عنه؛ لأنه طوق نجاتنا من أمواج البحر الهائجة إلى أجواء الدفء على اليابسة،
فعندها تتلون حياتنا بعدما كانت رمادية تخلو من أي لون، ولا نرى في الورد سوى جماله وسحره، ونتجاهل أشواكه المؤذية. ترتسم البسمة على شفاهنا.
وننسى الحزن والألم، واعلمي أن لكل شيء ضدًّا، فلا توجد الراحة إلا بعد التعب.
ولا يوجد الفرح إلا بعد الحزن، ولا يوجد النجاح إلا بعد الفشل، فليكن شعارنا دائماً:
“إن الصعاب لم توجد إلا كي نتخطاها”
ندى الورد – السعودية
ردود سريعة
إلى جميع المشاركين في صفحة أقلام ونجوم، يؤسفنا أن بعض الأصدقاء لا يحصلون على نسخة من العدد الذي تنشر فيه مشاركاتهم، كما يصعب علينا إخبار مشاركين كثر برقم العدد، نتوقع منكم المتابعة