استيقظ أهالي منطقة جازان صباح امس على كارثة لم تكن بالحسبان، بعد أن تسبب التماس كهربائي بمستشفى جازان العام في اندلاع حريق بقسم الحضانة، الولادة والعناية المركزة، أدى إلى وفاة 36 حالة وإصابة 127 مواطن.
واستنفرت الجهات الحكومية بمنطقة جازان بكامل طواقمها في إخماد الحريق وإخراج المرضى ونقلهم الى مستشفيات أخرى لاستكمال علاجهم.
ولم ترضخ الشؤون الصحية لتحذيرات الدفاع المدني في عام 2012 من عدم جاهزية المستشفى للتشغيل وافتقاده لشروط الأمن والسلامة ، فقامت بتشغيل المستشفى مما أدى إلى وفاة عدد كبير المواطنين المنومين وتلف أجهزة المستشفى التي كلّفت الدولة ملايين عديدة.
21 فرقة إنقاذ وإطفاء تباشر إطفاء الحريق
باشرت 38 فرقة اطفاء وانقاذ واسعاف من الدفاع المدني مدعومة بفرق أمنية وإسعافيه وخدمية اطفاء حريق شب في مستشفى جازان العام في الساعات الأولى من صباح أمس . وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني أن غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغا عن وقوع حادث حريق بمستشفى جازان العام بالدور الأول بقسم العناية المركزة والنساء الولادة والحضانة، وتم انتقالت أربع فرق من مدينة جيزان وتم دعمها بـ 17 فرقة اطفاء وانقاذ واسعاف وسلالم من كافة ادارات ومراكز المنطقة بالاضافة الى جميع الجهات الاسعافية والامنية والخدمية التي شاركت في الحادث حيث قامت الفرق بعملية اخلاء للموقع والسيطرة على الحادث، مشيرا أنه تم نقل الحالات المصابة للمستشفيات الخاصة والعامة في المنطقة وما زالت التحقيقات جاريه لمعرفة الاسباب.
39 فرقة إسعافية تنقل المصابين
باشرت فرق الهلال الأحمر بمنطقة جازان إسعاف ونقل مصابي حادثة حريق مستشفى جازان العام.
وأوضح المتحدث الرسمي لفرع هيئة الهلال الأحمر بجازان بشير الصرخي أن غرفة العمليات تلقت بلاغا صباح أمس عن وجود حريق بمستشفى جازان العام وعلى الفور تم توجيه الفرق الإسعافية الى الموقع مع القيادة الميدانية للشؤون الفنية، وقد بلغ عدد الفرق الإسعافية المباشرة للموقع (٣٩) فرقة إسعافية نقلت (٤١) حالة إلى مستشفيات متفرقة بالمنطقة أهلية وحكومية وعالجت الفرق الإسعافية بالموقع (٧) حالات وأخلي سبيلها بعد تلقيهم العلاج والاطمئنان عليهم.
تذمر من إقفال أبواب الطوارئ
تسبب إغلاق أبواب الطوارئ بمستشفى جازان العام في تزايد حالات الاختناق لمرضى ومصابي الحريق.
وأدى إغلاق أبواب الطوارئ الموصدة قيام مواطنون متعاونون في كسر الأبواب وإخراج المرضى المحتجزين وإنقاذهم.
وتذمر عدد من المواطنين من قيام منسوبي مستشفى جازان في إغلاق مخارج الطوارئ محملينهم السبب في حدوث الكارثة ومطالبتهم بالتحقيق في الحادثة، وأشار المواطنون أن المستشفى يفتقد لشروط الأمن والسلامة والتعامل مع فرضيات الحريق.
ناجون من الحريق يرون قصصهم
تسبب إغلاق مخارج الطوارئ والازدحام الكبير بممرات المستشفى أثناء اندلاع الحريق في قيام عدد من المرضى في القفز من النوافذ لإنقاذ أنفسهم من موت محقق بعد ازدياد الدخان الكثيف بالمستشفى.
وأوضح أحد المرافقين أن والده أصرّ عليه بالخروج لإنقاذ نفسه بعد صعوبة خروج والده وانتظاره لأفراد الدفاع المدني لإخراجه، مشيرا أنه قام بكسر إحدى النوافذ والقفز من خلالها بمساعدة أحد المتطوعين.
وحمل الممرض (ر . ح) منسوبي صحة جازان بعدم القيام بتدريبهم على حالات الإخلاء التجريبية للمرضى، مشيرا "للوطن" أنهم كممرضين نادرا يعملون لنا حالات اخلاء تجريبيه للمرضى، لذلك ما حدث هو نقص معرفة الطريقة المناسبة لنقل المريض في حالة الكوارث بطريقه جيدة، لافتا أنه توجد اعلانات لمناطق التجميع ولكن لايوجد أحد من الطاقم الطبي يجيد الطريقة المناسبة ولا المعلومات الكافية للتصرف في مثل حالات الحوادث التي شاهدناها أمس بعد اندلاع الحريق بالمستشفى.
مستشفى محمد بن ناصر يعلن جاهزيته بـ 70 سرير في استقبال المرضى.
أوضح المشرف العام على مستشفى الأمير محمد بن ناصر طاهر صميلي أن المستشفى استعد بجاهزية 70 سرير لمعالجة مرضى مدينة جيزان والقرى التابعة لها مع نقل الطاقم الطبي والفني بمستشفى جازان العام لحل المشكلة الحالية من إغلاق مستشفى جازان العام بعد اندلاع الحريق، مؤكدا استنفار كافة العاملين بالمستشفى في استقبال المصابين وتقديم الخدمات العلاجية لهم.
فاجعة وصدمة
صدم عدد من المواطنين بعد تلقيهم نبأ وفاة ذويهم واجهشوا بالبكاء ودخلوا في حالات إغماء معربين عن أسفهم لوفاتهم ومطالبين الجهات المسؤولة بمحاسبة المقصرين ومعاقبتهم. وأوضح المواطن رائد النعمي أنهم استقبلوا وفاة جدهم الحسن النعمي بكل أسى وحزن بالغ، مشيرا ان جده كان منوما بقسم العناية المركزة وتم انقطاع الكهرباء عن أجهزة التنفس الخاصة به ليتوفى على الفور، مطالبا أمير جازان بالتحقيق وانهم لن يسامحوا المتسبب في إهمال المستشفى. واشار المواطن جابر الفيفي أنه فقد زوجته جميلة الفيفي وابنته صفية في حريق المستشفى بعد اصابتهما باختناق أدى إلى وفاتهما مشيرا أن ماحصل لن يمر مرور الكرام وسيطالب بحقوقه الشرعية ومحاسبة العابثين.
وتوفي أحد المواطنين الشباب بعد أن قام بإنقاذ امرأة محتجزة بالدور الثاني نتيجة تعرضه للاختناق وارتطامه بالسلالم الحديدية وأثارت شجاعة الشاب المتوفي ردود أفعال المواطنين الذين طالبوا بتكريم ذويه على شجاعة ابنهم المتوفي تشجيعا لدوره البطولي والفدائي في إنقاذ إحدى المحتجزات.