السؤال الصعب

 

السؤال الصعب 

سيدتي أود أن أحكي لك عن مشكلة تعذبني ولا أعرف كيف أتصرف، فأتمنى من الله ومنك المساعدة، أنا آنسة أبلغ من العمر 29 سنة، لا أعرف إذا قلت إنني مخطوبة أم لا؟!

فقصتي صعبة ومعقدة جدًّا جدًّا.

تقدم لي أحد الزملاء؛ وهو إنسان متدين وملتزم، ومن أسرة متدينة، مشكلته أنه لم يكمل تعليمه، وكذلك معظم إخوانه في البيت، البنات والأولاد، هذه الحكاية تسبب قلقًا وتوترًا؛ لأن إخوتي في البيت لا يحبذون ارتباطي به، ولا يريدونه زوجًا لي؛ بسبب تفاوت مستوى التعليم، ولأن والده إنسان بسيط يعمل في صناعة الأحذية،

ووالدي إنسان متعلم تعليمًا عاليًا، وأخواتي متعلمات. لا أكذب عليك أنني أعتبر هذا الإنسان ممتازًا وجادًّا، وعنده كلمة، إنه يختلف عن كل من قابلت من الدكاترة والمهندسين، لكن ثقتي بنفسي اهتزت، خاصة أن إخوتي عندما يسمعون اسمه ينقلب حالهم، حتى عندما جاء أهل هذا الخطيب للتعارف خرجوا من المنزل وتركوني أنا وأمي وحدنا، ماذا أفعل؟! فأنا في حيرة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل!

الفاشلة

 

 

عزيزتي التكافؤ في الزواج عنصر استقرار مهم؛ لأن الزواج في الثقافة العربية ليس ارتباط فردين، ولكنه مصاهرة بين أسرتين. ولا شك أن مستوى التعليم هو أحد تلك العناصر الداعمة للاستقرار. وليس معنى هذا أن الإنسان الذي لم يكمل تعليمه في المدارس إنسان غير ملم بالثقافة العامة، ولكن ما يقلقني في موقفك -علمًا بأنك وصفت الشاب بأنه على خلق ومبدأ ودين- هو أنه هو وأفراد أسرته جميعًا لم يكملوا التعليم، وهذا دليل على أنهم لا يعترفون بأهميته. ويخيّل إليَّ أنك إذا قبلت به فسيكون تعليمك محسوبًا عليك. وفي حالة نشوب أية خلافات بينكما أو بينك وبين إحدى أخواته فسوف يعلل الخلاف بأنك متعالية بسبب تعليمك.

لاحظت أنك ذكرت عمرك، وهو أنك في التاسعة والعشرين، ففهمت أن تكون رغبتك في الارتباط به متعلقة بتأخر زواجك، ولكني أذكّرك بأن الزواج رزق مكتوب عند الله وفي وقت معلوم. توجهي إلى الله بالدعاء بأن ينير بصيرتك، وأن ينعم عليك بزوج متكافئ؛  بحيث يكون خاليًا من التوترات بين أسرتك وأسرة الزوج.

لقد طلبت نصيحتي فبذلتها، ولكن القرار قرارك، ويظل رأيي استشاريًّا.

 

 

الحل بيدك 

سيدتي أنا اسمي سارة من السعودية، عمري 17 عامًا، عندي مشاكل كثيرة، ولكن ما يتعبني هو مشكلة الخجل، عندما أحاول أن أكلم أحدًا أو أجاوب بالفصل يحمرّ وجهي كثيرًا بشكل واضح، وهذا الأمر يؤثر على حياتي، لا أحب أن أتكلم مع الناس ولا أن أجلس معهم، ولا أشارك بالفصل، تعبت وبحثت على الإنترنت، فوجدت الحل؛ وهو عملية اسمها تدبيس العصب السمبثاوي. كثيرون جربوها كما ورد بالنت، مشكلتي أنني لا أستطيع أن  أقول لأهلي إنني أريد أن أجري العملية، ليست عندي أبدًا الجرأة أن أتكلم، ماذا يمكنني أن أفعل؟ لست قريبة من أمي، وإن كنت قريبة من أبي بحيث يمكن أن أسولف معه وأتكلم،  ولكن ماما بعيدة جدًّا عني، تفصلني عنها مسافات نفسية شاسعة.

المتعبة سارة

 

 

عزيزتي مواقع الإنترنت التي تقترح مثل تلك الاقتراحات، مدعومة بادعاءات من جربوا ونجحوا، هي مواقع تسويقية بالدرجة الأولى، تبيع فيشتري من يقع تحت إغراء المنتج، ولكن في مثل حالتك لو تعرضت لعملية جراحية لتدبيس العصب السمبثاوي، الذي أعترف بأنني لا أعرف مكانه في الجسم ولا وظائفه، ستكونين مثل الذي يقطع رأسه لكي يُشفى من صداع رأس عارض.

الخجل في مثل سنك واسع الانتشار ولكن له علاج، والعلاج بيدك إن لم تكوني متسرعة في طلب النتائج  تعلّمي فن الحوار، والحمد لله الذي شاء بأن تكون علاقتك مع والدك إيجابية، الإنسان يستمد إحساسه بالذات من أقرب الناس إليه، ومن الواضح أن والدك يتبسط معك؛ لأنه يدرك أنك ذكية وخفيفة الدم وتقدرين السولفة.

جربي مرة أن تسأليه لماذا تشعرين بالخوف من مجالسة الآخرين، والتكلم بثقة في الفصل الدراسي، ستكون البداية أن يشجعك على التفاعل في المواقف المختلفة. اطلبي منه أن تخرجا معًا إلى مكان عام مثلاً لتناول وجبة غداء، وأن يوكل إليك مهمة طلب الأصناف التي تفضلون تناولها، وفي نهاية الوجبة تعاملي مع النادل بدفع فاتورة الحساب، لو قلت لوالدك إن أحد الواجبات المدرسية هو الحديث عن أسباب الأزمة الاقتصادية في الغرب، فسوف يحاول أن يغذيك بالمعلومات، وفائدة هذا هو أن تتعلمي أن سر التغلب على الخجل المفرط هو الثقة بأنك ملمة بموضوع الحديث. حين تسألين سؤالاً لا تندفعي في الكلام. تمهلي ولو عشر ثوان لترتيب أفكارك، ثم أجيبي بإيجاز؛ حتى لا تفلت منك الفكرة.

في المواقف الاجتماعية كوني مستمعة جيدة، يكفي أن تطرحي سؤالاً يهم من تتحدثين معه، ولتكن أسئلة تتيح لمن تكلمي أن يتحدث عن نفسه أو عن أسرته أو عن عمله.

ليس عيبًا أن تجري بروفات على فن الحديث، ولتكن محاولاتك الأولى مع أية صديقة تشعرين بالأمان في صحبتها، اسأليها عن كتابها أو مجلتها المفضلة أو البرنامج التليفزيوني الذي تتابعه بانتظام، ثم اسأليها عن السبب، في تلك المرحلة سيكون أسهل عليك أن تطلعيها على ما تفضلين.

حاولي كسر حاجز الخجل بإلقاء التحية، لا يمكن أن تقولي السلام عليكم لأي شخص من دون أن يرد السلام.

حين تخرجين تأكدي أنك راضية عن مظهرك، وأن يكون المظهر خاليًا من الإفراط والتكلف.

صدقيني... كل فتاة مرت بتلك المرحلة مثلك، وأنك لا تعانين من أي قصور يتطلب العبث بالعصب السمبثاوي أو أي عصب آخر.

اختصري المسافة بينك وبين أمك بلفتات بسيطة تعبر عن حبك واحتياجك لها.