هي من جذور عربية متشعّبة الانتماءات: من فلسطين إلى سوريا والجزائر والمغرب والسعودية والإمارات. إنها نسرين طافش التي أطلّت في شهر رمضان من العام الحالي على الجمهور العربي من خلال مسلسلي "جلسات نسائية" و"السراب". وتنتظر تجسيد سيرة رابعة العدوية قريباً. ترفض منصب أمين عام الدول العربية، وتثني على طباع زوجها وحبه للحياة وحسّه الإنساني، وهي صفات تجمعهما. لكن، ما هي نظرتها للعائلة، وهل سيكون لها أولاد ثمانية تماماً كما ترعرعت، وهل تعيش "جلسات نسائية" خاصة مع صديقاتها؟ كل ذلك تكشفه نسرين طافش في اللقاء التالي الذي أجرته "سيدتي" معها:
• نسرين طافش فلسطينية الدم، جزائرية الروح، سورية القلب وإماراتية الزوج، هل تشعرين أنك جامعة للدول العربية. وماذا تعني لك كل هذه الجذور؟
يجب أن أضيف أن أصول والدي سعودية وأصول جدتي لوالدتي مغربية. ومن الممكن أن نصف فعلاً هذه الخلطة بأنها غريبة ونادرة. في البداية، كانت تشكّل بالنسبة إليّ نوعاً من الغرابة، إذ كنت أسأل إلى من أنتمي؟ وعندما تزوجت بشخص إماراتي بتّ أيضاً أشعر بانتمائي إلى هذا البلد. وأقول إنني عندما كبرت وصرت أعرف الحياة بشكل أوسع وأسافر.... فهمت أن الأمر لا يرتبط فقط بالعالم العربي، وإنما بدأت أشعر أن في داخلي تراكماً ثقافياً اعتبرته غنىً وإضافة لي. فالتعصب بعيد عني، وفي داخلي تسامح. وأقول إننا بالنتيجة جميعنا إنسان مهما كان عرقنا.
• إذا اعتبرنا أن نسرين طافش هي اليوم أمين عام الجامعة العربية، فما الذي تقدّمه؟
(ضاحكة) أنا بعيدة عن كل المناصب. حتى من هم في شركتي يعرفونني، ومن المستحيل أن أقول إن أحداً يعمل عندي، وإنما أقول إنهم يعملون معي.
• بيد أن هذا التفكير بعيد نوعاً ما عن الواقع؟
ربما بعد أن تسلّمت الشركة وأضحيت ربة عمل، لا بدّ أن أقرأ وأطّلع خاصة أنني لم أدرس إدارة الأعمال. فالإنسان إذا ما أراد تطوير نفسه فلا بدّ أنه يتمكّن من ذلك. وفي علم الإدارة الحديث أثبتت المركزية فشلها. فـLeader (القائد) يدير فريق عمل متكامل، والجميع يعمل ضمن هذا الفريق. أن أكون أمينة عام الجامعة العربية أو رئيسة أمر مستبعد، فأنا أحب أن أتواجد على أرض الواقع مع من هم مثلي ومن ألتقي معهم في وجهات النظر.
• في قراءة لبعض تعليقات القراء على عدد من المقابلات أو الأخبار التي تتناولك على مواقع الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية لحظت أن البعض يجدك متعالية. إلى أيّ مدى هذا الأمر صحيح، وهل من الممكن أن ينجح المتعالي في العمل ضمن فريق متكامل (TEAM WORK)؟
عندما تسيطر الأنا على الإنسان تكون خطوة أولى نحو الفشل في إدارة الشركة، التي تتطلّب التنازل عن الأنانية في أغلب اللحظات، سعياً وراء مصلحة العمل والجماعة. في حال قال أحدهم عني ذلك فهو بالضرورة لا يعرفني أبداً، لأن كل من هم قريبون مني يعرفون شخصيتي.
نجمة سوريا الأولى!
• صنّفك الكثير من المعجبين على المنتديات بأنك "نجمة سوريا الأولى"، فهل أنت كذلك؟
أنا لست مع التصنيفات لأن الساحة تتّسع للجميع، ولدينا الكثير من الطاقات والمواهب التمثيلية النسائية، وأنا لا أحب أن أذكر الأسماء ليس كي لا أحرَج لكن لكي لا أنسى. من هنا، لا يمكن أن نقول "هذه نجمة أولى" أو "فلانة لا يوجد بعدها أيّ موهبة وبعدها الطوفان" لأن هذا الحكي لا أساس له من الصحة. بالإضافة إلى كون أي عمل فني هو عمل جماعي. كما أن الفن أذواق ومشارب وقد يعجب فلان بهذه الممثلة فيما لا يعجب غيره بها.
• ماذا عن العملين اللذين شاركت بهما في رمضان: "جلسات نسائية" و"السراب"، وأي شخصية أحببت أكثر هالة أم رنا، وأين انتقدت نفسك وكيف قرأت النقد الإعلامي لإطلالتك؟
شخصية هالة في "جلسات نسائية" لا تشبه أبداً رنا في "السراب"، ولا وجود لاي شيء مشترك بينهما أكان على صعيد العالم الداخلي أو التفاصيل أو البيئة والحياة والمعطيات. وهذا ما شجعني لخوض التجربتين. ما يمكن أن أقوله إن مسلسل "جلسات نسائية" حصد حصة الأسد، أكان لجهة محبة الجمهور وإعجاب النقاد. وحقّق العمل المعادلة الصعبة، إذ قلّما نلحظ وجود إجماع من نقاد ومشاهدين على عمل واحد. أما مسلسل "السراب" وللأسف ربما توقيت عرضه انعكس عليه سلباً، أو أنه سوّق بطريقة غير صحيحة.
• هل من الممكن أن يعود ويأخذ حقه إذا تمّ عرضه بتوقيت مختلف؟
من الممكن، لكن لا يمكن الجزم. وما أستطيع قوله إن " جلسات نسائية" يكاد أن يكون الأقرب إلى العمل المتكامل، وقد قدّم العمل الجديد على مستوى الإخراج من قبل المثنى صبح الذي قدّم صورة إبداعية للرؤيا ككل، كما أنه يتحلّى بقيادة قوية للممثل، وفكرته بدمج الفن التشكيلي مع التمثيلي والإحساس، هو بمثابة زخم في الإبداع وخطوة جديدة في تاريخ الدراما السورية. أما على صعيد الكتابة، فإن إحساس أمل حنا والواقعية والإحساس، بالإضافة إلى الإضاءة، التصوير، الماكياج والشعر... كلها أمور شكّلت لوحة متناغمة جعلت من مسلسل "جلسات نسائية" قريباً من الناس.
• ماذا عن جلسات نسرين طافش النسائية بعيداً عن الشاشة، فكيف تصفينها؟
غالباً ما تتمّ في منزلي لأنني شخص بيتوتي ، وإذا كان عليّ أن أذهب إلى رفيقاتي فأفضّل زيارتهن في المنزل. عادةً ما تكون الجلسات مرحة للسلوى والفرح. وإذا أردنا أن نتكلّم عن الهموم، يتمّ ذلك عبرالهاتف حتى لا تتّجه الجلسات إلى الحزن والدراما.
الاعتزال
• تردّد في مرحلة زواجك أنك ستعتزلين الفن، كما أنك في أحد تصريحاتك القديمة قبل نحو ست سنوات قلت إنك ستعتزلين عندما يصل عمرك إلى 28 عاماً. هل تتمسّكين حتى اليوم بهذا الرأي أم تجاوزت ذلك؟
كان ذلك وأنا في 24 من عمري، وكنت أقول إنني سأعتزل الفن في عمر الـ 30؛ ربما لأنني كنت أمرّ بمرحلة صعبة حيث كنت أتابع دراستي فانقطعت عن التمثيل وعدت إليه، ويبدو أن "خلقي كان ضيّقاً"(صبري قليل) يومها وقلت ما قلته. أما عن اعتزالي لدى الزواج فهذه إشاعة. فالإنسان عندما لا يمتلك خبرة في الحياة قد يحكي من غير إدراك للكثير من الأمور، لكن مع الوقت والخبرة يفهم الحياة بشكل مختلف، خاصة أنه لا وجود لشيء ثابت في الحياة بالمطلق، حتى الأفكار والقناعات تتغيّر.
• أنتنّ 8 شقيقات في المنزل، إذا أضحت لديك عائلة كبيرة، هل ستعتزلين التمثيل ؟
لا يمكن أن تكون لي عائلة كبيرة. ولطالما طلبت من الله أن يحمي والديّ لأنني تساءلت كيف تمكّنا من تربيتنا. أتفاجأ كيف يتمكّن الأهل من توزيع الحنان والعاطفة بشكل متساو، وأعتبر ذلك مجهوداً جباراً. اليوم، لا شك أن الحياة تغيّرت، خاصة أن المرأة باتت تعمل، ما زاد من الضغوط على كاهلها، وأنا أفكّر بولدين فقط لكي أركّز عليهما وأربّيهما بشكل فاضل ليكونا إن شاء الله مشروع إنسان، على أن أضع عدة أولاد وأجهد نفسي من دون أن أتمكّن من الاهتمام بهم بالتوازي، فنحن لسنا كأهلنا.
تابعوا المزيد من التفاصيل في العدد 1594 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الاسواق... وشاركونا بارائكم من خلال مساحة التعليقات