في رأي «جون جوتمان»، أستاذ الطب النفسي بجامعة واشنطن، أنَّ الزوجة الذكيَّة تستطيع إيجاد المخرج لزوجها أثناء الخناقة الزوجيَّة حتى يشعر بالارتياح، وربما تلجأ الزوجة الذكيَّة عندما تشعر بأنَّ جو المنزل أصبح شديد التوتر والعصبيَّة، إلى التوقف حتى لا تشتعل خناقتهما أكثر، مفضلة العودة للنقاش عندما تهدأ الأعصاب لتكون مناقشة مفيدة ومثمرة. وكما يتعين على المرأة الذكيَّة أيضًا ألا تتصيد لزوجها كل صغيرة وكبيرة لتثور عليه، فإنَّ عليها أن تعطي لزوجها حيزًا معقولاً من الأخطاء البسيطة التافهة، وإذا صممت على الثورة فعليها أن تثور عند الأمور الكبيرة، والأخطاء الضخمة، لتكون منطقيَّة في ثورتها، وحتى لا يفقد الزوج احترامه إلى الخناقة الزوجيَّة ذاتها ويلجأ إلى عدم الاكتراث بها.
في أصول لعبة الخناقة الزوجيَّة، من الضروري أن تتجنب الزوجة الهجوم الشخصي، وأن تعرض سبب ضيقها بطريقة عاقلة حتى يشعر الزوج بالندم داخله، ويحاول تفادي ما يزعجها في المرات المقبلة. كذلك من المهم أن تتعلم الزوجة الذكيَّة النضوج، والتعقل، والمنطقيَّة أثناء إدارتها للخناقة الزوجيَّة حتى تتحكم في مساحتها وحدودها؛ لأنَّ الهدف من دخول الخناقة أن يصل الزوجان إلى الحلول السليمة، والكفيلة بإنقاذ العلاقة الزوجيَّة وليس إشعالها أكثر.
على المرأة الذكيَّة أيضًا أن تلاحظ لغة جسمها أثناء الخناقة مثل التلويح باليدين، وجحوظ العينين، أو تحريك الرأس بصورة متشنجة، لأنَّ هذه الحركات الغريبة قد تؤذي الطرف الآخر أكثر من الكلمات الجارحة التي قد تصدر عنها أثناء النقاش الساخن. وينصح الدكتور «جون جوتمان» المرأة بأنَّها إذا رأت زوجها يطوي يديه ويثني قدميه ويلويهما أثناء جلوسه، أو ترى كتفيه متهدلتين، فعليها أن تعلم أنَّه قد جرح نفسيًا منها أثناء الخناقة، سواء بالكلمة أو بالحركة، ويعني ذلك أيضًا أنَّها كانت عدائيَّة أكثر مما تظن، وهذا الجرح النفسي الذي يصيب الزوج قد لا يندمل بسهولة.
ينصح الدكتور جوتمان أيضًا الزوجة الذكيَّة باختيار الوقت المناسب، والمكان السليم لبدء الخناقة. فإذا كان يومها في العمل طويلاً ومجهدًا ومنهكًا، وعانت فيه كثيرًا من شقاوة أطفالها، أو من ارتفاع درجة حرارة الجو، فعليها أن تحاول تجنب انفلات شرارة الخناقة الزوجيَّة، وتؤجل بدء المناقشة إلى حين تشعر أنَّها في حالة أفضل نفسيًا وعصبيًا حتى تؤتي الخناقة ثمارها الطيبة التي ترجوها منها ولا تنقلب الخناقة لتكون إحدى العراقيل الجديدة أمام سعادتها الزوجيَّة.
ومن الضروري جدًا، في رأي الدكتور جوتمان أن تحافظ المرأة الذكيَّة أثناء الخناقة على مساحة من الاحترام حتى لو لم يوفرها الطرف الآخر نتيجة لعصبيته وتوتره، لأنَّ العواقب الوخيمة تبدأ عندما يفقد الزوجان الاثنان أعصابهما معًا، ويتصرفان بحدة، وحماقة، وتهور. وأخيرًا على الزوجة الذكيَّة أن تعلم أنَّ الخناقة الزوجيَّة هي ظاهرة صحيَّة في حياة الزوجة من أجل مزيد من التقرب والتفاهم والحب بين الزوجين، وعليها كذلك أن تردد بينها وبين نفسها «أخانقك نعم.. أخسرك لا»؛ لأنَّ الخسارة تكون أحيانًا فادحة الثمن يدفع ثمنها الأبناء والأبوان أيضًا!!