3 شابات إماراتيات تحدين المهن التقليدية، وتمردن على النظرة المجتمعية السلبية التي وجهت لهن في بداية عملهن في مجال الضيافة، حتى أصبحن من أوليات بنات جنسهن اللاتي عملن في هذه المهن غير التقليدية بالنسبة للمرأة الخليجية، كخدمات الغرف، وموظفات استقبال، وشيفات في فنادق دبي المختلفة.
مازالت الفتاة الإماراتية تثبت للجميع قدرتها على التحدي والصمود والنجاح في كل المجالات؛ لذا لم يكن مستغرباً أن تتفوق هؤلاء الفتيات الثلاث؛ متحديات أنفسهن باختيارهن مجالاً جديداً عليهن؛ ليخطون من خلاله أولى خطواتهن العملية، وكلهن إيمان بأن مهنتهن ستكون نقطة تحول جوهرية في حياتهن؛ فأدينها بكفاءة عالية ومهارة كبيرة.
عالم الطهي جذبني
خديجة النجار تعمل شيفاً، ومازالت متحمسة للاستمرار في هذا الميدان، ومازال لها أحلام فيه، وعن بدايتها قالت: «بعد تخرجي مباشرة من المرحلة الثانوية، ومنذ ثلاثة أعوام، توجهت للعمل في مجموعة جميرا للفنادق بدبي، من خلال تقديم طلب للعمل من خلال برنامج وطني للشباب، الذي يقوم بتوظيف الشباب الإماراتي بعد تدريبهم لمدة عام كامل في قطاعات مختلفة، وبعد تجاوزي فترة التدريب وتنقلي للعمل في كل الأقسام بالفندق، وجدت عالم الطهي يجذبني، ووجدت نفسي في المطبخ أحاول استثمار هوايتي وشغفي لإعداد الطعام»، وعن طفولتها، اعترفت لنا كيف كانت متعتها الوحيدة الدخول للمطبخ، وإعداد أشهى المأكولات لأفراد عائلتها، وإضافة لمساتها الخاصة حتى تميزت بين عائلتها؛ لتخبر أهلها بعدها برغبتها في الالتحاق بقسم المطبخ، وحلمها بأن تكون من أوليات الإماراتيات، التي تعمل شيفاً في فنادق دبي.
تتذكر خديجة تلك الأيام بتأثر، وتروي لنا: «شجعني أهلي ورحبوا بفكرة أن أكون من أوليات الإماراتيات، التي تعمل شيفاً في فنادق دبي؛ فهم يؤمنون بموهبتي، وتخصصت في قسم المطبخ، وتنقلت للعمل في كل المطابخ العالمية؛ لأجيد عمل الحلويات والمخبوزات الشهية والسلطات بكل أشكالها وألوانها».
البلد تنادينا
ولـ «سيدتي» تؤكد: «المجال أصبح مفتوحاً لكل راغبة، ودخولي فيه رغبة مني للتميز في تخصص لايزال يشهد إقبالاً ضعيفاً للعمل فيه من الإماراتيات، كما أنني أجد أن تفوق الدولة في القطاع السياحي، يدعونا بشكل جدي؛ لأن نخوض الدراسة والعمل في مجالات متميزة وجديدة، لتعتمد بلادنا على طاقات إماراتية شابة خالصة في مجال حيوي وفعال، وذراع ومحرك أساسي في الاقتصاد، ولهذا فأنا أتوقع أن عمل المواطنات في هذا المجال سيكون له صداه في المستقبل القريب».
أجد نفسي هنا
أما فاطمة درويش؛ فتعمل في قسم الشكاوى والاقتراحات والتعامل مع ضيوف الفندق عبر الهاتف، وتقول لـ«سيدتي»: «نحمد الله أن قياداتنا الرشيدة أدركت أن المرأة الإماراتية قادرة على العطاء والمشاركة في أصعب مجالات العمل، التي كان يعتقد أن المرأة غير قادرة على أدائها بإتقان وكفاءة عالية، وحبي للعمل في عالم الفندقة والضيافة دفعني لاقتحام هذا المجال، ولا أجد نفسي إلا فيه».
وتروي كيف التحقت بوظيفتها: «لم أكن أعلم أن هذه النوعية من الوظائف متاحة لنا كمواطنات، وبقيت أنتظر حتى قامت الجهة التي أعمل لديها الآن بالإعلان عن حاجتها للمواطنات للعمل في عدة وظائف؛ فكنت من أوليات المتقدمات، والتحقت بعدة دورات تدريبية لمدة عام، وتنقلت بين الأقسام المتباينة؛ مستغلة كل دقيقة تمر علي في العمل لأضيف لرصيد خبراتي في هذا المجال».
مهام مسلية
وعن طبيعة عملها بالفندق، تقول فاطمة: «مهام عملي مسلية وممتعة، ومنذ اليوم الأول اكتسبت كل القواعد والآداب التي يجب أن يتميز بها من يعمل في موقعي، وقد أضاف لي مجال الفندقة الكثير من المهارات التي تنقصني؛ والعمل مسلٍ».
وتتابع: «أرى من المهم تواجد الفتاة الإماراتية في هذه الوظائف الفندقية؛ فهي خير ممثل لدولتها أمام المجتمع وزوار الدولة؛ خاصة أن دولتنا تضم عدداً كبيراً من الجنسيات المتباينة، وتستضيف العديد من المنتديات والمؤتمرات العالمية الاقتصادية والطبية والسياسية».
تغيرت نظرة المجتمع
تتفق الإماراتية عائشة عباس، التي تعمل في خدمة الغرف لأكثر من عامين، مع خديجة وعائشة بأن نظرة المجتمع تغيرت كلياً؛ نظراً للتطور الحاصل في المجتمع، وتتحدث قائلة: «تعدد الثقافات والرؤى الحكيمة للقيادة التي تدعم عمل المرأة، ووجودها في أي مجال من شأنه أن يحافظ على العادات والتقاليد، وفي الوقت نفسه يقدم خبرات وطنية متنوعة، وهو من أهم الأسباب التي تدعو الأهل اليوم إلى قبول وجود بناتهم في مجالات السياحة والسفر والفنادق، وكما أن مجال السياحة واسع، وهذا ما لم نكن نعرفه كفتيات، وتعرفنا إليه من خلال الدورات التدريبية التي خضعنا لها قبل البدء في العمل؛ حيث منحتنا الكثير من المعلومات في مجال الفنادق والإتيكيت والعلاقات العامة والاستقبال والسياحة».
وعن تجربتها تتحدث: «أشعر بالفخر والسعادة لما أقدمه من خدمات لضيوف الفندق، ولمساتي التي أحاول وضعها في كل غرفة أشرف على تجهيزها أو تنظيفها ليستلمها الضيف بالطريقة اللائقة، وقد بدأت العمل منذ عامين بعد أن تم اختياري لخدمة الغرف، وتشجعت عندما وجدت أسرتي وزوجي يحثونني على قبول الوظيفة؛ خاصة أنها ستساعدني على اكتساب كثير من المهارات، التي لا تتاح لي في أي مجال آخر، وتدربت على الأقسام كلها، ورغم أنني لم أتجاوز العامين في العمل، إلا أن شغفي وعشقي لعملي جعلني أتفوق فيه وأجيده باحترافية عامل له خبرة عشر سنوات، ولم أفوت أي دورة تدريبية؛ فرغبتي في اكتساب كافة المهارات الفندقية، جعلتني أهب كل وقتي ومجهودي له، وأتمنى أن نكون أنا وزميلاتي نموذجاً حياً ونقطة لانطلاق مزيد من المواطنات للعمل في قطاع الضيافة؛ إذ أن دولتنا حالياً تمتلك العديد من الفنادق على الطراز العالمي، الذي يتطلب العديد من الخبرات والمهارات التي نتمنى أن تكون أيدي إماراتية مائة بالمائة».
ولعل ما أسهم في قدرة الفتاة الإماراتية على الانخراط في هذا المجال، كما تبين عائشة، هو تغير نظرة المجتمع الإماراتي إلى الفتاة التي تعمل ضمنه.
استقطاب المزيد
تؤكد ميساء تركاوي، مديرة الاتصالات والعلاقات العامة بمجموعة جميرا، أن المجموعة حريصة على توظيف المواطنات في كل المهن؛ عملاً بسياسة حكومة دبي لدعم المرأة؛ مضيفة أن هذه الآراء الإيجابية للإماراتيات العاملات لدينا، تعطي قطاع الضيافة قيمة كبيرة.